22 ديسمبر، 2024 11:27 م

الفيضان والفياض..أزمتان في الشتاء

الفيضان والفياض..أزمتان في الشتاء

يعجب المرء، لتطورات أحداث الشارع العراقي، خلع الاقنعة، ومساومة علنية على مقدرات المواطنين، لدرجة أثارت غيرة المطر، فأبى إلا أن يكون في قلب الحدث.
عجيب ما يحدث، تزامن هطول المطر، والسيول التي تجتاح الشوارع، مع أوقات انعقاد جلسات مجلس النواب العراقي، كأنه يريد لفت إنتباههم، أنهم قادرون أن يكونوا الأزمة أو الحل، كما يكون هو خير أو كارثة، وها هو يعود-حسب تقارير الأنواء الجوية- متعلقاً بالأمل بالتغيير، أو لمجرد الفضول.
ضربت الكتل السياسية، أمثلة تدرَّس، في المتاجرة بمصائر الشعب المعلقة في اعناق نوابها، وأصبح اللعب على المكشوف، كل كتلة تطالب بإستحقاقها، كأنه حصتها من ابعدية الأسلاف، و في ذات الوقت، تدعي منح الحرية، لرئيس الوزراء المكلف، بإختيار المرشحين، ليكون هو الملام الوحيد، على فشل الحكومة، ويقومون في ما بعد، باستجوابه وإقالته.
إذا كان هناك مجال واسع، لرئيس الوزراء، في اختيار شخص من خمسة مرشحين، لماذا نرى تمسك الكتل بأحد المرشحين، ورفضهم القاطع، لأي إستبدال، كأن الأربعة الآخرين، هم ارجل الكرسي الذي يتربع عليه ( ابن العزيزة).
يتحمل رئيس الوزراء، الدكتور عادل عبد المهدي، جانب كبير من المسؤولية، حيث أنه لم يلتزم بشروطه، التي وضعها قبل قبوله المنصب، وخضع لإرادات الكتل، فلا هو أسس حكومة كفوءة، يتحمل مسؤولية أداءها، ولا خضوعه للكتل، سهل من إكمال كابينته، ليس كأنه ذاك، الذي كان يعمل بما يراه صواباً، ويرفض التدخل في عمله، ويستقيل اذا لم يجد المساحة الكافية، كل ذلك في مواقع أقل أهميّة، من موقعه الحالي، فهل خضوعه اليوم للضغوطات، كان للحفاظ على المكان، الذي ظل سنوات يسعى له؟
فالح الفياض، ليس أساس أزمة الحكومة، لكنه الشخصية الأبرز، والأكثر إثارة للجدل، كونه كان يرأس هيئة الحشد الشعبي، و إصراره على حقيبة الداخلية، قد يكون للبقاء في دائرة السلطة، دليل على ذلك، أنه إنفصل مع مجموعة من النواب، عن تحالف النصر- احد أعضاء تحالف الإصلاح والإعمار-منتقلاً الى تحالف البناء، فقام الأخير بمكافأته، فوعده بحقيبة الداخلية.
الفياض يشكل الإسم الأهم، بين الأسماء المنتظرة للتصويت، لأن الباقين خاضعين لكتلهم، تغيرهم بسهولة، اذا اقتنعت بذلك؛ لكن ليس من السهل شطب اسمه من الترشيح، بسبب( التضحيات ) آنفة الذكر، وكونه زعيم كتلة، قد ينفصل بها في أي لحظة، يجد فيها بعدم التقدير.
هناك تصريحات، وعدت خيراً بإنفراج الأزمة، وتقارب الآراء، حول التصويت على مرشحي الوزارات الشاغرة، خصوصاً بعد تصريح الفياض، بإنه يضع ترشيحه، تحت تصرف الدكتور عادل عبد المهدي، نتمنى أن تكون، الجلسة القادمة هي الحاسمة، ويهطل المطر في هذا الأسبوع غيثاً، يحمل الخير.