أُلائِكَ عَلى هُدًى مِّن رَّبِّهِم وَأُلائِكُ هُمُ المُفلِحونَ (5)
إذن من أجل أن يُقَلَّد الإنسان وسام (المتقين)، ومن أجل أن يُعَدّ مهتديا بهدى الله، ومن أجل أن يضمن أن يكون في الحياة ما بعد هذه الحياة من المفلحين، وبالتالي الفائزين بالنعيم الأبدي، ولا يكون من الخاسرين، فيخلد في عذاب نار الله، لا بد أن تتوفر فيه هذه الشروط الخمسة:
الإيمان بالغيب، طبعا ليس بأي غيب، بل حسب ما يعتمده الإسلام.
إقامة الصلاة، وهنا لا تكون الصلاة صلاة إلا وفق ما شرعه الإسلام.
منفقا مما رزقه الله، وهذه بلا شك صفة إنسانية ممدوحة، ولكن الإنفاق هو الآخر لا يحسب في الإسلام إنفاقا، ويقبل من الله، ويستحق ثوابه، ما لم يكن بشروط الإسلام، بما في ذلك الإنفاق على فريضة الجهاد، أي مقاتلة الذين كفروا، أي الذين لم يؤمنوا بالإسلام. فحتى الإنفاق في القضايا الإنسانية، لا يصح إسلاميا إلا باستثناء الكافرين (أي غير المسلمين)، وباستثناء الفاسقين من المسلمين (أي غير المتدينين)، وبعض المذاهب تحصر جواز الإنفاق والزكاة والصدقة والخمس (عند الشيعة) في أتباعها.
الإيمان بالقرآن بوصفه كتابا منزلا من الله على محمد.
الإيمان بما يفترض الإسلام نزوله من قبل، أي التوراة والإنجيل والزبور، ولكن مع عدم الإيمان بالكتب التي بين يدي المؤمنين بها، لأن الإسلام يحكم عليها بكونها محرفة، وأن الكتب التي يفترض أن الله قد أنزلها لم يعد لها وجود. إذن هو إيمان بنزول كتب قبل القرآن، لم يعد لها وجود.