23 ديسمبر، 2024 12:58 ص

القتال في القرآن 3/27

القتال في القرآن 3/27

الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

تنقسم آيات القتال في القرآن إلى قسمين، قسم – وهو الغالب – يبين مبررات القتال وشروطه، أي يمكن التحدث هنا عن آيات القتال المُقيِّدة والمُخصِّصة، أو قل المشروطة، بينما يتناول القسم الآخر القتال من غير تقييد أو تخصيص أو شرط، أي تلك التي تذكر القتال غير مشروط، مما يفهم منها أن مجرد المغايرة في الاعتقاد يمثل مبررا كافيا لقرار القتال. [هذا الذي كنت أصر على فهمه بهذه الطريقة، لإيماني بضدَّين كنت أبحث عن معالجة التضادّ بينهما، وهما إيماني من جهة أن القرآن كتاب الله، ومن جهة أخرى إيماني بأنه من الممتنع على الله أن يأمر بالقتل والعنف والعداوة والبغضاء والاقتتال وسفك الدماء، لمجرد المغايرة بالعقيدة.]

في هذا التقسيم لا بد من ملاحظة حقيقيتين:

1. كل آيات القتال تقريبا هي من نوع المقيِّدة والمخصِّصة، باستثناء آيتين اثنتين تطلقان أمر القتال بلا قيد أو شرط [كما إن هناك نصوصا تفيد معنى الاقتتال كنت غفلت عنها من غير قصد، كما إن هناك رأيا مشهورا، بكون آيات مقاتلة الكفار، أي غير المسلمين غير المشروطة، ذلك فقط بسبب كفرهم، أي عدم اعتناقهم للإسلام، قد نسخت آيات القتال المشروطة، وللموضوعية لا بد من ذكر رأي معاكس، وهو إن الأصل هو القتال المشروط، ولذا يجب تأويل الآيات غير المشروطة في ضوء تلك المشروطة. ولكن يكفي اختلاف فهم وتفسير وتأويل الآيات، وبالتالي الاختلاف في استنباط الحكم الشرعي منها، لشك في إمكان صدور القرآن عن جهة حكيمة].

2. حسب القاعدة الأصولية للتقييد والتخصيص تكون الآيات المقيِّدة حاكمة على الآيات المطلَقة، والآيات المخصِّصة حاكمة على المعمَّمة. [هذه قاعدة أصولية تعتمد من بعض علماء علم أصول الفقه، لكن هل فعلا هو هذا الذي عناه المؤلف؟ كثير يشير إلى عكس ذلك.]

3. وهناك ثلاث آيات أخرى تتحدث عن الجهاد أو المجاهدة، وهذا لا يعني بالضرورة المواجهة المسلحة كما سيأتي شرحه في محله. [قد يكون للجهاد معنى آخر، ولكن المعروف بما يقترب من إجماع المسلمين أن الجهاد ليس إلا القتال، إلا إذا كانت قرينة تحوّله إلى معنى آخر.]

من هنا سنتناول آيات القتال، لنرى ما هو نوع التقييد للقتال، ما هي شروطه، ومتى يجب ترك خيار القتال أو الكف عنه.