(( من المسلمات التي يؤمن بها المسلم والتي ينقاد لها الإنسان على وجه الأرض وفي جميع العصور ضمن تطورات العقل البشري وتعقيدات حياته ومعتقداته وخصوصا المسلم الذي يؤمن بالكتاب المقدس الذي نزل على خاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه ( القرآن الكريم ) والمصحف والكتاب المبين والذكر الحكيم كامتداد لكل التعاليم التي سبقته كمصدر للتشريع الألهي لبني البشر بآياته وتعاليمه الخاتمة للبشرية حتى قيام الساعة بآيات بينات لا ريب فيها هدى للمتقين المعتقدين بالله تعالى خالق الكون ومخلوقاته تسليما وانقيادا لتعاليم هذا المصحف ومنزله الله تعالى والإيمان المطلق بربوبيته وألوهيته منذ آدم عليه السلام وحتى نبينا المصطفى محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه لجميع سكان الأرض من الجن والأنس والملائكة وجميع مخلوقاته المحسوسة والغير محسوسة وأن هذا الكتاب مرسل ونذير وبشير ومبلغ للبشر من قبل خالق الأكوان والمخلوقات فلا يمكن إلا أن يكون عارف بطبيعة وعقلية وتفكير مخلوقاته وخصوصا البشر الذي خلقه على قدر عال من الفهم والإدراك الواعي المميز بجوهرة العقل المفضل به على جميع المخلوقات ومنظم حياته ومسير الطبيعة بقدرته ونظامه وحفظه وأسلوب أدارته فقد نزل هذا الكتاب فيه تبيان لكل شيء يحتاج له البشر والمجتمع وفق أطار العقل البشري وفهمه وحسب ديمومته في الحياة على الكرة الأرضية وهو المنهل الذي يفيض على الإنسان بالمعرفة والعلم والأخلاق وتنظيم حياة الفرد فكل الأمم تستطيع أن تنهل من هذا القرآن الكريم ما تحتاجه في حياتها اليومية إذا استطاعت فهم وإدراك ما فيه من تعاليم وشرائع وطريق مستقيم للهداية نحو الحق بعقل سليم متفتح واعي متجرد من الفوقية والعناد والسفسطة وال ( أنا ) والكفر بنعم الخالق ومواهبه على البشرية بغض النظر عن الجنس والألوان والمكان والزمان والأقوام .
وبما أن الإنسان متطور في حياته وأسلوب العيش في مجتمعه وحدود عقله على ضوء عصره ومكانه فلا يستعجل في الكمال لفهم النظرية السماوية والإدعاء بعلمه المطلق الكامل بما جاء بها ويفرض على نفسه وعقله القاصر وعلى غيره أمام التطور الفكري للإنسان وأسلوب العيش وختم معرفته بها نهائيا وإجبار الآخرين على عدم الخوض في الولوج إلى عمق فهم هذه النظرية والبحث والتنقيب والأخذ منها بما يفيد عصره ومكانه حيث أن الله تعالى أراد من خلقه العمل والتفكير والتفكر والبحث في رسالته بآياتها كمصدر تنظيم حياتي للعيش في المجتمعات المتفرقة في عوالم الله تعالى . فالأجيال تتطور في كل فترة زمنية بعقلها ومفاهيم حياتها وتعاملاتها مع أبناء جنسها أو الطبيعة التي تعيش معها ضمن الرقعة الجغرافية التي خلقها الله تعالى فالقرآن الكريم متجدد بفهم آياته فالأجيال تتطور في كل فترة بعقلها ومفاهيم حياتها وتعاملاتها فأن القرآن متجدد بفهم آياته ومرادها ومعرفة كيفية أدارة الحياة البشرية المتطورة والمتجددة بمنهاج فكري نظري حي فلا يحق لأي إنسان أن يحتكر أو يفرض أسلوب تفسير والمعرفة المطلقة لهذا الكتاب المقدس ( القرآن الكريم ) من قبل رجال الدين حصرا بزمن معين الماضي منه والقادم والإصرار على تسويقها للآخرين على أنها الأفضل والشاملة وفرض علمه ومعرفته بهذه النظرية وتفسير ما جاء بها وفق عقله وعدم المساس بها وغلق باب الخوض والبحث والنقاش من جديد على ضوء تطورات الزمن والمجتمع وتغيير نمط حياة الإنسان الجديد المعاصر بفكره وعقله وأسلوب حياته واتهام الآخرين المجددين والباحثين عن الحقيقة أنهم خارجين عن الدين ومارقين وتكفيرهم أو تفسيقهم علما أن الله تعالى حي يخاطب الأحياء من عباده وخلقه فلا يمكن إلا أن يكون هذا الكتاب المقدس حي متطور حسب المكان والزمان ما عدى المحرمات البينات التي لا لبس فيها المذكورة في آياته والباقي هي نظم الحياة اليومية الاجتماعية للأمم جميعا في كيفية التعايش والتعامل مع بعضها البعض بأسلوب حضاري يرتقي إلى عظمة الخالق والمخلوق فالقرآن الكريم هو المنهل العلمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والفكري والسياسي الشامل الكامل الصالح لكل المجتمعات والأزمنة فعلى رجال الدين والمؤسسات الفكرية الدينية أن تفسح المجال أمام الخوض المتجدد العلمي الواعي والبحث في الموروث الفكري والتراثي العربي الإسلامي لمواكبة تطورات العصر في حدود الثوابت للعقيدة والإيمان والشرائع المنصوص عليها في القرآن بدون تشدد وتعصب للموروث والتراث الفكري القديم بل يجب فسح مساحة خصبة للنقاش والحوار المتمدن والمتفهم الواعي الذي يوازي تطور الإنسان الفكري والحياتي المنقاد لتطورات العصر الحديث وأدواته ))