18 ديسمبر، 2024 7:05 م

القدوة والنخبة والنكبة

القدوة والنخبة والنكبة

*انواع المنظومات الإدارية في المجتمعات والمؤسسات من ثلاث نماذج فإما ان تكون أفقية او عمودية او هرمية، والهرمية كلما زادت اضلع قاعدتها تكون أقلها ثغرات وسلبيات.

وضرورة وجود شخص على رأس فريق يقومون بمهمة قيادة المجتمع أو المؤسسة لاتقل عن ضرورة الهواء والماء والطعام لبقاء الفرد على قيد الحياة.

كما ان انصراف المسؤول والنخبة المحيطة به الى بناء المجتمع والوطن يتطلب امور كثيرة اهمها أن يكون قدوة لفريقه ويبدأ بنفسه وتتطابق أفعاله لكل مايقول حتى تبقى الساحة بينه وبين الشعب لها لغة واحدة ومفرداتها واضحة للجميع وخلافه تحل النكبه.

التقنيات الحديثة ذوبت المكان والزمان باشخاص يتحدثون فيما بينهم بشكل مفتوح؛ لكن هذه النخب تهدر طاقاتها بين:الانحياز لطرف على حساب طرف آخر الى حد التعصب والتطرف لجهل أو لمنفعة خاصة أوالجهل المركب والغفله أواجترار الحزن السومري وجلد الذات المستمر دون التقدم خطوه الى الامام باتجاه الحل.

فتخلي المعلم والأستاذ عن بناء الاجيال وتحوله الى ماكنة عد العملات وتصريفها لايقل في أثره عن أي وباء نزل في أمة من الامم عبر التاريخ.

اذ إن الخسارة الناتجة عن بقاء القضاء والادعاء العام خارج برنامج بناء الدولة والمجتمع لايمكن تقدير قيمتها فكلاهما المرساة لسفينة الوطن.

وتحول الأقلام الى أبواق تنفخ لهذا وذاك والقراطيس الى طبول ترفع الميؤوس منه؛ تُساهم في تعميق جراح الوطن وتزيد في ظلم المواطن ولن يحصل بائعي عقولهم مهما رُمي لهم من فُتات الا أثمان رخيصه.*

عندما يكون المسؤولين ومحيطهم أقطاب للتعدي على المال العام وتعطيل عجلة الاقتصاد بتكدس الاموال وعدم مراعاة تدوير الاموال العامة بخلق فرص عمل توازي تلك الأرصدة وتحويلها أداة لشراء الذمم ولأشاعة الرشوه حينئذ يدخل الجميع في انفاق مظلمة.

اما بالنسبة لوقوف أصحاب الجاه والوجاهة في طوابير على أبواب سُراق المال العام ومحاباتهم ومجاملتهم ومدحهم يسلبهم أعز مايملكون ويحولهم إلى حطب في الأخدود الذي يحترق فيه العراق وأهله.

الاطباء والمهندسون والمحامون والضباط عندما يتخلون عن درجاتهم العلمية والأخلاقية وينزلون الى ساحة سلخ الانسان من خلال دكاكين تنشر المرض والخراب والتلاعب والخوف تحل النكبة في المجتمع لانصرافهم عن تطبيق علومهم الى حصاد الاموال.

محسن عصفور الشمري

وزير الموارد المائية الأسبق
منطقة المرفقات