22 ديسمبر، 2024 9:32 م

القتل والتشويه والافتراء على انتفاضتي الشعبين الإيراني والعراقي

القتل والتشويه والافتراء على انتفاضتي الشعبين الإيراني والعراقي

يزداد حجم الزلزال الذي يهز النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران وضوحًا يومًا بعد يوم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا يفعل نظام الملالي للحفاظ على بقائه المخزي وماذا سيفعل؟

الجواب ببساطة هو “القتل ثم القتل ثم القتل”، إلا أن هذا النظام لا يكتفي بذلك ويطبق سيناريوهات تكميلية أخرى مثل “بث الأكاذيب والتشويه والافتراء والخداع”. لكن هل ستشفي المذابح ومثل هذه السيناريوهات ألما من آلام هذا النظام؟ بالتأكيد، كلا.

وحتى الآن استشهد ما يقرب من 500 شخص من الثوار العراقيين على يد الحكومة العميلة لإيران في العراق خلال الانتفاضة العراقية التي استمرت ثلاثة أشهر. وخلال فترة أقصر من ذلك في إيران، أي خلال ما يقرب من 10 أيام، وصل عدد الشهداء إلى 1500 شخص، كما أن عدد المصابين والمعتقلين خاصة في إيران يتعرضون للموت إلى حد ما عدة أضعاف. ومعظم الشهداء والمصابين والمعتقلين من جيل الشباب، ومن بينهم عدد كبير من النساء الشجاعات.

ووصف نظام الملالي وحكومته العميلة في العراق الثوار في كلا البلدين بالأوغاد والمناهضين للثورة ومثيري الشغب والتواطؤ مع الأجانب وبشكل أكثر تحديدًا بـ ”المنافقين“، في إشارة مباشرة للعدو العنيد لآيات الله الحاكمين في إيران، أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ وهي القوة التي يدعي الملالي الحاكمين كذبًا على مدى سنوات عديدة بأنه لم يتبقى منهم أحد وتم القضاء عليهم تمامًا!

العوامل المشتركة للانتفاضات الأخيرة في العراق وإيران واضحة للجميع. ولكن على الجانب الآخر، نجد أن ثقافة القتل والسيناريوهات لها الكثير من العوامل المشتركة.

علي خامنئي، ديكتاتور إيران، على عكس ما فعل في الانتفاضة الشعبية قبل عامين، تصدر المشهد هذه المرة مع بداية الانتفاضة متهورًا، وبعد حجب الإنترنت وعرض مجموعة من التهم ضد المنتفضين، وقتلهم بوحشية أثناء حجب الإنترنت، قام بمسرحية خادعة وأرسل شمخاني ليتصدر المشهد بالإنابة عنه ليقول: “إن اكثر من 85 في المائة من ضحايا الأحداث الأخيرة في مدن طهران لم يشاركوا في التجمعات الاحتجاجية وأنهم قُتلوا بأسلحة غير مؤسسية، وبناءً عليه نؤكد أن الخصوم هم الذين قاموا بقتل المواطنين في هذه المنطقة”.

كما أنه في يوم الجمعة الموافق 6 ديسمبر 2019، قامت مجموعة من عناصر نظام الملالي بالهجوم على الثوار العراقيين في بغداد وقتلوا منهم عددًا كبيرًا. وأعلنت وسائل الإعلام الحكومية العميلة للملالي في العراق أن المهاجمين أفراد مجهولون.

إذًا، من هم الأشخاص المجهولون في ثقافة الحكومة العميلة لنظام الملالي في العراق وكيف يمارسون عملهم؟

وإليكم مثال يوضح طبيعة ووظيفة مثل هؤلاء الأفراد:

في فجر يوم 1 سبتمبر 2013، عندما كانت الحكومة العميلة لنظام الملالي في العراق، في ظل رئاسة المجرم نوري المالكي لمجلس الوزراء تحاصر معسكر أشرف في ديالى بالعراق بالقوات العسكرية، قامت مجموعة من عناصر نظام الملالي بالهجوم ليلًا على المعسكر وذبحوا 52 شخصًا من سكان أشرف جميعهم من أعضاء المقاومة الإيرانية وخطفوا 7 أشخاص . وآنذاك ادعت حكومة المجرم نوري المالكي أن المهاجمين أفراد مجهولون”.

وبالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون إلا القليل عن طبيعة وممارسات نظام الملالي والحكومة العميلة له، لم يكن هناك شك في أن عناصر نظام الملالي هم من ارتكبوا هذه المذبحة بتعاون حكومة نوري المالكي. ولم يكن هباءًا ألا تُجري الحكومة العراقية أي تحقيق على الإطلاق حول هذه الجريمة ضد البشرية وتفرض عقوبات وألا تسمح للآخرين للقيام بذلك.

والآن بعد أن أعلنت المقاومة الإيرانية عن عدد القتلى في الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني ونشرت أسماء أكثر من 500 فرد منهم، نجد الديكتاتورية الدموية الحاكمة لم تعلن عن أي إحصاء فحسب، بل تسعى إلى قلب الحقائق وتشويه المشهد وبالتالي تحتوي ثورة الشعب. لكنها ليست على علم بأن الشعب الإيراني يستعد لمرحلة جديدة من الانتفاضة بالتعاون مع المقاومة الإيرانية تحت قيادة معاقل الانتفاضة.

وتشير كل الشواهد إلى أن الانتفاضة القادمة في إيران ستحدث في وقت ليس ببعيد وستكون مختلفة تمامًا عن الانتفاضات السابقة.

وما هو واضح الآن ولا مفر منه هو انتصار الشعب والمقاومة اللذان عقدا العزم وفاءًا لقسمهما القديم على الإطاحة بنظام ولاية الفقيه وتطهير المجتمع البشري المعاصر وهذه المنطقة من الشرق الأوسط من الديكتاتورية الإرهابية الأكثر رعبًا في التاريخ. وفي هذا المسار، ستجد انتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني ودول المنطقة الأخرى نفسها إلى جانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.

والآن يجب على المجتمع الدولي أن يفتح ملف القتل والكذب الذي يدعيه نظام الملالي؛ في مجلس الأمن الدولي والأجهزة القضائية الدولية والإسراع في إرسال هيئات تحقيق إلى إيران للكشف عن حجم الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها هذا النظام الفاشي، وتفقد وضع المعتقلين والاعتراف رسميًا بالمقاومة الإيرانية وانتفاضة الشعب الإيراني وحقهم في الإطاحة بالملالي.