الإيزيديون هم أقلية دينية ناطقة بالكردية تتركز خصوصا في العراق وسوريا وتعتنق ديانة توحيدية باطنية، وهي عرضة منذ قرون للاضطهاد على أيدي متطرفين الذين يتهمون أتباع هذه الديانة بأنهم من “عبدة الشيطان”، وعلى مدار التاريخ تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى ديانات أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم وتعرضهم للابادة على مر التاريخ حتى وصلت مجمل اباداتهم الى 74 والبعض يذهب الى اكثر من ذلك بحصول 310 إبادة جماعية عبر التاريخ ، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها ، وتشير الاحصائيات الرسمية اختطاف 6417 ايزيدي وايزيدية اغلبهم من النساء والأطفال لم يتمكن سوى نصفهم من الفرار أو النجاة، في حين لا تزال الإبادة مستمرة ولأسباب عديدة .
الا ان هذه الامة لاتعرف الانكسار والتقاعس فنهضت وازاحت الغبار عنها وبدات تصارع الحياة منفردة دون دعم حكومي او مجتمعي ، فجاءت فتوى “البابا الشيخ” وهي الصفة التي تطلق على المرشد الروحي للديانة الايزيدية باستقبال الناجيات الازيديات كـ”قديسات” واستقبالهن كمنتصرات لا منكسرات على الرغم من كل المفاهيم الاجتماعية الرافضة ، إضافة الى القصص الاقتصادية الناجحة وحبهم للحياة .
توجهت بمعية مجموعة من الصحفيين من مختلف محافظات العراق وبدعوة من مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية لزيارة ميدانية معرفية الى معبد “لالش” في قضاء شيخان نحو 60 كم شمال غرب الموصل وهو المعبد الوحيد للديانة الايزيدية في العالم ، والتقينا وتحدثنا الى عدد من الناجيات “القديسات” ، والتي تم زواج 74 اميرة ناجية من قبضة المجاميع الإرهابية من الشباب الايزيديين وهذا يبرهن مدى إصرار هذه الامة على الحياة .
الايزيديون جزء لايتجزأ عن العراق وتنوعه الديني والعرقي وهو مايضيف له القوة والإصرار على حب الحياة على مر العصور وهذا ماجعل العراق باقي عبر الاف السنين ويبقى مستمر طالما ان هناك تنوع ، اراد المبغضون قتل هذا التنوع من خلال زرع الفتنة والبغضاء بين ابناءه لكنهم ابوا ذلك وتلاحموا في معركة الحياة .