23 ديسمبر، 2024 4:11 ص

القدس عروستكم … فأحفظوا يومها!

القدس عروستكم … فأحفظوا يومها!

مأثرة جهادية، باقية ما بقيت الأرض والسماء، أطلق لها العنان الإمام الخميني (قدس سره)، في السابع من آب سنة 1979، بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، ليضع الأمور في نصابها، ذلك أن قضية القدس، قضية العالم الإسلامي، تقع ضمن معادلة الصراع الوجودي، مع القوى المعادية للإسلام، فباتت القدس دون يومها هذا، وكأنها تعيش العزلة والنسيان.
لم تكن مصادفة أن تحدد الجمعة الأخيرة، من شهر الطاعة والغفران، لتكون يوم عرس عالمي، منادياً بتحرير القدس، من براثن العدو الصهيوني، بل هي عن دراية ودراسة وتأن.
جمعة يتيمة، دعا اليها الإمام الخميني (قدس سره)، لتوافق فيه ليالي القدر العظيمة، فالتأريخ المختار لإحياء هذا اليوم العالمي، أمر مدروس، لأنه يصف شرف تنزيل القرآن الكريم فيها، وإنتصار المؤمنين على الكفار الغاصبين، وحملة لنصرة المستضعفين ضد المستكبرين، وتسليط الضوء على ما تتعرض له القدس، أرضاً وشعباً.
شهادة ميلاد سنوية يشهدها العالم، للحفاظ على ديمومة القضية الفلسطينية، في وجدان كل مسلم، وصناعة مقاومة إسلامية، تحشد الطاقات اللازمة، للقضاء على الكيان الصهيوني، الذي إنتهك الأوطان، وإستهان بكرامة الإنسان، سواء أكان المنفذ حفنة القتلة اليهود، أم أزلامهم المأجورين من الإرهابيين، على مختلف مسمياتهم، خاصة وأن الدمى العربية المتسلطة على رقاب شعوبها، أول من يخون وهو راكع، متوسلاً أسياده، للحفاظ على كرسيه الملعون.
الغدة السرطانية، هي أول ما حذر منها الإمام الخميني (قدس سره)، والمتمثلة بأرض الميعاد المزعومة لليهود، الذين لم يكونوا سوى مجموعات بشرية متفرقة، لا يجمعهم إلا الخوف، فنجح الغرب بإنتاج هذا الكيان المسعور، بغية تمزيق المنطقة العربية، والسيطرة على ثرواتها، وإستعباد شعوبها، فأقتلعوا الفلسطينيين من أرضهم، ومارسوا بحقهم أبشع الجرائم، التي يندى لها جبين الإنسانية.
يوم القدس صرخة مدوية بوجه الصهاينة، وهم يحسبون لها ألف حساب، ساعين سعيهم من أجل إلهاء العالم الإسلامي، بحروب طاحنة، ونسيان أمر القدس، وبشاعة أفعالهم.
تشكيل حلف إسلامي جهادي، مواز للحلف الإستكباري الدولي، أمر لا بد منه، إن كنا نستوعب معاني اليوم العالمي للقدس، الذي دعا إليه الإمام الراحل، لمواجهة التمدد الصهيوني، لأن حلمهم لا يتعدى فلسطين، بل يرغب شعبهم المختار، في أرض بني صهيون، تمتد من النيل الى الفرات، لذا لزم على المسلمين أن يوحدوا كلمتهم، ويقفوا وقفة رجل واحد بوجه الطاغوت الصهيوني، من أجل عزة الإسلام والمسلمين.