27 ديسمبر، 2024 6:42 م

القتال في القرآن 7/27

القتال في القرآن 7/27

الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.
مبررات خيار القتال:

سورة البقرة – الآيات 190 إلى 194:

«وَقاتِلُوا في سَبيلِ اللهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم، وَلا تَعتَدوا؛ إِنَّ اللهَ لا يُحبُّ المُعتَدينَ. وَاقتُلوهُم حَيثُ ثَقِفتُموهُم، وَأَخرِجوهُم من حَيثُ أَخرَجوكُم، وَالفِتنةُ أَشدُّ منَ القَتلِ. وَلا تُقاتِلوهُم عِندَ المَسجِدِ الحرامِ حَتّى يُقاتِلوكُم فيهِ، فإِن قاتَلوكُم فاقتُلوهُم؛ كذالِكَ جَزاءُ الكافِرينَ. فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللهَ غَفورٌ رَّحيمٌ. وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنةٌ، وَّيَكونَ الدّينُ للهِ؛ فَإِنِ انتَهَوا فَلا عُدوانَ إِلّا على الظّالِمينَ. الشَّهرُ الحرامُ بِالشَّهرِ الحرامِ، وَالحرُماتُ قَصاصٌ، فَمَنِ اعتَدى عَلَيكُم فَاعتَدوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدى عَلَيكُم، وَاعلَموا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقينَ.»

مبررات القتال هنا هي كالآتي:

1. «الَّذينَ يُقاتِلونَكم»: بسبب مقاتلة الآخرين للمسلمين، فالقتال هنا رد فعل وليس فعلا ابتدائيا، أي قتال دفاعي وليس هجوميا. [وهذا وأكثر ما في هذه الآية مما لا اعتراض عليه. لكننا لو تمعنا في هذا المفهوم مليا، نجد إن طريقة تعاطي مدرسة ماهتما ڠاندي ونيلسون مانديلا أكثر رقيا وسموا وتألقا في إنسانيتها وعقلانيتها، والنتائج التي أثمرت من نهجيهما هي التي تحكم.]

2. «وَأَخرِجوهُم مِن حَيثُ أَخرَجوكُم»: بسبب ممارسة الآخرين تهجير المسلمين، أو أي مجموعة تُضطَهَد من البيوت والأوطان، مع العلم إن الإجراء هنا هو إخراج للأعداء من البيوت والممتلكات التي استولوا هم عليها، وصادروها من المسلمين ظلما وعدوانا، وليس مقاتلتهم بالضرورة. [لكن دعوة الإخراج لم تأتِ منفصلة عن دعوة القتال، بل إنها ليست دعوة للقتال فقط، بل تتكرر دعوة القتل بلفظ «اقتُلوهُم»، بدلا من «قاتِلوهُم».]

3. «الفِتنَة»: أي ممارسة القهر والملاحقة والاضطهاد والتعذيب والتشريد، فهذه كلها مصاديق لمصطلح الفتنة الذي يعني التعريض للمعاناة الشديدة بكل أساليبها. [لكن الفتنة يمكن أن تفهم أيضا على إنها نشر الفكر الذي يُرى أنه يشكل خطرا على الإسلام، بما في ذلك نقد الدين، أو نشر الثقافة العلمانية وثقافة الحداثة.]

4. «وَيَكونَ الدّينُ للهِ»: أي استعادة الحرية الدينية للمسلمين، بعد أن كان المشركون قد منعوا المسلمين من مزاولة عقيدتهم والتعبير عنها وإقامة شعائرها. قد يفهم البعض إن هذا يعني كذلك منع غير المسلمين، لاسيما المشركين من مزاولة حريتهم الدينية. وهذا ما حصل فعلا آنذاك، ولكن يمكن أن نفهم أن هذا كان ردا لممارسات المشركين الذين منعوا المسلمين من مزاولة حرية الاعتقاد والتعبير والعبادة. [في الواقع هذا تبرير غير معقول ولا مقبول، فلا يمكن أن يُرَدّ الظلم بظلم مثله، فإن ما قام به مؤسس الإسلام وأتباعه هو أسلمة الجزيرة العربية بشكل مطلق وبالإكراه، فلم يبق فيها مشرك ولا مسيحي أو يهودي بل ولا حنيف، وإنما كان على الجميع اعتناق الدين الجديد، عن قناعة أو عن غير قناعة، والمشكلة أن من أُجبِر على دخول الإسلام عن غير قناعة، لم يُكتَفَ أن يُجبَر على دخول الإسلام ظاهرا، بل أريد منه أن يقتنع رغما عنه، وإلا فالقرآن مليء بلعن من سمّاهم بالمنافقين، الذين اضطُرّوا لإظهار إسلامهم، وأضمروا عدم قناعتهم مجبَرين. ثم هناك مبدأ أخلاقي رائع يضعه القرآن لم يجر الالتزام به، عبر مقابلة إساءة المشركين أو عموم غير المسلمين بإساءة مثلها، وأحيانا أشد منها. فالقرآن يقول «وَلا تَستَوِي الحسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ؛ اِدفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ، فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِي حَميمٌ.» صحيح إن يوم فتح مكة كان يوم العفو عن أهلها، ولكنهم بالمقابل أجبروا جميعا على الدخول في الإسلام، عن قناعة أو عن غير قناعة. ثم العفو كما يقول بعض الناقدين للسيرة كان تجاه قريش حصرا بسبب القرابة، ولم يمارس مع غيرهم.]

5. «فَمَنِ اعتَدى عَلَيكُم»: أي ممارسة الاعتداء على حرية وكرامة وأمن المسلمين.

ولن أذكر الآن شروط القتال وما ينهى عنه فيه، فلي عودة إلى ذلك.