ليس القتل برصاص المسدسات أو الرشاشات أو الانفجارات فحسب ؛ لكنّها أخذت الصيت فقط من أشهر واقوى سلاح فتاك وهو الكلمة… إذا أردت أبادة أي أنسان ؛ ما عليك سوى أنْ تطلق عليه وصفاً أو شبهة قديمة ًمن شُبهات المجتمع الذي يحدد هويات الآخرين على مزاجه …
من المعروف أنّنا قد نـُحب بلاداً في اقصى الأرض لأنّ أحدهم وصف لنا بكلمة عنها كل خير وقد نـكره وطننا بسبب ما يُقال عنه من أوصاف …كذا الحال للأنسان يكره ويحب ؟ ! وقد يقتل أو يعيش ويحيا بكلام الناس…فالناس شر وقد يكون الناس خير …
يروى أنْ ملكاً في أقصى الشرق كان يكره ملكاً في أقصى الغرب فكان ما ينقل من كلام لملك الشرق شرا ً عن ملك الغرب…وكان ملك الشرق يحشد الجيش على ملك الغرب وكان ملك الغرب يسره رؤية مملكة الشرق وذات يوم أصاب مملكة الشرق القحط والعوز فـهبت مملكة الغرب لأعانة ملك ومملكة الشرق..فخجل ملك الشرق وأهلها من سوء الظن بسبب ما يقال من سوء مفترى ؟
بسبب كلمة كادت مملكة وشعب بأكمله أنْ يسحق شعبا ً كاملاً
وكم لدينا من أمثلة في الواقع كهذه القصة
كم نكره أشخاصاً… والكره قتل عمد ! بسبب ما يقال عنهم!
وكم نحب أشخاصا ً والحب حياة بسبب ما ينقل عنهم من مواقف طيبة…
يقول الشاعر :
يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ
وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا
قال بشار بن برد هذا البيت محبة وعشقا ً عن جارية جميلة …لكنّ مقصود المقال في الكره والقتل العمد بالكلمة
فليس المجرم من أطلق الرصاص وحده بل من اطلق الكلمة تشويهاً وتسقيطاً ..
من يطلق كلمات القتل أقبح وأرذل من ذلك الذي ينفذ حكم القتل بمسدسه…
وهل الحياة أو الموت الا كلمة
كلمة الحق هي نشر السلام ، كلمة الشرف هي المحبة ، كلمة السر الحب والآمان ، كلمة الرجل الصداقة والوفاء ، كلمة الخاتمة احذروا من كلمات الكره والتفرقة. ككلمات الطائفية او المناطقية أو شيء فيه احياء للعنصرية.