22 نوفمبر، 2024 6:49 م
Search
Close this search box.

القائد الحقيقي لعراق اليوم.. أين نجده ؟

القائد الحقيقي لعراق اليوم.. أين نجده ؟

عادل عبد المهدي.. أين نجد موقعك الحقيقي؟
إن ظروف العراق الحالية المعقدة والشائكة.. وظروف المنطقة والعالم.. تتطلب قراءة متأنية لشخصية القائد.. فالشخصية القيادية الحقيقية لعراق اليوم.. يجب أن تتسم بنوعين من السمات:
النوع الأول: السمات العامة لأي قائد في العالم.
النوع الثاني: هي السمات الخاصة للقائد في عراق اليوم.
ويمكن أن نوضح سمات قائد عراق اليوم.. من خلال هاتين السمتين ب:
ـ فَهمهُ للأهداف العامة الواقعية للبلد المسؤول عن قيادته.. وله القدرة على البحث والتنقيب.. وقدرته في جمع المعلومات المتفقة مع حاجة منصبه.
ـ لديه من المهارات.. والتجارب.. والخبرات ألإنجازيه.. ما يساعده بكفاءة عالية في سير العمل.. لمن يقودهم بقناعتهم.. وليس بالأوامر والصلاحيات فحسب.
ـ له القدرة على اكتساب المؤهلات المستجدة.. التي تساعده على النجاح في إدارة البلاد.
ـ يمتلك القدرة الفائقة على الإقناع الحقيقي للقادة المساهمين معه في إدارة البلاد.. ولقادة العالم.. وللقاعدة الواسعة من الجمهور.. وبوقت قياسي.
ـ له قدرة عالية في تنظيم عمله.. وتبويبه.. مع سكرتارياته ومكاتبه بشكل ديناميكي.. وبما يحقق الإفادة القصوى من الوقت والانجاز.
ـ لديه القدرة على وضع الخطط الواضحة.. أو المساهمة في تعديلها.. والممكنة التطبيق.. والمتجانسة مع الإمكانية.. والموقف.
ـ لديه كفاءة سياسية.. واقتصادية.. وإستراتيجية.. وقدرة استيعابية على مشكلات شعبه ووطنه.. ومشكلات المنطقة والعالم.. بفهم واقعي.
ـ يتمتع بفن اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب.. وجيد في اجتذاب التابعين لينضموا إليه.
ـ يختار مستشاريه من بين أفضل المستشارين الواقعيين والجريئين.. الذين لهم القدرة على تقديم أفضل الاستشارات العملية والعلمية.
ـ له القدرة والذكاء على توزيع المهام.. والأعمال على التابعين له بحكمة بالغة.. ولديه قدرة عالية على الانتظام في العمل.
ـ يتحلى بالصفات الفكرية الثاقبة.. والضرورية.. والمتفقة مع المواقف.. التي يكون فيها.. لممارسة دوره القيادي البارز.
ـ يكون القدوة الحسنة أمام من يقودهم.. لما يتحلى به من أخلاق عالية.. ويتمتع بسلامة الحواس.. والأعضاء الجسمية.
ـ يتحلى بالقدرة على ضبط النفس.. والنضج الانفعالي.. وحاضر البديهة.. وسريع الفهم.. ويتصف بالشجاعة حقاً.. وبالصدق.. والحكمة.. والإدراك العالي.
ـ يتميز بصحة نفسية عالية.. ويكون لبقاً.. وحَسِنْ التعبير.. ويتحلى بالجاذبية.. وبذكاء اجتماعي عال.. يُمكِنهُ من معرفة نفسه وشخصه.. ونفسيات الآخرين.
ـ يهتم بنظافة جسمه.. وحسن مظهره.. وعدم غياب الابتسامة أو التألم.. ويتحلى بالمرح والدعابة.. والحزن بشكل منطقي ومعقول.. أو السكوت.. كلٌ في ظرفه ووقته.
ـ يتحلى بالديمقراطية قولاً وممارسةً وسلوكاً.. بعيداً عن الفوضوية.. أو التزمت.. بالمقابل يكون حازماً وصارماً وقت الحاجة.. على أن لا يتحول الى طاغية.. أو يخالف القوانين المرعية بشكل طاغِ.
ـ يتمتع بسلطات وصلاحيات عالية تساعده على السير في عمله.. ويتخذ القرارات الصائبة.. وفق الدستور والقوانين النافذة.. بعيداً عن الارتجالية.. والتجاوز على القوانين النافذة.
ـ ممارسة سلطته في عراق اليوم.. يجب أن يكون حكيماً.. ودقيقاً في تحركه.. ولا يتحرك بردات الفعل.. ولا يضيع الوقت الملائم أبداً.
ـ القدرة على حل المشكلات بأقصر الطرق.. وبأقل التكاليف.. وبأقل وقت.. ووفق الدستور والقوانين المرعية.. مع المحافظة على الإنسان والوطن في كل الحلول.
ـ يوجه.. ويؤثر بالآخرين.. ويحترم ذاته ومكانته.. ولا تهمه الأقوال.. والإشاعات التي لا أساس لها من الصحة.. لكن عليه فضحها في الوقت المناسب.. وبأقرب فرصة.
ـ أن يكون ملتزماً بالقيم الاجتماعية.. والعادات.. والتقاليد.. مع لمسة واضحة للعمل نحو الأفضل.. حتى لو خالف هذه العادات والتقاليد.. ولكن بما يوازن بين التطبيق واحترام القيم.
ـ لا يَقلْ كلاماً إلا في محله.. ولا يتحدث كثيراً.. ولا يضخم إنجازاته.. أو يقلل من سلبياته.. لا ينتقد كثيراً.. وإن أخطأ لا يبرر.. بل عليه أن يعترف بخطئه.. ويعتذر.. ويصحح.
ـ لا يستخدم كلمة سوف نعمل.. سوف نحارب.. سوف نحقق.. وعندما يمدح.. يمدح بتواضع.. وعندما ينتقد.. ينتقد بشكل محدد وفي وقته.
ـ ليس هناك عدو دائم.. فالعدو.. قد يكون صديقاً.. لكن لن يكون صديقاً دائماً.. والتعامل معه يبقى بدراسة معمقة.
ـ مصلحة الشعب.. هي الأولى.. ولابد أن تكون حقيقية.. ولا أن تكون شعاراً براقاً.. بل حقيقة مجسدة.
ـ يطبق كل الضوابط والتعليمات والقوانين المرعية على نفسه.. قبل أن يطالب الآخرين على تطبيقها.
ـ يعامل عائلته وأقرباءه وعشيرته.. كبقية المواطنين.. ولا يمنح أحداً منهم أي امتياز مهما صغر.. ويتشدد في محاسبتهم عن كل هفوة.. أو خطأ.. له تأثيرات على المصلحة العامة.
ـ يكون صفحة بيضاء في النزاهة حتى الثمالة.. وفي الأخلاق.. وبعيداً عن كل ممارسات الجنس غير المشروع.. ولا يتزوج ثانية بعد أن يصبح قائداً أبداً.
ـ لا يخشى في الحق لومة لائم.. ولا يتقرب من الفاسدين.. ويضربهم بقوة القانون.. وبحزم قاتل.. فأي تهاون معهم سوف يقتلوه.
فإذا كانت هذه صفات القائد العامة فهناك ملاحظات إضافية لابد منها لقائد عراق اليوم.. وهي:
ـ لا تمنح مستشاريك مواقع دائمية.. حتى لو كانوا ناجحين في مواقعهم.. ولا تثق ثقة مطلعة بأحد.. فقط ثقتك المطلقة بالله وحده لا شريك له.
ـ مع القدرة العالية في عدم خلق بيروقراطية معقدة.. والسير نحو إقامة الدولة العميقة.
ـ كن دائماً في موقع الحدث.. وقارن بين الواقع أمامك.. وبين ما قاله المسؤولون عنه.. فقد يكون كل ما قيل لك لا أساس له من الصحة.. بل العكس صحيح.
ـ لا تتواني في إحالة أي شخص مهما كان للتحقيق الفوري عن أي خطأ في عمله.. من قبل لجان خاصة تابعة مباشرة لمكتبك.. أو بمشاركة مكتبك بالتعاون مع المحققين الخاصين في وزارة الداخلية.. والحجز الفوري مهما كان الشخص.
ـ صحيح إن كل هذه المهام أكبر من قيادة شخص.. لكن هذه هي ضريبة القيادة الناجحة.. في ظروف بلد كعراق اليوم.
ـ لا يصيبك الغرور في أي انجاز تحققه مهما كان.. ولا تعطِ وعداً جازماً.. بل دائماً يكون ردكً: ندرس الموضوع بجدية !! ثم اتخذ القرار الصحيح.. في ضوء الملاحظات والواقع والإمكانيات.. وبنظرة واقعية وعلمية.. وبلا خسائر.. ولا تزمت.
ـ كل قرار في وقته.. وخطته.. وأي تأخير أو تقديم.. قد لا يحقق الهدف المنشود.. أوقد يؤدي الى نتائج عكسية.. قد تكون مدمرة.. فإذا عزمت فتوكل على الله.
ـ لا تجعل الضغوط (الشخصية والمحلية والدولية) أن تلوي إرادتك.. ولكن كن مرناً بحدود جداً.. وبما يحقق مصلحة الوطن.
ـ لا ترهبكً اصطفاف وتحالفات الفاسدين والطائفيين.. لكن يجب أن تضعها نصب عينيك.. وتفضحها.. والعمل على تفتيتها.. بالعمل المقابل للشعب.
ـ لا تقف بوجه الرياح العاتية.. حتى لو كانت بعكس التيار وظالمة.. ولا تتنازل كلياً إن كنتً على حق.. بل اعد دراسة الموضوع ثانيةً مع لجان غير اللجان الأولى.. لتستمع لآراء جديدة.
ـ لا تنسى إن العراقيين تعودوا على إن القائد يجب أن يكون: قوياً.. وعنيفاً.. ويضرب بيد من حديد.. وليس يضرب بالقانون.. والحكمة.. والتأني.. فوازن بين الاثنين.. على الأقل في هذه المرحلة.
ـ لا تصدق إن الشعب العراقي سيدافع عنكً.. بل أنتً تدافع عن الشعب.. ولا يصيبك الألم إن تركوكً وحيداً في وسط المعركة.. فلا تزعل عندما تعتقد انك على حق.. فقد تركوا علي بن أبي طالب في وسط المعركة.. ولم ينصر أحداً الحسين في مقتله.. فلا بد أن تضع كل الاحتمالات.. وأسوأ الاحتمالات.. أن تكون وحيداً.. ودائماً راجع الجماهير.. واستمع مباشرة لهم.. وهنا تتجسد قيادتكً بأن تخرج منتصراً بحق.. ويلتف الشعب حولك ثانيةً.. وحتى لو لم يلتف حولك.. لا تتأثر فأنت القائد..وأنت خادم الشعب. وليسهم خدامٌ لك.
ـ الله سيكون معكً في الحق.. والحق يكون معكَ.. ويكون الشعب ضدكَ في الباطل..وقد تختلط عليه الأوراق.. ويكون ضدكً في الحق.. فهنا تبرز قيادتك الحكيمة.. لتقود السفينة الى بر الأمان.

أحدث المقالات