18 ديسمبر، 2024 11:41 م

القائد ما يحتاجه العرب!!

القائد ما يحتاجه العرب!!

العرب بلا قيادة واعية مستشرفة لآفاق المستقبل ومؤمنة بطاقات الناس , وقادرة على توفير الفرص الإستثمارية والإنمائية وتحفيز القدرات الذاتية الفردية والجمعية , فالواقع العربي معطل في معظم أرجائه لفقدان القيادة المعاصرة , أو لأنه فشل في ولادة قيادته الكفيلة بالأخذ به إلى ميادين القوة والرقاء الحضاري المتجدد.
العرب بلا قيادة , وإن وجد قائد في أية دولة عربية فأن الدول الخالية من القيادة الرشيدة تتحفز للنيل منه وتتكاتف مع أعداء الأمة لتدميره وتسفيه رؤاه والقضاء عليه.
والأمة تلد قادتها لكنها تنحرهم بقسوة ووحشية وشراسة عدوانية فائقة , والأمثلة متراكمة سواء في العرق , مصر , اليمن وغيرها من الدول العربية التي صنعت قادتها ذات يوم لكنهم إنسحقوا تحت سنابك العدوانية العربية المتآزرة مع أعداء العرب.
واليوم تعيش معظم البلدان العربية أزمة قيادة , ولا يوجد قائد واضح ومؤمن برؤيته ويحمل إرادة مقدامة وعزيمة همامة إلا قائد أخذت تتشكل ملامحه في مصر , لكنه قائد سيواجه تحديات عظيمة للوي ذراعه وتعجيز رؤيته , ولتدمير مشاريعه وإنطلاقته العمرانية والإستثمارية والعمل الوثاب في إعادة مصر إلى موقعها الحقيقي القيادي والحضاري والإقتصادي في المنطقة والعالم.
وآليات ولادة القادة العرب كغيرها من آليات الولادات في المجتمعات الأخرى , لكن المعضلة التي تواجه أي قائد واعد في الزمن العربي المعاصر هي لعبة الإنتخابات , حيث يتم توظيفها لتدميره بذريعة الديمقراطية التي مزقت العرب وأتلفت أوطانهم وأهلكت مجتمعاتهم.
وقد ادركت روسيا منذ وقت ضرورة القائد ودوره في صناعة الدولة القوية فتوجست خيفة من لعبة الإنتخابات , وقامت بإجراءات لحماية المجتمع الروسي والحفاظ على قوته وهيبته ودوره المؤثر في العالم , فتصدت للعبة الإنتخابات بحكمة وذكاء وقدرة على التحدي والمنازلة والإنتصار , فصنعت قائدها وإنطلقت معه في رحلة القوة والإقتدار.
والفرق بين المجتمع العربي والروسي أن الأخير يتمتع بغيرة وطنية أعلى من المجتمع العربي , ويفكر بمصالح الوطن أولا ولا يندحر في زوايا الفئويات والتحزبات , ولهذا عندما تهاوى الإتحاد السوفياتي لم يجنح نحو سياسات إمحاقية أو إجتثاثية كما جرى في العراق وغيره من البلدان العربية.
ولهذا فالمطلوب الحذر العربي الشديد من الإنتخابات , لأن تأريخها في المنطقة ومنذ إنتخابات الجزائر منذ عقود وحتى اليوم يشير ويؤكد بالتكرار أنها وسيلة موظفة لتدمير المجتمع العربي وإدخاله في صراعات داخلية تخريبية خسرانية مروعة.
ولا بد للمجتمع العربي أن يهتم بنوعية القيادة وبالقائد الذي يمكنه أن يتخذ سبلا ذات قدرة على إستنهاض الطاقات العربية كافة.
والأمثلة في العالم جلية كما في سنغافورا التي صنعها قائد مقدام , وكذلك الصين والكوريتين وماليزيا وأندونيسيا وجنوب أفريقيا وغيرها دول عديدة في العالم.
فهل للعرب قدرة على النجاة من فخ الإنتخابات؟!!
تساؤل يحاجة إلى قائد وطني يكون جوابه عمل وإنجاز!!