17 نوفمبر، 2024 7:29 م
Search
Close this search box.

القبانجي …. سامري العصر

القبانجي …. سامري العصر

تابعت مؤسسة المدى وهي تحتفي باحمد القبانجي واهتمامها البالغ به لا لشيء الا لانه  يحمل فكرا مناهضا للاسلام ، محاولا هو وغيره ممن استطابت لنزواتهم لذة التشكيك بقيم الاسلام واحكامه في محاولة منهم للهروب الى الامام من خلال التشكيك باحكام الاسلام كلها ، والتمسك بما يسمونه احكام العقل ، ولكن اي عقل ؟ لانعرف هل هو عقل الانسان ام العقل المجرد ؟
اذا كانوا يقصدون العقل المجرد فبالتاكيد ان العقل المجرد احكامه لاتقبل الاختلاف  بين العقلاء ، اما العقل الانساني اي المرتبط بالانسان وميوله واهوائه ورغباته ، فهذا العقل لايمكن ان تكون احكامه محل الزام للجميع ، وكما يقول امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ( كم عقل اسير عند هوى امير ) ، وعذرا ( للسيد القبانجي ) فانا استشهد بقول سيد الحكماء ، ولا استشهد باقوال ماركس  او نيتشه او ديكارت ،الذين يعد القبانجي اقوالهم حجة على الجميع ، وليس كاقوال رسول الاسلام الذي (ضحك عليه جبرئيل عندما اخبره بان هذا القران من الله وهو ليس كذلك ) ، لان جبرئيل لم يبرز مستمسكاته الرسمية الثبوتية التي تؤيد صحة انتمائه على حد تعبير القبانجي ، بينما انبياء القبانجي ( نيتشه ، وماركس وديكارت ، فلديهم ما يثبت انتماءهم لامتلاكهم تلك المستمسكات ) .
ان الغريب في الملتقى الذي اقامته مؤسسة المدى للقبانجي هو دعواها التي تؤكد فيه ان سبب اعتقال الاخير  في ايران هو تصريحاته ضد ولاية الفقيه ، ومن هنا يمكن لنا ان نشخص كم حجم التعمية والضحك على الناس التي تستخدمها هذه المؤسسة عندما تقتصر سبب الاعتقال على انتقاد ولاية الفقيه ، وهي لاتعد من اصول  الدين ولا من فروعه ، بقدر ما هي مسالة كلامية يختلف فيها الفقهاء كما يختلفون في سائر القضايا الكلامية الاخرى ، لكن جهل البعض بحيثيات هذه القضايا جعلهم يطلقون الكلام على عواهنه ، فضلا عن القصدية احيانا في تشويش المتلقي  وتشويه الحقائق ، علما ان الرجل لم ينكر كل كلمة قالها في محاضراته في انكاره لضرورات الدين التي من اجلها اعتقل هناك .
ولنخرج قليلا من مؤسسة المدى واهدافها المعروفة ، لنعود الى عنوان المقال ، فمن يتابع محاضرات القبانجي ستحضر امامه صورة السامري الذي اخذ شيئا من قبضة الرسول – حسب التعبير القراني – وعمل له (اله ) خاص به له خوار ، وقال للناس هذا رب موسى قد نساه هنا وذهب .  وقد اضل مجموعة من الناس بهذ (الاله) الذي فصَله السامري على مقاساته ، بسبب تصوررات (عقله) الاسير بين قضبان اهوائه  ( قال فماخطبك ياسامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ) ، هذه النفس التي يسميها القبانجي (عقلا ) ويحلها محل الرسالات السماوية  وهذا العقل لوحده كاف لمعرفة الحقوق والواجبات ، فالعقل لوحده قادر – على حد تعبير القبانجي – ان يعرف الاحكام دون الحاجة الى الى شيء اخر سواء انبياء او رسالات ، اذ يقول في ملتقى المدى ( الله لايريد فرض شيء على الناس لانهم يعرفون حقوقهم وواجباتهم ) !
ان التشكيك الذي يستخدمه سامري العصر ( القبانجي ) هو نفس التشكيك الذي استخدمه السامري واصحابه من ذي قبل ، فسامري هذا العصر يؤكد ان القران ليس كتاب الله ولادليل على ذلك ، وان من جاء الى النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) شخص يقال انه جبرئيل ولادليل على ذلك ، لان النبي لم يطلب مستمسكاته الثبوتية ، ولو صح انه جبرئيل فمن يقول انه صادق ؟ ولو كان صادقا فهو حجة على النبي فحسب !.
لذلك وبناءا على نظرية سامري عصرنا ( القبانجي ) لانؤمن للنبي الا ان ياتي بدليل يثبت ان ماجاء به جبرئيل هو من الله حقا ، وان من اخبره به هو جبرئيل حقا ، وهذا مطابق لما قاله االسامري واصحابه لموسى عليه السلام ( واذ قلتم ياموسى لن نؤمن حتى نرى الله جهرة ).
ثم يؤكد القبانجي انه يكفر برب المسلمين الذي يعبدونه ! لان له – القبانجي – اله غير هذا الاله ، وحقا ان له اله غير الله تعالى ، وهو صادق فيما يقول ، لان اله السامري ( القبانجي ) لايريد صوما ولا صلاة ولاحجا ولاغير ذلك ، وكما يصف القبانجي هذه وسائل لتحقيق الاهداف ، وربما الانشغال بها يؤدي الى تعطيل طاقات الانسان التي لابد ان تُوظًف لاغراض اخرى تخدم الانسان ، وان الصلاة على سبيل المثال في نظر (اله) سامرينا تعتبر سبب للنفاق لان ( اغلب المصلين منافقون ) – والتعبير للقبانجي – ، ولذلك لابد ان نلغي الصلاة لانها صارت سببا للنفاق !
كما وان الحج في نظر (اله)  سامرينا كانت في وقتها من اجل التواصل والاختلاط بين المجتمعات ، لذا فان رب سامرينا اكتفى (بالالعاب الاولمبية لانها تؤدي نفس غرض الحج وزيادة فيها لهو ومتعة ، وتواصل مع المجتمعات الاخرى ، وهي وسيلة متحضرة ) تتناسب مع مايريده اله سامرينا- والكلام للقبانجي ايضا  .
ان سامرينا تجاوز سامري موسى ، وقد تواصل مع المتنبيء مسيلمة الكذاب عندما طلب منه اتباعه – اتباع مسيلمة – ان يسقط صلاة الصبح ويجيز النساء ويبيح الخمر واجاب مسيلمة من فوره بجواز كل ذلك ، لان المهم ( الايمان والعمل الصالح ) ، وبما ان معيار العمل الصالح لدى مسيلمة وسامرينا يحدده عقل الانسان ، وبما ان معايير عقول الناس متفاوته ، فليكن لكل عقل معياره  وهي جميعها  معايير للعمل الصالح ، فشرب الخمر ومومسة ابي نؤاس والمثلية الجنسية وغيرها كلها اعمال صالحة لانها تفضي الى حرية في الراي ، وتعطي ( دفعا جديدا للانسان ) وتحرره من عبودية رب المسلمين ( التقليدين ) وبالتالي تجعله ينطلق بقوة لخدمة الانسانية .

أحدث المقالات