22 نوفمبر، 2024 7:50 م
Search
Close this search box.

القائد الحقيقي

القائد المخلص المحنك المقتدر الذي يقتدى هو الذي لا يكون معزولا عن قاعدته الشعبية ولا ذيلا لها بحيث ينزل لمستواها ولا يعيش في الابراج العاجية والقصور والمكاتب الفارهة ولا يشجع تاليه الشخصية والتمجيد الفارغ واستعمال القاب الفخامة والمعالي وغيرها بل يعيش عيشة متواضعة ويتحسس بامال والام الذين يقودهم ويشعر بالمسؤولية الجسيمة التي على عاتقه في الوقت الذي لا يصبح ذيليا لقاعدته الشعبية بحيث يدغدغ مشاعرها واحاسيسها ويجرها لتبني مواقف عاطفية لا تخدمها وقد تادي بها لدفع اثمان باهضة بدون نتيجة بل عليه ان يقودها لما يلبي طموحها وامالها في الوقت المناسب ويصحح لها اراؤها وثقافتها وتوجهاتها بما يتلاءم مع تحقيق الممكن من تطلعاتها بدون المجازفة بمقدراتها ومصالحها وامنها وعيشها الكريم.
نرى في العراق عموما ان غالبية القادة هم معزولون عن قواعدهم الشعبية وذيليون لها في نفس الوقت لذلك هم بعيدين عن ان نسميهم قادة حقيقيين بالاضافة الى انهم غير مخلصين وفاسدين لا يشعرون بمسؤولية ولا بواجب لخدمة شعبهم بقدر خدمة انفسهم واحزابهم .ولقد ذهب ماء وجههم بحيث لا يخجلون من انفسهم مهما فشلوا او تعرضوا للانتقاد والتهجم والتسقيط. فتراهم يعيشون في بحبوحة واكثرية شعبهم من الفقراء ويفتقر لابسط الخدمات ومتطلبات الحياة في اغنى بلد في العالم .وهناك الاف العوائل تعيش على الازبال والفضلات.وهم يقيمون الولائم العامرة الباذخة للتباهي والفخفخة الفارغة وحب الظهور بدون خجل او وجل لقلة ذوقهم وجهلهم .في الوقت الذي لا يعملون غالبا عملا منتجا ولو ساعة في اليوم تجاه واجبهم لخدمة شعبهم.في نفس الوقت يشجعون الطائفية والاثنية والعنصرية والتعصب القومي و الديني والمذهبي لدغدغة مشاعر الجماهير للكسب الانتخابي غير مبالين لمصلحة شعبهم ووطنهم.
مثال على الا يكون القائد ذيلا للجماهير: اليس غالبية الشعب يدعو الى القصاص من الفاسدين الذين نهبوا ثروة البلد وقوت الشعب وتسببوا في قتل مئات الالاف من الابرياء بحيث لولا الفساد لما كان هناك لا ارهاب ولا داعش . الا يحق للشعب ان يطالب باعدام كل الفاسدين؟ ولكن كم هو عدد الفاسدين اليس بمئات الالاف؟ فهل من المعقول ان يقوم القادة بالعمل على اعدام كل الفاسدين وهم منهم بغالبيتهم؟ وهل من العدالة بمكان ان يعدم او يعاقب قسم منهم دون غيرهم؟ام مصلحة الشعب والوطن تقضي بالعمل على استرداد الاموال المنهوبة كاولوية بالتي هي احسن باصدار قانون خاص لذلك وربما ينص على العفو العام عن الفسدين بعد استرداد اموالهم الحرام ومن خلال (من ابن لك هذا؟) ومعاقبة من لا يمتثل لذلك.وخاصة وان الفساد موروث من نظام البعث واستفحل بمرور الزمن وبشجيع من الامريكان بحيث الكل تقريبا وقع في فخ االفساد المنصوب اصلا بعد سقوط نظام البعث.ولم يكن غالبية فاسدينا فاسدين من البيضة كالبعثيين.
ومثال اخر لالا يكون القائد ذيليا للجماهير فالشعب الكردستاني تواق لدولته المستقلة منذ عقود بل قرون وهو يستحق ذلك بامتياز لما قدم من تضحيات وما ذاق من ويلات ومظالم قل نظيرها وخاصة وان حق تقرير المصير مكفول في القوانين الدولية ولكن فهل هذا هو الضرف المناسب؟ وخاصة وان الشعب الكردستاني لم يتمكن بعد من تاسيس وتشكيل حكومة تمثله تمثيلا حقيقيا منذ ربع قرن من شبه استقلاله عن المركز .بحيث لم تستغل الفرصة الذهبية لتاسيس نموذج ديمقراطي يحتذى في منطقة الشرق الاوسط بدون فساد وبدون تسلط احزاب السلطة و بما تستحقه تضحيات الشعب واحتراما لشهدائه.اين الميزانيات والميزانيات الختامية والحسابات النظامية . اين الخطط التنموية الزراعية والصناعية والسياحية والتعليمية والصحية وغيرها؟اين الخدمات الاساسية .اين مكافحة الفساد والبطالة والبطالة المقنعة .اين حقوق الانسان وحقوق الطفل والمراة .اين حقوق الاقليات التي لا تتحقق الا من خلال الديمقراطية الحقة ولا تلبى بالوعود والعهودوالمواثيق والدساتيرلان العبرة بالتطبيق فاين التطبيق لحد الان. ان القائد الحقيقي يراعي مصلحة شعبه وما يجب ان يركز عليه كاولوية بعد دراسة وقراءة الواقع والضروف الموضوعية والذاتية وكيفية خدمته اولا من خلال الفدرالية التي تتيح له تحقيق كل ما ذكر اعلاه قبل ان يعمل على تطوير الفدرالية الى الكونفدرالية ومن ثم الاستقلال .ومن الممكن ان يجري ذلك بسلاسة ويسراو بصعوبات قابلة للتذليل في حالة كون حكومة كردستان لا تشبه في شيء حكومة المركز التي هي مبنية على الفساد والطائفية والدين والمذهب وبمراكز قوى متعددة وليس فيها لا امان ولا استقرار.وتتلاعب فيها المصالح الاجنبية .فبذلك ستتعاطف مع الحلم الكردستاني كل القوى الخيرة في العالم وحتى بقية الشعب العراقي .اما الان فقادة كردستان بذيليتهم لشعبهم سيجازفون بمصلحة ومصير الشعب الكردستاني ولن تتحقق دولته المستقلة بالاضافة لما يادي الى النظر بعين الريبة والشكوك والكره لشعب كردستان وقياداته اكثر من الان فصاعدا من جميع الاطراف.في هكذا ضروف يعد اعلان الاستقلال اسوا ما يكون من توقيت لشعب كردستان واحسن ما يكون لاعدائه والذين لا يريدون انفصال كردستان.من خلال الديمقراطية الحقة الخالية من الفساد تذوب الخلافات والاختلافات بين الاحزاب الكردستانية ويرمم البيت الكردستاني الداخلي وتتوحد الصفوف اما بوجود الفساد تحتدم الصراعات على الثروة والسلطة.ولا ننسى بان دولة كردستان سيترتب عليها التزامات اضافية للمساعدة المادية والمعنوية لاكراد تركيا وايران وسوريا لنيل حقوقها مما قد لا تتمكن من تلبيتها في الضروف الحالية.لا يمكن لامريكا ان تدعم استقلال كردستان لانها ملزمة بوحدة العراق واستقراره ولو الى حين ضمن المعاهدة الاستراتيجية مع العراق وحفاضا على سمعتها وماء وجهها امام الراي العام العالمي وامام شعبها بسبب غزو العراق. ولا يمكن ان تتخلى عن مصالحها مع المركز لاجل كردستان في الوقت الذي تعمل على تقليص النفوذ الايراني في العراق.واما اسرائيل فلا يهمها نجاح دولة كردستان بقدر ما يهمها خلق بؤرة توتر مستمرة في المنطقة ودولة كردستان قادمة لا محالة مستقبلا ولسنا مستعجلين طالما نتمكن من خدمة شعبنا من خلال الفدرالية لابعد الحدود ان سلمت النوايا .

أحدث المقالات