يقف الموهوم …
بقامته الخشبية
رافعا صوته ….
كعرجون يابس
نافضا رأسه
كحفار قبور اعمى
في مقبرة ثكلى
تبكي على حتفه
…….
يخطب وحده …
في قاعته الغبراء…
لتكتض به
ويصرخ في مؤتمر الهتافين
فيكشر عن سكاكين دم
…..ولهاث خناجر
و قلب حجري اسود
يواكب لهجته ……..
في اذكاء صراخ اللطامين
وعياط المداحين
يتردد مثل كلب كسيح ادرد
يتوعد الفقراء والمساكين
و المنتفضين النازحين
يعوي في سوق الفوضى
يعلن عن قطيع من ذئاب
تمشي خلفه
واذناب يفترشون القاعة
يصفقون لكل صفقة تخرج
من خلف الباب
او صفاقة
يكتمها الاذناب
ويفترسون كل من يقاطعه
وينهشون كل من يتقيه
…..ومن يريد أزاحته
هم خلفه يرددون
يحاولون ان يجعلوا
من الوهم موسيقى
ومن الوهن اغنيات
ومن الوهج حافلات
……..
يقف اليوم وحده
بقارعة الشر ….
قاعته المسكونة….
وحدها ترتديه …
أو تحتويه …
محتميا بعباءته الغامقة
ومتكأ بنداء ….
يتربص خاتمه …
يتقادم ….
مزهوا بالزيف
…….ومنفيابالخوف
ومعتصما بالعنف
يمضي قلقا من منبره
لايابه لصراخ النسوه
ولا الاطفال
ولا امتلاء السجون من الابرياء
ولااحتدام البلاد بداء الفساد
ولا ابتلاءات كل العباد…
ولا….ولا …..
ولآت القرود..
فلا ينتبه الا لسطوته
وسلالته …ومريديه
يبرر كل شيء
ويسوف كل حق
ويقرر شهوته للظلم
…….
فقط يتوسل عنف الضباع
وسرب النفاق
…..
يعرف اخطاءه كلها
ويحمل انقاضه كلها بيديه
ويعرف انه جملة احلام
واضغاث كوابيس معجونة بالدم
……
تتراكم في وجهه الكالح المرتبك
ايقاع خطبته المشحونة باللوم….
وأيقونة عابسة ….
هو كطبال أعمى
أحمق في فعلته
يطرق في طبلته …..
واذنابه يرقصون
يضع الكاتم في أذنيه الراعشتين
ونظارة سوداء
تحجب وجهته
ووجهه المشوه السجين
وقناع يلبسه
حين يواجه محنته
……
ولا ينتبه الا لشلته
ووهمه المريض
ودورته الفارغة
وأشباح تدركه بالجبين