خلال العشر سنوات الماضية التي أعقبت سقوط النظام السابق والتي كان العراقيون يتطلعون فيها إلى الديمقراطية الحقيقية التي ترعى حرية الإنسان وحقوقه التي قمعت واضطهدت خلال عقود ماضية ,إلا أن المواطن والإنسان العراقي لا يزال يواجه جبهات الإرهاب المفتوحة عليه من الخارج والداخل والتي تستهدفه بالدرجة الأولى والأساس لتحقق مآربها وأهدافها ومصالحها التي تبنى على دم وقوت الفقراء والمساكين والبسطاء من أبناء هذا الشعب , فالإرهاب الخارجي الذي دخل البلاد بعد العام 2003 بدعم دولي وإقليمي كبير دخل ليمزق لحمة أبناء هذا البلد وليشعل فيه فتيل الحرب الطائفية بين مكوناته الدينية والعرقية والاجتماعية وليقسم مناطقه ومحافظاته على تلك الأسس والأهداف المدمرة و المقيتة ولا يزال هذا الإرهاب يصارع ويقتل ويسفك الدم العراقي حتى يومنا هذا مع عدم وجود نية حقيقية وصادقة للقضاء عليه من قبل المتصارعين في حلبة السياسية البرلمانية واللاهثين وراء مصالحهم الشخصية والفئوية بعيدا عن هموم ومشاكل الشارع الذي بات هو الضحية و الخاسر الأول منه , ومع تنامي الإرهاب الدموي والذي أصبح معروفا للجميع انه ينفذ بأجندات داخلية موالية للداعمين له في الخارج وعدم القضاء عليه ظهر مع هذا الإرهاب إرهاب الفساد المالي و الإداري والذي يمارس من قبل الأحزاب المتنفذة والمسيطرة والمتحاصصة فيما بينها بوزارات ومؤسسات ودوائر هذا البلد والتي تدعي أنها تحارب وضد الإرهاب الدموي القادم من الخارج , فهذا الحزب يفسد ويسرق من أموال الشعب في هذه الوزارة وذاك الحزب يفسد ويسرق أيضا في تلك المؤسسة وكلا الحزبين لا يصله العقاب وحتى وان وصله فانه يصل مخففا جدا لا يؤثر ولا يتأثر به ذلك المفسد وحزبه حتى باتت حقوق المواطن ضائعة وتائهة بين كثرة ملفات الفساد التي أصبحت تنخر بجسد الدولة فصفقة أجهزة كشف المتفجرات وصفقة الأسلحة الروسية وملفات الفساد في المصارف التجارية والأهلية وفساد النواب والبرلمانين و المتنفذين في الوزارات وغيرها الكثير الكثير من ملفات أخرى لا عد لها , كلها إرهاب داخلي يضاف إلى الإرهاب الخارجي (الدموي ) الذي يواجه المواطن العراقي في جبهات الإرهاب الموجهة صوبه ,ولكن يبقى السؤال إذا كانت الحكومة عاجزة عن القضاء على الإرهاب الدولي والإقليمي الموجه نحوها كونه مدعوم ومسنود من قوى إقليمية كبرى لها منفذين في الداخل فهل هي عاجزة أيضا عن محاربة إرهاب الفساد المالي والإداري الذي ينفذ في وزارتها ومؤسساتها ودوائرها والذي أصبح يهلك ويثقل المواطن الفقير ؟ والى متى سيبقى ذلك الموطن البائس يواجه لوحده هذين الإرهابين ومن سيقف معه لدحرهما أم إنهما أصبحا ثنائية الإرهاب في البلاد التي لا دحر لهما, الإرهاب الذي يقتل بيد الإرهابيين القادمين من الخارج والإرهاب الذي يسرق بيد الحزبيين القابعين في الداخل فعلا إنها لعبة صعبة أدواتها المجرمون والمفسدون وضحيتها البسطاء والمحرومين ..