القائد يجمع شعبه ويؤمن بقول:
“تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا…وإذا افترقن تكسرت آحادا”!!
الجمع من خصائل القيادة الناجحة , ومن هكذا قادة “نلسن ماندلا” , وأمثاله من قادة الأمم والشعوب عبر مسيرة البشرية الطويلة.
القادة يقررون مصير شعوبهم , والشعوب لا تقرر مصيرها بمفردها , خصوصا في زمن الإعلام المصنِّع للآراء والمواقف والقرارات.
ويمكن معرفة القائد الناجح من النظر في آليات سلوكه الجامعة , أما إذا كان يطرح كما في سلوك الإقصاء , أو يقسّم كما في تحويلالمجتمع إلى كينونات متباعدة , لبيؤهلها للصراعات البينية , فهذا ليس بقائد وإنما شخص بائد يطمع بالإستحواذ على السلطة والثروات.
هل في مجتمعاتنا قائد يجمع؟
الآواني تنضح بما فيها , ومعظم قادتنا يجيدون الطرح والقسمة والضرب , ونادرا ما تجد بينهم مَن يجمع , وتلك معضلة قاسية تسببت بتداعيات مريرة ومروعة على كافة المستويات والأجيال.
ولهذا تنتشر الفئويات والتحزبات والمذهبيات والعشائريات والمناطقيات , والتكالبات على الكراسي والثروات.
الدول الفاشلة يتحكم بها قادة ينكرون الجمع ويمارسون العمليات الحسابية الثلاثة الأخرى , ويجيدون توظيفها للبقاء في الحكم لوقت أطول , ولا يعنيهم الوطن والشعب.
والقائد يجب أن يمتلك الرؤية الواضحة , والقدرة على إتخاذ القرار , ويفهم مشاعر فريقه , ويلهم الآخرين , ولديه مرونة أمام التحديات , ويتحمل المسؤولية ويكون قدوة حسنة
و”أشقى الولاة من شقيت به رعيته”!!