23 ديسمبر، 2024 12:08 م

القاتل بيننا يا رئيس الوزراء!!

القاتل بيننا يا رئيس الوزراء!!

لقد تمزقت طبلات أذان العراقيين من تكرار الحكومة لعبارات ” اغلاق منطقة الحادث و البحث عن المنفذين ، وتكثيف الاجراءات الأمنية لمنع تكرار الخروقات” وترك الأمور بعدها على الغارب فلا المناطق تحولت الى متنزهات سياحية ولا المنفذين قـُدِموا للعدالة، ليبقى الشك سيد الموقف ويستمر القاتل في رصد تحركاتنا و تحديد ساعة الصفر، ليتكرر سيناريو التبرير و المماطلة في مواجهة الحقيقة على غرار قول مسؤولين ان “الهجمات كانت متوقعة؟؟
في جولة غير متوازنة من الفعل و نقيضه متى سيقول رئيس الوزراء ما يثلج صدر العراقيين ” نعم فشلنا في حمايتكم فقدموا لنا البديل ياشعب العراق”، أعتراف سيزيد من رصيد المالكي وليس العكس مثلما يوهمه المقربون، اقرار سيضع العراقيين أمام مسؤولياتهم الوطنية ويكشف سوء تقدير القيادات الأمنية، مواجهة شجعان تلك التي يصارح فيها المسؤول شعبه، لأنه يتقدم منهم خطوة لاعلاقة لها بالتحصينات الأسمنتية التي لا تمنع وقوع المحظور، لأن القاتل يدور بين ظهرانينا يا دولة رئيس الوزراء!!
كيف تمر المفخخات مع هذا الكم الهائل من نقاط التفتيش و مواكب ” الويط واط” وكيف يفشل قادة الأجهزة الأمنية في استباق الانفجارات و لماذا يخرسون بعد وقوع الفاس بالراس ، رغم أنه لم يخرج أصلا ! و الى متى تستمرسياسة ردود الأفعال بديلا عن الخطط التعبوية و الأستباقية على المستندة الى معلومات استخبارية دقيقة لا وشايات مصلحية! ولماذا عسكرة المجتمع بدون تحقيق الأمن ، فيما بعض الدول لديها 10% من “جحافلنا” و أمنها مستقر، خاصة وان الارهاب يطرق كل الأبواب مع فارق كبير في الأستعدادات و العقيدة العسكرية! و الى متى يا رئيس الوزراء الاستمرار بالمحافظة على البيادق بلا كفاءة!! و الى متى يستمر ابعاد الكفاءات والمختصين لصالح بقاء المزايدين بمنطلقات تذبح استقرار العراق يوميا ، و تحوله الى ماركة مسجلة في الفشل الأمني و النهب المنظم للثروات!!
 الأسئلة تطول يا رئيس الوزراء، فالتجربة مريرة و قاسية جدا، وهي ليست طائفية أو عرقية كما يفسرها أصحاب الألسن الطويلة بلا عمل حقيقي، و لاهي كراهية شخصية ضدك كأنسان و صاحب مشروع سياسي، ولا هي صراع قوى عبثية ، انها ببساطة تكليف اشخاص بمسؤوليات لا يعرفون مفاتيحها، لذلك يعلقون الفشل على حبال بلا نهايات ليضيعوا عليك شخصيا القدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب ليتنعموا هم بملذاتهم المفتوحة ولا يرف لهم طرف مما يجري، لقد حان وقت المصارحة و المحاسبة يا رئيس الوزراء !!
ونحن هنا لا نزايد على وطنية اي عراقي مثلما نلعن بصدق القول و السريرة كل من يجتهد في ذبح العراقيين و العبث بنسيجهم الاجتماعي، ونعلن الوقوف معك في معركة التصحيح لأن المستهدف هو العراق لا أحزابه أو مسؤوليه، الذيم لم يتعرضوا لمحاولات أغتيال، ليس بسبب حماياتهم أو سياراتهم المصفحة بل لأنهم ليسوا الهدف ولا الوسيلة ايضا، ما يضع على عاتقكم الوطني مسؤولية البحث عن البدائل بعيدا عن الملفات القديمة و تغييب العقول بسبب اجتهادات غير مكتملة الأدلة، عندها ستجد عونا من الذين اعتقدتهم أعداءا و ستلقى خيانة من مقربين تصورتهم ذراعك الأيمن ، فحالما تنزع عنهم المميزات ستجدهم في الصف المخصص للأعداء، لذلك يستمر الخلل في الحسابات و يتفشى سوء التقدير؟
ليس كل من عمل في النظام السابق مناهضا للعملية السياسية بدليل أن التفجيرات لم تحدث بشكلها الواسع بعد 2003 مباشرة، لكن محاربة الناس بارزاقهم بسبب عمل وظيفي في الدولة العراقية و تسريح كفاءات عسكرية وتكليف “سلاح سززيه” بمهامهم مفارقة عراقية بأمتياز، على غرار تكليف اشخاص بمسؤوليات عليا وليس لهم سجلا وظيفيا في الدولة العراقية، لذلك يجهلون السياقات الادارية فيجتهدون في المكان الخاطيء دائما، و ليس كل من ركب موجة المعارضة كفوءا و ليس كل من عمل في مؤسسات الحكم السابق خائنا، لأن صفحات التاريخ قابلة للتقليب و المراجعة ، و ربما سيقول الجيل المقبل ما يتم التداول به من مفردات و عبارات و أوصاف، لذلك فان العراق و شعبه بحاجة الى قرار حاسم و صريح، لكي لا يزاود عليكم الشركاء وأصحاب الراي حتى في اسباب تراجع معدلات بيض الدجاج!!
لقد حان وقت الأنتصار للعراق و اهله يا رئيس الوزراء ، فالذي صفق لغيرك سيقبل غيرك ايضا، و الذي يسمعك الأطراء و المديح يغتابك فور تضرر مصالحه أو معها في سريرته، وننصحك يارئيس الوزراء بأخذ الحيطة و الحذرمن اصحاب الأصوات العالية و اسرارهم الدفينة، لكي لا يقول التاريخ أن نوري المالكي جعل من الطائفية بديلا للوطنية، وهي تهمة لا تليق بك، فعندي من الأدلة و الشواهد ما يثبت العكس لكن الشعب لا يعرف عنك الكثير بسبب الأسلاك الشائكة التي نصبها المداهنون  وتشويش المقربين اكثر من المعارضين .. قاتلهم الله أينما كانوا وحيثما حلوا .

[email protected]