بعد سنوات وعقود طويلة من عدم قيام الامم المتحدة ومجلس الأمن او المنظمات الانسانية الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان بواجباتها اتجاه قضايا الشعوب والتعامل المزدوج مع الملفات الانسانية التي لاتعد ولاتحصى والسكوت المطبق والسبب الحقيقي، عدم جديّة اكثر الدول في التعامل الجدي مع هذه المواضيع وعلى رأسها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بتطبيق القرارات عدلاً وإنصافاً حتى اذا ارادت هذه الدول تخطو خطوة ؛ فقد تواجه بقرارات الفيتو الأمريكي لتعطّل كل مشروع قرار فيه إدانة للدول التي تقع في فلك واشنطن بينما لو كان العدوان ذاته، قد وقع على شعب مظلوم مثل اليمن ، لتغيّرت المعالجة لصالح القرار الامريكي الداعم للدول المرتبطة به.
خذ مثلا ً المملكة العربية السعودية رغم كل الاتهامات الموجهة لها بعدم التزامها بالمواثيق الدول لرعاية حقوق الانسان وحتى في دعم الارهاب كيف خرست كل الالسن في ادانة جرائمها التي ترتكب في الداخل السعودي من قتل واعدامات على اساس المذهب والهوية . والذي يحدث في مناطق وبلدات معينة خير دليل على تلك الانتهاكات المشينة .
فقد أعربتْ كندا عن القلق الشديد بشأنِ قيامِ السعودية باستخدامِ آلياتٍ مصفحة كنديةِ الصنع في عملياتِ قمعٍ واسعة شرقيَ المملكة.
وأكدتْ الخارجيةُ الكندية أنها طلبتْ من أجهزتِها اجراءَ تدقيقٍ فوري في الوضع، مشيرةً الى عزمِها اتخاذَ اجراءاتٍ اذا اتضحَ استخدامُ صادراتٍ كندية لارتكابِ انتهاكاتٍ خطيرة لحقوقِ الانسان في السعودية. ويأتي هذا الموقفُ بعدَ أنْ نَشرتْ صحيفةُ (ذا غلوب اند ميل) معلوماتٍ عن احتمالِ استخدامِ آلياتٍ مصفحة باعتْها كندا للسعودية في عملياتِ قمعٍ للمدنيين بمدينةِ العوامية أسفرتْ عن سقوطِ شهداءَ وجرحى.
اومجازرُ ودمارٌ وخرابٌ لا يمكنُ وصفُها في اليمن. هو الاسلوبُ الذي تتخذُه السعودية وحلفاؤها في هذا البلد . فمن ارتكابِ المجازر بحقِ المدنيين والاصرارِ على تكرارِ ذلك بشكلٍ مستمر الى منعِ وصولِ الصحفيين الى هذا البلد لنقلِ القليلِ من هذه الجرائمِ التي لا تعدُ ولا تحصى.ومن جانبها اعلنت المفوضيةُ السامية للاجئين التابعةُ للامم المتحدة عن صدمتِها جراءَ اصرارِ السعودية على استهدافِ النازحين دون اتخاذ موقف حاسم من هذه الجرائم و قالت “إنها تشعرُ بالحزنِ الشديد”. ونددت بالمجزرةِ وكذلك بمنعِ تحالفِ العدوانِ السعودي طائرةً تابعةً للأمم المتحدة من السفرِ الى صنعاء كانت تنقلُ معها عدداً من الصحفيين. وفي ظلِ استمرارِ الاداناتِ و الانتقاداتِ يعودُ المبعوثُ الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد الى الواجهةِ بعد غيابٍ طويل. الرجلُ الذي يلقى رفضاً من قبل حكومة صنعاء في الآونة الأخيرة ومطالبةً بتغييرِه عاد وخرج بخفي حنين هذه المرةَ بمبادرةٍ حولَ ميناءِ الحديدة غيَر أنَّ هذه المبادرة ماتت قبلَ أنْ تولدَ على ما يبدو حيث ترفضُ القوى السياسيةُ في صنعاء هذه المبادرة وإنْ لم يكن بشكلٍ علنيٍ وتقول إنها تمثلُ مطالبَ قوى العدوان السعودي.
جرائم ومجازر لا تعد ولا تحصى يرتكبها العدوان السعودي بحق المدنيين في اليمن. فالسعودية التي تقود تحالفا ضد الشعب اليمني منذ عامين ونصف ومدعومة امريكيا واوروبيا لم تترك سلاحا فتاكا إلا واستخدمته من اجل كسر ارادة اليمنيين. حتى الاسلحة المحرمة دوليا تتفاخر الرياض وتتباهى في استخدامها ضد العزّل في هذا البلد. فهاهي القنابل العنقودية والسامة تواصل حصد ارواح الاطفال في اليمن. حيث تتحدث مصادر يمنية عن القاء الرياض اكثر من مليون ومئتين قنبلة عنقودية في حصيلة غير نهائية على اليمن.هذه القنابل منها اربعة عشر نوعا امريكية وبريطانية وبرازيلية في اشكال واحجام مختلفة ما ادى الى تزايد الضحايا بشكل يومي في مختلف انحاء البلاد خاصة في محافظة صعدة شمال البلاد.
لقد أدركت الشعوب العربية والإسلامية، بل جميع دول العالم المقهورة ظلماً، أنّ نظام الدولي القائم على تحكّم خمس دول كبرى بمصير الشعوب والدول في العالم أجمع، نظام ظالم وفاسد قائم على تحكم الدول الكبرى بالدول الصغرى وظلمها وسرقتها ونهب خيراتها، قانون الغاب ليس إلّا، بل أسوأ منه؛ إذ يدّعي تطبيق القانون الدولي، وقد وضعته وأقرّته الدول الخمس الكبرى، لتضمن مصالحها وتفوّقها الدائم،