18 ديسمبر، 2024 10:05 م

القرآن دستور الأديان ومحمد بن عبد الله نبيي لكل إنسان

القرآن دستور الأديان ومحمد بن عبد الله نبيي لكل إنسان

أن من دواعي الفخر والاعتزاز للأمة العربية أن تكون حاملة للواء الرسالة السماوية الخاتمة للأديان نظريتها السماوية الإلهية الجامعة للبشرية ولها الفخر لهذه الأمة أن تكون نواة تأسيس دولة العدل الإلهية بكتابها السماوي الوحيد عل الكرة الأرضية منذ خلق الله تعالى البشرية حتى قيام الساعة وقبض الخلق بيد خالقها وفاطرها عز وجل . فالنظرية هذه هي الخطوط العريضة لرسم معالم الحياة اليومية للبشر جميعا وتدبير أمورها المجسدة بقوانين وشرائع وسنن محكمة نصت عليه هذه النظرية بقيادة حامل لواءها نبي الرحمة والإنسانية الذي أختاره الله تعالى واجتباه كرسول مبلغ من قبله على ضوء ما يملكه من صفات جُمعت فيه جعلته مؤهلا ومميزا منفردا بين قومه في زمن قلت فيه مميزاته نُوجز منها عبقرية في القيادة ونقاء التفكير وحُسن الخلق والتأثير في بيئته المتشددة وثقافته الواسعة الفذة المنحدرة من أسلافه وآبائه وأجداده العظام كونه سليل المجد والأصالة والرقي والعراقة الاجتماعية في الخُلق والخلقة وكمال الحسب والنسب كل هذه الصفات أهلته أن يكون المختار من قبل الله تعالى للرسالة السماوية الإلهية وقائدا للأمة العربية والعالم جميعا نبيا موحدا للأمم ومكملا لجميع الرسالات التي سبقته بعدما شابها كثيرا من التشويه والدس والانحراف عن مسيرتها الحقيقية المرجوة منها من قبل الكافرين بربوبية الله سبحانه وتعالى .كان النبي محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه محط أعجاب واحترام لكل العالم المتدبر المتفكر والمنصف والمتمعن في دراسة هذه الشخصية الفذة . أن العقيدة والدين الذي بشر به النبي محمد بن عبد الله عليه أفضل السلام وأتم التسليم ونبيا عالميا يتجاوز كل الحدود الجغرافية للأرض يُخاطب كل العقول البشرية ويهديها إلى سبيل الرشاد وطريق الهداية التي أرادها الله تعالى لهذا الإنسان الذي خلقه وتكفل في رعايته بعيدا عن التعصب والكراهية والطائفية لعقيدته التي بشر بها كما جاء بخطابه الموجه في الدستور الإلهي يا أيها الإنسان ويا أيها المؤمنون ويا أيها الناس وهذا يدلل على شموليته وعموميته لهم وعرف نفسه أنه امتداد لجميع الرسالات والعقائد والملل والأديان التي سبقته والتي تتطابق مع ما جاء به دستوره الرباني والنظرية السماوية التي حملها المنزلة من السماء وهو ( القرآن الكريم كونها شرائع نزلت بمشرع واحد للبشر بشرطها وشروطها الحقيقية البعيدة عن التزوير والتشويه والدس والانحراف العقائدي والكذب على الله تعالى , فأن كل من يعتقد أن الرسالة المحمدية هي حكرا لقومية وطائفة واحدة ( الأمة العربية ) فهو واهم كل الوهم وعليه أن يعيد حساباته العقلية المنحرفة القصيرة النظر والمسيئة لنبيه وقرآنه والمشروع الإلهي المرجو منه ونور المعرفة الناصعة بأن الإسلام هو ليس أسلاما شعوبيا محمديا لشخصه العربي فقط بل هو بشيرا ونذيرا لكل العالم وكل الأديان والنحل والملل التي انحرفت عن جادت الحق والصواب وابتعدت عن خالقها الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى فالرسالة المحمدية هي الرسالة التي حددت للبشرية أسلوب حياتها الدنيوية والعبادية الموحدة لله تعالى وحده لا شريك له كما أوصى بها وأخذ العهد منهم في بداية الخلق . أما اختصاص العرب بهذه المكانة لحمل الرسالة الإلهية المتمثلة بنبيها العربي محمد بن عبد الله عليه أفضل السلام دون غيرها واختيار مكانها وزمانها كونها أمة قد وصلت مرحلة النضج الفكري والبيئة المنشودة منها لحمل لواء فكرة هذه النظرية السماوية المتكاملة في التشريع والقوانين ووجود الأرضية الخصبة لاحتواء واحتضان النظرية الإنسانية .
لقد أدار العالم وأعداء الإسلام على مر العصور ولغاية الآن ظهره لهذا الدين الشامل صاحب القيم الإنسانية والأخلاق الرفيعة وإرساءها في المجتمعات واحترام خصوصيتها والمنظم لحياتها وجاهدوا في قتل واندثار هذا الدين أو المساس به وتدنيسه وطمس معالمه وشرائعه عنادا وتكبرا وحقدا وجحودا للنعمة التي أنعمها الله تعالى على جميع البشر وهذا الجحود لا يتناسب مع عطاء الله تعالى لهم من النعم والآلاء الوافرة في تكوين الخلقة والأخلاق ورغد العيش وحُسن الختام في جنات الخلد ورفع شأنهم وتطهير ما دنسته أيديهم من صنع الفواحش والآثام والرذائل والانحراف عن المسيرة الحياتية .وما زالت الحروب الشرسة على هذا الدين الحنيف قائمة وبأوج عظمتها وشدتها منذ انتقال النبي الكريم محمد عليه أفضل التسليم إلى الرفيق الأعلى والمشاكل والتحديات والعراقيل وطمس الحقائق والتزوير والتشويه والدس الفكري البغيض والافتراء على شخصيته وعقيدته ومحاربة الأمة العربية والإسلامية قائمة على الفتنة الطائفية والهجمات الشرسة على الدين وإقناع العالم بالخوف والرعب من هذا الدين ومبادئه فقد نجحوا إلى حد ما في مسعاهم بعدما وجدوا الحواضن الدافئة المغرضة والقليلة الإدراك والفهم والتعصب الأعمى الفارغ من التفكير والبحث عن الحقائق والواقعية في أفكار وعقيدة ومحتوى النظرية السماوية . أن كل ردود الأفعال التي يعاني منها الإسلام الحقيقي والحملات المسيئة لشخص النبي محمد من قبل أعدائه والمشككين برسالته ما هو إلا نتاج أيدي المسلمين أنفسهم من خلال النظرة القاصرة لفهم المعتقدات والعقائد والشرائع والسنن والانجرار وراء المعتقدات المنحرفة الدخيلة عليه والمحرفة بفعل فاعل ومعروف أو التشدد الأعمى والمبالغة بدون فهم ودراية وتعصب للأخطاء وإبقاء الكذب والتدليس والتزوير والافتراء على الرسالة المحمدية والإبقاء عليها والإصرار في ذلك في بقائها داخل بطون الكتب والفكر العربي والمسلم مع العلم أن آيات القرآن الكريم واضحة وصريحة بلفظها وإعرابها وبيانها وبلسان عربي مبين كما جاء فيه ( إنا أرسلناه قرآنا عربيا مبين ) و( وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا .. ) و( وكتاب فصلناه من لدنا…..) وسنة النبي المفصلة المنطقية تحاكي الواقع الماضي والحاضر والمستقبل لا لبس في فهمها وشرحها ومعانيها خاطبت قوم عرب ) ……