19 ديسمبر، 2024 11:40 م

لا نجرؤ على القول بأن القادم أجمل , فالسائد فيما نكتبه ونتداوله في وسائل التواصل المتنوعة , هو الحنين للماضي , وأن الذي مضى أجمل , وما هو آتٍ سيكون أسوأ من الحاضر الأليم.
صور , كلمات , مقالات , خطابات , قصائد , خواطر , وغيرها تنهال عليك كل يوم , وهي تتغنى بما مضى , وتنكر حاضرا ومستقبلا.
وهذه ظاهرة غير موجودة في مجتمعات الدنيا الأخرى , المتفاعلة مع حاضرها والساعية بجد ونشاط نحو مستقبلها الذي تراه أجمل وأفضل.
ولا يختلف بهذا السلوك المثقفون وحملة الشهادات وعامة الناس , فالجميع يتحسر ويتأسف ويحن للأيام التي لن تعود , ولا يريد أياما هو فيها , أو ستأتيه من بعيد.
ويبدو أن اليأس والعجز وهيمنة الكآبة على المشاعر والمواقف وتنامي الأفكار السلبية , والإحساس بالقنوط والخمود , وفقدان القدرة على التفاعل الجاد مع معطيات الحياة , فكل شيئ يبدو في تدحرج على سفوح الخسران والهوان.
ويمكن القول بأن ما يحصل في واقعنا الموجع من آليات ومهارات الحرب النفسية الفاعلة في أيامنا , والتي أعطت ثمارها وجسدت نظرياتها وبرامجها التدميرية للتفوس وتحطيمها للإرادة الجمعية , وإستطاعت أن تحشوَ الرؤوس بما هو سلبي ومؤثر في نشاطات الناس , وتخميد وجودهم وإفراغه من معاني الحياة والتحدي والإيمان بالقدرة والقوة على الإنجاز.
ولا توجد نشاطات إعلامية ذات خبرات في ترميم السلوك وتأهيل الإرادات ورفع المعنويات , فمعظم منافذ الإعلام تعزف ذات المعزوفة التيئيسية التدميرية للقدرات الذاتية والموضوعية , فأين الخبراء , ونظرية الإعلام ورؤيته التي بموجبها يتحرك؟
فعلينا أن ننتبه لهذه التصرفات السلبية المعادية للوجود الوطني والإنساني , والمؤثرة في صناعة الحالة النفسية السائدة في المجتمع.
فهل من قدرة على وعي قيمة الذات , وبأننا أقدر مما نحن عليه من حال؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات