19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

القتال في القرآن 11/27

القتال في القرآن 11/27

سورة النساء – الآية 91:
الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.
«سَتَجدونَ آخَرينَ يُريدونَ أَن يَّأمَنوكُم وَيَأمَنوا قَومَهُم؛ كُلَّ ما رُدّوا إلَى الفِتنَةِ أُركِسوا فيها. فَإِن لَّم يَعتَزلوكُم، وَيُلقوا إلَيكُمُ السَّلَمَ، وَيكُفّوا أَيدِيَهُم، فَخُذوهُم وَاقتُلوهُم حَيثُ ثَقِفتُموهُم، وَأُلائِكُم جَعَلنا لَكُم عَلَيهِم سُلطاناً مُّبيناً.»
مبررات القتال:
1. «يُريدونَ أَن يَّأمَنوكُم وَيَأمَنوا قَومَهُم؛ كُلَّما رُدّوا إِلَى الفِتنَةِ أُركِسوا فيها»: فصحيح إن هؤلاء لم يقاتلوا بمحض إرادتهم، بل يُفضّلون العيش بأمان، فلا يقاتلون المسلمين، ولا يقاتلون ضد قومهم المعتدين، ولكنهم كلما مورس الضغط عليهم، استجابوا وشاركوا في مقاتلة المسلمين. فهم جزء من المقاتلين، وإن كانوا مجبَرين على ذلك. [لكن لا بد من تفاوت في الموقف بين من يرغب في ألا يُقحَم في القتال لا ضد المسلمين، ولا ضد قومه، ثم يُجبَر جبرا على القتال، وبين من يقاتل عن قناعة وإصرار وبمحض إرادته، فمن غير المناسب أن يكون الموقف تجاههم بالحدة التي تعبر عنه الآية بقول «فَخُذوهُم وَاقتُلوهُم حَيثُ ثَقِفتُموهُم»، لاسيما إن الآية استخدمت «اقتُلوهُم»، ولم تستخدم «قاتِلوهُم»، بمعنى أن القتل مكتوب عليهم، حتى لو استسلموا، أو أُسِروا.]

2. «فَإِن لَّم يَعتَزِلوكُم، وَيُلقوا إِلَيكُمُ السَّلَمَ، وَيَكُفّوا أَيدِيَهُم»: أي إنهم بعدما يُعطون فرصة الإقلاع عن مقاتلة المسلمين، يقاتَلون إذا ما أصروا، ولو من حيث الخضوع لضغوطات قومهم. [وهذا حقيقة رد مقنع على إشكالي الذي أوردته آنفا. ولكن قد يرد عليه إن أكثر الجهاديين وفقهائهم إنما يجتزئون النصوص، ويؤولون نصوص التسامح إلى ضدها، لاسيما إذا وجدوا ما يبرر لهم القول بأن آيات العنف والقتال قد نسخت آيات الرفق والسلام.]