لاشك أن القدس اصبحت ثيمة الصراع بين العرب والمسلمين من جهة وبين اسرائيل وامريكا من جهة اخرى.
الصراع الاسلامي الاسرائيلي هو ليس صراع حدود وجغرافية واحتلال فقط, بل هو صراع هوية وصِدام عقائدي وايدلوجيا, فإسرائيل تحاول طمس الهوية الاسلامية للشعب المسلم, ولأجل ان تفعل هذا أوجدت لها موطئ قدم في قلب العالم العربي والاسلامي, فتم انشاء دولة اسرائيل لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل.
شغلت قضية فلسطين وقدسها الخطاب الاعلامي العربي, الذي بقي خطابا فقط دون عمل, بل الانكى من ذلك انه خطاب ظاهري وفي الباطن هو مهادنة وبيع لفلسطين من قبل حكام الاعراب الى اليهود, ومع استمرار المهادنة هذه اصبح حكام العرب بدرجة من الوقاحة أن يعلنوا أنهم مع حقوق “الشعب الاسرائيلي” ومع حل الدولتين.
لم تكن الدول العربية بمستوى الحدث للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني, واصبحت قضية فلسطين قضية للاستهلاك الاعلامي فقط, ولم يحمل هم فلسطين غير علماء الشيعة والدولة الإسلامية الايرانية.
لو تكلمنا بمنطق الطائفة فان فلسطين دولة سنية, وان الدول العربية تتبع لنفس الطائفة, فمن باب الاولى أن يدافعوا عنها لكن هذا لم يحدث, ولم يحمل راية الدفاع عن فلسطين غير الشيعية وعلماءهم, واتخذت ايران من قضية فلسطين محورا للدفاع عنه, وقد أفرد قائد الثورة الإسلامية في ايران يوما سنويا للدفاع عن القدس وهو اخر جمعة من شهر رمضان, ليكون مذكرا بأن القضية الفلسطينية لابد وان تبقى نباراسا يهتدي به المقاومون للدفاع عن هذه الارض المغتصبة التي عاث برحابها اليهود خرابا.