يصف الباحث والخبير الامني كينث بولاك جماعة داعش وأميرها ديفيد أو أبو بكر البغدادي بأنهم يمثلون ” القائد الكلب ” في الاحداث الامنية التي جرت في الموصل ليشير بذلك إختصاراً ويحصر حركة هؤلاء في أمرين مهمين على مستوى التحليل الأمني، أولهما أنّ أبو بكر وجماعته يمثلون القنبلة الصوتية في اقتحام المواقع الاهداف التي يريدون الوصول إليها فيبثون رعباً كما في عوي الكلاب التي تبث ذات الأثر عند مهاجمة شخص أو مجموعة، والثاني أنّ الكلب ليس لديه مطاولة ولا يتمم مشواره خلف الطريدة مثل النمور والأسود، إنّما يتحرك ويستأسد في مكانه الذي يعتقد فيه الأمان والاطمئنان وتقديم الطعام باعتباره حارساً لهذا المكان، باستخدام خاصية النباح وتسميم الضعاف الفارين أمامه وعظهم غدراً، وبذلك تتأسس المكافحة الأمنية من مرض الكلب أبو بكر البغدادي في ركيزتين أساسيتين، الأولى تتمثل في عزل الفارين المعضوضين المسممين الذين هم خارج منطقة الأمان للكلب ومجموعته حتى لا يبثون الرعب والسم في مناطق أوسع، والثانية هي الثبات في حدود منطقة الأمان التي يتحرك بها هؤلاء ” الدواعش ” واستئناف رفع الحجر من الأرض حتى ينحسر هؤلاء في أضيق الأماكن وأقلّها ضرراً.
وإنّ ملامح الموقف الأمني اليوم في العراق تحقق ذلك تماماً حتى مع إنكسار القوات الأمنية الأول الذي جرى في تدبير سياسي خطير، فقد تحركت سرايا الدفاع الشعبي وأبناء العراق من المتطوعين وكأنّها مستوعبة تماماً دور القائد الكلب أبو بكر البغدادي وقامت بالاجراءات المناسبة لمكافحته وحصرهفي نطاقه الأضيق وضرره الأقلليحققوا بذلك مصداق الآية الشريفة ” الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ” .
وبذلك تذوب داعش وتتلاشى أمام مفردة الحكمة القرآنية الالهية ( واخشون )، لأنّ الذي جرى في الموصل ومن قبله في الأنبار والافتعالات السياسية والاجتماعية هو من جرّاء تغييب هذه المفردة والتجاوز على حدودها في جانبي التوكل والخشية منه تعالى، وإن كان من محذورفهو النكوص الى منزلق قرآن وسنة معاوية ابن سفيان وخطبته جنوب بغداد في النخيلة قرب الكوفة قبل ۱٤۰۰ سنة عندما قال “إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا! إنكم لتفعلون ذلك وإنما قاتلتكم لأتأمَّرَ عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون “.
هذا المعاوية يقول أعطاني الله وهو كاذب على الله تعالى وكأنّ الله لا يعلم بما يجري، والبغدادي يقول أنا الخليفة بأمر الله والآخرين الى جحيم، ثم يأتي رجع الصدى لهرطقات يهود الأمة
كما يسميهم الرسول الأكرم معاوية وأبو بكر من السياسيين العراقيين وتمشدقهم بعيدان منخورة هرمة ومفردات بالية تدق مسامير الغرق وليس النجاة في سفينة البلد.