23 ديسمبر، 2024 9:45 م

الف يوم .. نبحث عن رجل مناسب دون جدوى !!

الف يوم .. نبحث عن رجل مناسب دون جدوى !!

الف يوم تقريبا مرت على اجراء انتخابات مجلس النواب العراقي بدورته الثانية ..ومنذ ذلك الحين وحتى الان ونحن مازلنا نبحث عن رجلين مناسبين ليتوليا منصبي وزيري الدفاع والداخلية في حكومة الشراكة الوطنية..التي يتراشق اعضاؤها والكتل التي ينتمون اليها ليل نهار بالشتائم والادعاءات والاتهامات المتبادلة والمسؤولية عما وصلنا اليه من احوال امنية وخدمية وسياسية ..تسر العدا وتغيض الشعب العراقي المغلوب على امره .
الف يوم ..ولم نجد في طول العراق وعرضه رجلين : عراقيين مهنيين كفوئين مخلصين مناسبين من التكنوقراط ..غير متحزبين ولا منحازين الى فئة او مدينة او منطقة او قومية او دين او مذهب معين ..ولاؤهما الاول والاخير للعراق الواحد الموحد..ونتفق على نزاهتهما وعدم شمولهما بقوانين الاجتثاث والمحاصصة المقيتة ؛ التي سنّها بريمر وفرضها على سياسيينا وعلينا بالقوة والترهيب ..وباركناها وعملنا بسنتها الى يومنا هذا ..
الف يوم جرت فيها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والنيابية في جميع دول العالم شرقها وغربها ..النامية منها والنائمة ايضا ..المتقدمة والمتخلفة..الديمقراطية والشمولية والدكتاتورية وما بينهما ..واُطيح بدول ورؤساء وانظمة ..وتشكلت فيها حكومات تلو الحكومات ..الا نحن فما زالت حكومتنا عرجاء او مهيضة الجناح ذلك انها بلا اهم وزيرين على الاطلاق : للداخلية والدفاع..
الف يوم ..وكتلنا السياسية تتبادل الاتهامات بالتقصير والتسويف والمسؤولية والمماطلة عن عدم حسم هذا الموضوع البسيط للغاية ..والذي دخل ويدخل في دهاليز الامم المتحدة والعلاقات الدولية وحسن الجوار والاتفاقية الاطارية وقوانين وضوابط سوق المرحوم مريدي !!
الف يوم ونحن نلقي باللوم ونبرر مسؤولية التردي الامني على عدم تسمية الوزراء الامنيين .. ونعلق عليه اسباب اخفاقاتنا وفشلنا في حفظ ارواح وممتلكات المواطنين ..مع ان الحلول ممكنة وبسيطة اذا اُخلصت النوايا ..وابتعدت الحسابات عن المصالح وبيع المناصب وارضاء هذا الطرف اوذاك ..وطبعا اذا رفضنا تدخل دول الجوار مهما كانت درجة علاقاتنا معها سواء كانت ( دهن ودبس ) او ( صخام ولطام )..
الف يوم والوزارتان تداران بالوكالة ..وما يتبع ذلك من : خرق دستوري ..وابتعاد عن المهنية .. وتحمل المسؤولية والتفرغ الكامل لأهم موقعين وزاريين يمسّان بالمباشر ارواح الناس وامنهم الشخصي والجماعي ويتعاملان مع اقسى التحديات التي تواجه العراق الجديد الا وهو الارهاب الذي يبقى برايي ( الخاطئ ) هو المهيمن حتى اللحظة رغم ما تحقق..لانه ( وهذه حقيقة مرة يجب ان نعترف بها للاسف الشديد ) هو الذي يختار حتى الان توقيت عملياته.. والمكان والظروف والادوات التي ينفذ بها جرائمه ..ويخترق صفوفنا من وجوه واماكن عدة ..دون ان نستبقه بفعل استخباري ولوجستي ؛ وطني رسمي او شعبي منظم ونجتثه من الجذور كما نسعى لاجتثاث الاخرين.   
الف يوم ولم يبادر مخلص عراقي واحد ممن حشر خشمه في العملية السياسية الحالية ليقول : تعالوا يا جماعة لنبعد هذا الموضوع عن الشراكة والمحاصصة وقوانينها المجحفة ونفتح باب الترشيح للمنصبين لممن نتوسم فيهما المواصفات المطلوبة ونحسم الامر في اسبوع وليتقدم للترشيح كائناً من يكون كفوءاً واهلاً للثقة ..ليتم التصويت عليهما في مجلس النواب ..او بالانتخاب الشعبي الحر النزيه المباشر اذا لزم الامر والمصلحة الوطنية ..استثناءً من مواد دستورنا العزيز ؛ الذي اغفل معالجة مثل هذا المطب ( كما اغفل غيره من المطبات والمشاكل )..وتطبيقاً للقاعدة الفقهية والشرعية ولكن اللا قانونية : الضرورات تبيح المحظورات.
وبعيدا عن فلسفة الاستحقاقات الانتخابية ..ومن اجل ان ننهي وجع الدماغ هذا ونحل هذه العقدة المستعصية والدائرة المفرغة ..لنجرب الحل وفق هذه الفكرة ..ولنجعل الرجلين يعملان بصمت ونزاهة ؛ ونتعهد بدعمهما ..ونحاسبهما اذا اخطأا او تهاونا او تعثرا في عملهما ..ونتعاون معهما بتجرد واخلاص منقطع النظير من اجل مصلحة الوطن..والوطن فقط..!! والا فان الخشية كل الخشية ان نذهب الى الانتخابات الجديدة القادمة والمنصبان مازالا شاغرين ..لتترسخ هذه المعضلة وتتجذر فينا ولتصبح عقدة تضاف الى عقدنا التي استعصت وباتت جزءا من المشهد السياسي العراقي الحالي الذي يكون الخاسر فيه المواطن اولاً واخيراً .
[email protected]