لعلَّ قضية القبّعات الزرق التي تلعب دوراً خاصاً للغاية في المشهد الأمني والسياسي الحالي وسيّما منذ الأيام القلائل الماضية , فقد تستدعي هذه القضية الإشارة او التنويه الى اصل الكلمة او المصطلح اولاً ” رغم أنها معروفة للكثيرين من المتابعين من الملل والنحل ” , حيثُ انها تُطلق على الجنود الذين يشاركون في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام نسبةً الى ” القبعات الزرق او الزرقاء ” والتي يرتادوها اثناء مزاولة اعمالهم في مناطق النزاع .
وتستند عمليات قوات القبعات الزرقاء على 3 مبادئ اساسية : – وهي موافقة الأطراف المعنية بالنزاع , الحياد وعدم استعمال القوة إلاّ في حالات الدفاع عن النفس , وتأمين الدفاع عن المنطقة التي تتواجد فيها هذه القوات وثكناتها ومراكزها اللوجستية .
والقبّعاتُ هذه تكون على شكلين , إمّا البيريّة العسكرية – Beret او الخوذة Helmet .
أمّا القبعات الزرقاء التي ترتديها ” سرايا السلام ” التابعة للتيار الصدري والتي اقتحمت ساحة التحرير واحتلت برج مبنى ” المطعم التركي ” وافرغته من المتظاهرين المحتشدين في طوابقه المكشوفة , فهذه القبعات لا ترتدي الخوذة ولا البيرية وانما تستخدم ما هو اقرب الى ” الكاسكيت ” مع الملابس التقليدية والعادية , ويبدو أنّ استخدامهم لزيّ الرأس هذا هو لتمكينهم من التعرّف على بعضهم وسطَ زخم الآلاف المؤلفة من المتظاهرين , وكذلك لتمكين القوات الأمنية من الجيش والشرطة والأجهزة الأخرى لتمييزهم وعدم محاولة ثنيهم عن صولتهم الأقتحامية , ولا ندّعي ولا نزعم أنّ هنالك تنسيق مسبق بين الطرفين , ولا نبتغي هنا إعادة الخوض في التفاصيل مع الخائضين في سوح و وغى الإعلام .!