23 ديسمبر، 2024 10:00 ص

القتال في القرآن 12/27

القتال في القرآن 12/27

سورة الأنفال – الآيتان 38 – 39:
الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

«قُل لِّلَّذينَ كَفَروا إِن يَّنتَهوا يُغفر لَهُم، وَإِن يَّعودوا فَقَد مَضَت سُنَّةُ الأَوَّلينَ. وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ وَّيَكونَ الدّينُ كُلُّهُ للهِ، فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعمَلونَ بَصيرٌ.»

مبررات القتال في هذه الآية هي:

1. «وَإِن يَّعودوا»: أي إذا ما أصروا وعادوا مرة بعد مرة للعدوان، ولم يستجيبوا لدعوة السلام.

2. «حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ»: وفسرنا الفتنة كما هو معلوم بكل أنواع الاضطهاد. |لكن أليس تاريخ المسلمين، ومنذ البداية، أي منذ أن قوى عود دولة الإسلام، حافلا بشتى أنواع الممارسات التي يصدق عليها نعت «الفتنة» بالمعنى المستخدم من القرآن تجاه أصحاب العقائد الأخرى، سواء كانوا من أهل الكتاب أو المشركين، بما فيهم الذين لم يقاتلوا المسلمين في دينهم، ولم يخرجوهم من ديارهم، ولم يظاهروا على إخراجهم؟]

3. «وَيَكونَ الدّينُ كُلُّه للهِ»: أي أن ينتزع المسلمون لأنفسهم حرية الاعتقاد والتعبير عنه التي حُرِموا منها، أي بعدما رفض المشركون أن يتمتع الجميع بحرية الاعتقاد وفقا لمبدأ «لَكُم دينُكُم وَلِيَ دينِ[ـي]»، وأصروا على احتكار حرية الاعتقاد لأنفسهم، كان الرد أن يُمنَعوا هذه المرة من بعد تمكين الله [تمكين الله؟] المسلمين منهم من ممارسة حرية الاعتقاد. فمن غير المعقول أن يتمتع البعثيون [أعني في العراق بعد 2003] مثلا اليوم بالحرية السياسية، بعدما حرموا كل الشعب منها، واحتكروها لأنفسهم، ومارسوا كل ألوان الاضطهاد والقمع الدموي، لتأكيد هذا المنع لما يقارب الأربعة عقود من الزمن. [سبق وبينت إشكالي على عبارة «وَيَكونَ الدّينُ لله»، وهنا تتجدد العبارة كشرط لإنهاء القتال، مع إضافة ما يفيد الإطلاق هذه المرة، عبر عبارة «وَيَكونَ الدّينُ كُلُّهُ للهِ»، فبإضافة «كُلُّهُ»، لا يكون أي مكان لعقائد الآخرين وللحرية الدينية لغير المسلمين، ثم إني أجد أن مثال البعثيين الذي أوردته آنذاك لم يكن موفقا، بل كان مثالا ساذجا وتافها وتبريريا من حيث لم أشعر، فاليوم وبعد عقد من سقوط النظام البعثي الصدامي في العراق، نجد أن هذه القضية لا يمكن أن يُتعامل معها بهذا التبسيط، ثم يفترض أن أصحاب الرسالة المنتسبة إلى الله الذي يمثل الحكمة المطلقة والرحمة المطلقة ألّا يبرروا لأنفسهم السلوك اللاعقلاني واللاإنساني لخصومهم، ليسلكوا مثله، بل أن يعطوا مثالا لسمو الأخلاق والتسامح والحكمة، كما فعل نيلسون مانديلا بعد انتصاره على نظام التمييز العنصري، فلم يسمح لمريديه أن يكون ردهم على عنصرية العنصريين البيض، بعنصرية سوداء ضد البيض، بل دعا أتباعه إلى انتخاب مرشحين بيض. فأي المثالين أقرب إلى الجوهر الإلهي يا ترى؟]