4 نوفمبر، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

القبانجي بين السيف والكلمة وعمائم متخاذلة جاهلة

القبانجي بين السيف والكلمة وعمائم متخاذلة جاهلة

لاأعتقد ان أحد من عقلاء القوم يخالفني الرأي بأن  أغلب رجال الدين في العراق وخارجه ساهموا بأطاحة  نظام الدكتاتور صدام حسين رغم أنه في أواخر ايامه أستعان بهم وقربهم وأغدق عليهم العطايا والهدايا وبنى لهم الجوامع الفخمة والتي منها لم يكتمل , وهم من ساهم باليد الأخرى لاأرشاد جيوش الغزاة مثل أبرهة الحبشي لغزو العراق ومن ثم  نظموا ميليشيات دينية بسلاح جيش صدام حسين المهزوم  ليفتكوا ببعضهم البعض بشكل همجي وسافر ولم ينصتوا لنداء الله بل ولم يحسنوا العلاقة فيما بينهم  كفقهاء مسلمين فكسبووا الشباب ذو الدم الحاروالعقل المراهق الجامد ليدربوهم ويسلحوهم ويغذوههم من خلال الجوامع والحسينيات بسياسة الحقد والكره وهم الذين اختلطت دمائهم او دماء أبائهم  بتربة الوطن أبان حربين دفاعا عن الحق العراقي كما يقال …والمشكلة ان شباب درسوا بمعاهد الغرب الحضاري تطوعوا كبغال بشرية لتفجير انفسهم  وسط الفقراء والعمال الكسبة والمستشفيات والمدارس تحت غطاء الوهم القائل بالدخول الى الجنة لملاقاة النبي محمد – ص – ليهدي لهم حوريات علما بأن بعضهم يملك حواري أجمل من حواري الجنة المفقودة  لكنهم للأسف  يذهبوا الى الحجيم  ملعونين وغير ماسوف عليهم…أن رجال الدين العراقيين يسير أغلبهم على حماس حرب داحس والغبراء او على حماس حرب اليرموك وحطين دون فهم للحاضرالمعاصر الذي فيه نحن العرب  الذين أصبحنا , أضعف أمة في الوجود ,  ولايهمهم من يموت من اجل فتاويهم البائسة وهم يخزنون في بنوك أوربا ملايين الدولارات ويعتقدون بغباء راسخ أن من في السماء معهم ولازال بعضهم يضخ الأكاذيب بشكل يثير الضحك والهزء عليهم من قبل الناس المتحضرين وبالتالي ننسى والى الأبد مشكلة فلسطين وسقوط القدس الشريف بيد اليهود أعداء النبي والمسلمين بل ويخاف اصحاب العمائم من أن يوجهوا بغالهم المفخخة صوب الجنود الأسرائلين  .
ايران الدولة المسلمة التي تتمشدق بالحرية وسماع الرأي المعارض واحتضان أهل الذمة , أطلقت سراح المفكر والمجدد  بعد تعرضها لضغوط شعبية عراقية و دوليه من منظمات أنسانية وتهديد سفاراتها بالحرق في كل أوربا  مع صمت مخجل للحكومة العراقية ,هذا الرجل الشجاع والمقتدر في تفسير الدين  والسائر في طريق صاحب نهج البلاغة العظيم الذي قال للناس : لاتربوا اولادكم على أفكاركم وعاداتكم لآنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم .بل ودعى الى تنقية الدين من الشوائب والخرافات التي علقت به ودعوته هذه ليست بجديدة على المسلمين جميعا فقد دعى المامون العلماء في زمانه وأقروا بأن القران الكريم مخلوق وليس وحي من السماء  وكانت النقاشات ديمقراطية في بلاطه بين الفقهاء ولم يسجن  أو يقتل احد من المعارضين ,وكان الغزالي والفارابي والكندي والشافعي يعانون من جهل رجال الدين السنة في علوم الحساب والمنطق والفلسفة اليونانية لالشىء الا لأنها علوم الملحدين مع انها لاتتعارض مع الدين أطلاقا علما بأن القرآن الكريم دعا لتعليم علوم الآوائل وطبيب النبي كان سريانيا ملحدا   وهكذا مضى المجددين في الدين بقافلة التضحية والفداء مثلما يفعل أحمد الفبانجي بزمننا المر هذا فقد سرق وربما أحرق الأيرانيون كتبه وحاسوبه مثلما احرق الحكام الجهلة من المسلمين  كتب ابن رشد وابن الهيثم والرازي والمعري وعبدالسلام بن عبدالوهاب حفيد المتصوف الكبير عبدالقادر الكيلاني وكما احرق الحلاج مع كتبه وحورب محمدعبده والأفغاني وبهاء الله وقرة العين وشريعتي  وأيه الله محمد حسين فضل الله وكلنا يتذكر كيف أنقذ أية الله محمد كاظم شريعتمداري حين كان مرجعيا للشيعة بأيران قبل الثورة ,  الخميني من الأعدام ثم عارض بعض مواد وأفكار الثورة الأسلامية ولاسيما ولاية الفقيه التي أعتبرها دكتاتورية دينية ,  فتم حرق مكتبته والأعتداء عليه رغم كبر سنه وموته بنزيف حاد وأخيرا مثلما تعرض نجيب محفوظ للأغتيال من قبل جهلة المسلمين ومفكرين تقدمين مثل فرج فودة و نصر حامد أبوزيد وغيرهم من وقف بشجاعة ضد الأفكار الرجعية وجهل رجال الدين ومثلما تعرض  كاتب هذه السطور لأضطهاد الليبريالين البعثين حين قدم مسرحية تتحدث عن القرامطة والمعتزلة وقدم لمحكمة الثورة سىء الصيت بعد سجنه, أن الطغاة سواء أكانوا حكام أم مسؤولين أم رجال دين متسترين بعمامات ملونة مصيرهم مزبلة التأريخ وللمجددين الخلود .
أن التعرض المستمرو المستتر لحياة المفكر الحر والشجاع الذي تشرف عمامته العديد من عمائم الصامتين والساكتين سواء من خوف وتسلط أيران وفقائها وأجهزة أستخباراتها أو جبنا في نفوسهم و لن يزيد هذه الرجل المفكر الا اصرار في قول الحق والصدق وتنقية العقول التي تكلست بشعوذات الملآلي ومغردي السلطان  منذ أحتلال الأتراك والأنكليز وحتى أخر الغزاة الذي يضحكون على مايجرى مع كل رنة كأس من نبيذ أحمر يشبه دم العراقيين …ولايزيدنا الا حماسا بالأيمان بهذا الرجل الفذ الذي يزداد مؤيديه وناصرية عام بعد عام.فتعسا لمن يعادي الصوت النقي والعقل الواسع والقلب الطيب بلا طائفية ولاعدوانية, هذه العمامة التي أكسبت الدين الحنيف الذي بدأ ثورة ضد العبودية والجهل والفقر ليسقط بين أيادي المترفين من الجهلة بعد وفاة النبي الثائر محمد ولتجهض دولة الفقراء الى يومنا هذا .والى السيد القباني سر بالشعلة المتوهجة  التي تحملها بيدك ولاتخف من حراس السلطان لأن فضلاء القوم والحق والله معك وأنت تسير بطريق الحقيقة .

أحدث المقالات