18 ديسمبر، 2024 10:02 م

القتال في القرآن 10/27

القتال في القرآن 10/27

سورة النساء – الآية 89:
الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

«وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا، فَتَكونونَ سَواءً، فَلا تَتَّخِذوا مِنهُم أَولِياءَ حَتّى يُهاجِروا في سَبيلِ اللهِ، فَإِن تَوَلَّوا فَخُذوهُم وَاقتُلوهُم حَيثُ وَجدتُّموهُم، وَلا تَتَّخِذوا مِنهُم وَلِيّاً وَّلا نَصيراً.»

مبرر خيار القتال هنا:

– «وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا فَتَكونونَ سَواءً»: أي إنهم يرغبون في أن يتحول المسلمون من دينهم إلى دين المشركين. وهنا ليس الكلام عن مجرد الرغبة، بل إذا ما ضممنا هذه الآية إلى آيات القتال المقيِّدة، لفهمنا أن المقصود هنا هو الرغبة المقترنة بممارسة شتى أنواع الضغط النفسي والفيزيائي والاقتصادي. [من حيث الرغبة يتمنى أكثر أصحاب القناعات الراسخة، لاسيما أتباع الديانات المتحمسين أو المتعصبين لدينهم، فأكثر هؤلاء يتمنون لو تحول الآخرون إلى دينهم أو إلى عقيدتهم أو إيديولوجيتهم، بل حتى الشيعي يتمنى أن يتحول السنة كلهم إلى شيعة، وهذا ما يسمونه بالاستبصار، كما يتمنى السني أن يتحول الشيعة كلهم إلى سنة، ليلتحقوا بالأكثرية المسلمة، المتبعة حسب قناعتهم لسنة النبي، واللازمة للجماعة، وغير الرافضة لخلافة الخلفاء الراشدين، بل هناك تكفير وهدر دم للآخر المغاير، حتى المغاير مذهبيا، وليس دينيا فحسب، فرغبة المسلمين أن يتحول غير المسلمين إلى الإسلام لم تكن مجرد رغبة، ولم يمارسوا دائما مجرد الدعوة «بِالحكمَةِ وَالَموعِظَةِ الحسَنَةِ» والحوار والإقناع تجاه غيرهم، بل غالبا ما مارسوا (الدعوة) بالسيف عبر الغزوات والفتوحات، وهذا ما فعله أيضا المسيحيون عبر ما يسمى بالتبشير، بل وبالحروب الصليبية. إذن المسلمون هم أيضا (يودون لو كفر الآخرون كل بدينه ليكونوا وإياهم أي المسلمين سواء في اعتناق الإسلام. ثم ما هو المبرر المقبول لقول: «فَلا تَتَّخِذوا مِنهُم أَولِياءَ حَتّى يُهاجِروا في سَبيلِ اللهِ، فَإِن تَوَلَّوا فَخُذوهُم وَاقتُلوهُم حَيثُ وَجدتُّموهُم»، فلماذا يجب أخذهم وقتلهم حيث ما وجدهم المسلمون، في حال عدم استجابتهم لأمر ما يسميه القرآن بـ(الهجرة في سبيل الله) مع المسلمين؟ ثم من الممكن جدا، وعلى خلاف ما دافعت آنذاك عن الإسلام، أن يفهم معنى «وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا فَتَكونونَ سَواءً» هو مجرد الترويج لعقيدة أخرى، سواء كانت عقيدة دين آخر، أو عقيدة إلهية لادينية، أو عقيدة الإلحاد، أو ربما مجرد الترويج والدعوة لعقيدة سياسية علمانية، يعتبر مصداقا لـ «وَدّوا لو تَكفُرونَ».]