23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

القتال في القرآن في 1/27

القتال في القرآن في 1/27

أُعِدَّ الموضوع من قبلي لأول مرة كمحاضرة باللغة الألمانية، ألقيت في مؤتمر دعيت إليه في 15/03/2002 من قبل الأكاديمية الإيفاغلية في توتسنغن Tutzingen في ضواحي ميونخ München، في إطار برامج حوار الأديان، كنت مدعوا له كواحد بين ثلاثة محاضرين أساسيين، شخصيا ممثلا عن الإسلام، إلى جانب وزير الداخلية آنذاك أوتو شيلي Otto Chily الذي كان سابقا من قياديي الخضر Die Grünen ثم تحول إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أو لعله الاجتماعي الديمقراطي الألماني Sozialdemokratische Partei Deutschland SPD حيث كان فيه في فترة توزّره، ورئيس معهد الاستشراق في هامبورغ Hamburg آنذاك، وأستاذ العلوم الإسلامية في جامعة ماربورغ Marburg في وقت لاحق د. پروفسور أودو شتاينباخ Udo Steinbach، الذي كان يقترحني في مثل هذه البرامج الحوارية. ثم ضمّنت الموضوع كتابي (لا لدينٍ «يُفسدُ فيها ويَسفِكُ الدّماء») الذي صدر لي عام 2007، وطبع ونشر بالتعاون بين (المجلس العراقي للثقافة) و(الدار العربية للعلوم – ناشرون). أدرجه هنا من أجل مناقشته كحوار بين ضياء الشكرجي ما بعد 2008 وضياء الشكرجي تلك الفترة، الذي كان مدافعا عن الإسلام، واليوم ومنذ نهاية 2007 صار ناقدا للإسلام ولعموم الأديان، مع احترامي لقناعة الناس بعقائدهم، ولكن الاحترام شيء، والدراسة النقدية شيء آخر. مناقشتي اليوم لما كتبته آنذاك ستكون بين مضلعين [هكذا].

هذه دراسة قرآنية غاية في الأهمية للمسلم وللمسيحي والصابئي واليهودي واللاديني على حد سواء، وغاية في الأهمية للإسلامي والعلماني، للإسلامي الأصولي المتطرف، والإسلامي المعتدل المنفتح، وللعلماني الأصولي المتطرف [قصدت آنذاك المعادي للدين]، والعلماني المعتدل المنفتح. إنني حاولت في هذه الدراسة الخروج بنظرية قرآنية حول القتال ضد من ينعتهم القرآن بالكافرين، أي الكافرين بالإسلام، فالكفر هنا نسبي [ولكن تبقى مفردة الكفر مشحونة بثقافة الكراهة تجاه الآخر المغاير]؛ متى يجوز هذا القتال ضد هؤلاء، متى يكون راجحا، ومتى يُرَجَّح عليه خيار السلام، ومتى يجب هذا القتال، ومتى يحرم. الدراسة ضرورية جدا لما يلف هذا الموضوع من غموض وشبهات وسوء فهم، وذلك على حد سواء في الدائرة الداخلية للمسلمين، لاسيما المؤمنين أي الملتزمين، أو ما يصطلح عليهم بالمتدينين، وكذلك بعض الإسلاميين منهم، أي من يرى الإسلام منظومة متكاملة للحياة عقيدة وفكرا ومفاهيم، وممارسة وسلوكا ومواقف، وبالتالي الذين يعتمدون الإسلام كقاعدة فكرية في فهم وتعاطي السياسة، وكذلك في ما يمكن نعته بالدائرة الخارجية، ولو خروجا نسبيا، أي دائرة غير المسلمين تارة، أو المسلمين العلمانيين بالمصطلح السياسي أو الفكري أو الإيديولوجي، أو غير المتدينين بالمصطلح الشرعي أو مصطلح المتشرعة، أو المصطلح العرفي، أو غير المتوفرين على ثقافة إسلامية كافية بالمصطلح الثقافي. [وهناك الإسلامي الديمقراطي، وهذا ما كنت عليه من 1993 حتى 2006، وهناك العلماني المتدين، وهذا ما كنت عليه من نهايات 2006 حتى نهاية 2007 أو بداية 2008، كما هناك المؤمن الإلهي اللاديني، وهذا ما أنا عليه منذ نهاية 2007.]