18 ديسمبر، 2024 9:04 م

الفيس بوك..وحالة( الإحباط) بسبب الموضوعات( الهابطة ) المطروحة!!

الفيس بوك..وحالة( الإحباط) بسبب الموضوعات( الهابطة ) المطروحة!!

توفرت فرصة كبيرة أمام كثير من المثقفين والصحفيين ورجال الإعلام ان تكون إحدى ثمار انطلاقة شبكة التواصل الاجتماعي الفريدة (الفيس بوك) هو طرح موضوعات تستحق الاهتمام ، وتشكل زادا روحيا ومعرفيا لاغنى عنه ، بل وتشكل موضوعات قد طرحت إضافة نوعية للتواصل بين الاصدقاء والأحبة ، وكانت بداياته الأولى مشجعة، واطلعنا على مواد كثيرة نالت اهتمام مرتادي هذه الشبكة التي يتزايد الإقبال عليها يوما بعد آخر!!
ولكن الملفت للنظر، وما يدعو للأسف أن انحدرت منذ فترة ليست بالقصيرة كثير من الموضوعات المطروحة الى مستوى (الإسفاف) وربما حتى عدم احترام للمشاعر وللذوق العام ، وحتى استخدام ( الشتم والسباب ) ..أما من تخالفه الرؤية أو تختلف معه حول قضية ما، ، فقد يصب جام غضبه عليك ، وفي أقل الاحوال ، قد يحذفك من صفحته!!
بل ان (البعض) ظن نتيجة لسطحية ثقافته او لجهله بدخول هذا العالم الافتراضي أن نشر الموضوعات السريعة (الخفيفة الظل) حتى وان كانت (هابطة) سينال صاحبها الاهتمام ، وستكون له (حظوة) لدى متابعيه، حتى ان بعضهم يهتم بحالة النعاس الذي طغى عليه بعد منتصف الليل ،ثم يودع متابعيه ويرجو ان يبقوا يتابعون حالته بعد ان يستيقظ في العاشرة صباحا ليتعرفوا على نوع بجامته التي كان يرتديها او ربما ملابسه الداخلية ، وكيف سيتناول طعام الفطور، ومن يهيء له بيضة مسلوقة او يسعفه بـ (لفة فلافل ) تركها في الثلاجة منذ الليل لتكون فطوره الصباحي..ومن ثم يسلم على متابعيه ويود لو يرشدونه الى نوع الشاي الذي يفضل شربه ، هل هو شاي محمود لو أحمد أو حمودي ونوع ناركيلة المعسل..وهل سيخرج اليهم الان بملابس النوم ليلقي خطابه ، او بزي رسمي ، ليرشقهم بكلمات على طريقة فتاح الفال!!
ومن المعروف أن ( الفيس بوك ) كان احدى ثورة الاتصالات ومركزا مهما للتواصل الانساني لمعرفة الثقافات الاخرى وانماط السلوك الامثل بين البشر، وليكون وسيلة مثلى لتبادل المعلومات والمواد الثقافية والمعرفية ووسيلة للإمتاع المفيد ، وليس لـ (زواج المتعة) كما يظن البعض ، وأمل الكثيرين أن يكون الفيس بوك وصفحات الزملاء والاصدقاء الزاد الروحي لمن يريد ان يستفيد فعلا من هذا العالم الفسيح الواسع وهو الفيس بوك، الذي يعد وسيلة تواصل لاتقدر بثمن لو تم الاستفادة منها فعلا ، بما يقدم شيئا للآخرين ، او يسهم في تقضية ( فراغ) من لاعمل لديهم، وبخاصة بعد أن اغلقت كثير من المؤسسات الاعلامية والثقافية أبوابها واوصدتها منذ فترة بوجه أجيال العراق وعموم مثقفيه ومبدعيه، وتركتهم يجترون أحزانهم وقد تهاوت آمالهم ، وانحدرت الى الحضيض، ولا أحد من الجهات المدافعة عنهم ( تثار) لحالهم او تدافع عن حق أجيالها في ان يكون لوجودهم معنى!!
أرحموا متابعيكم..فقد أصاب الملل الكثيرين..وساد الكثيرين الاحباط ، مما ينشر من موضوعات لا تسمن ولا تغني ، وكلما كان ما تطرحونه يقدم خدمة معرفية وترفيهية وزادا للمتعة الايجابية ، إتسع نطاق الاهتمام بما تنشرونه من موضوعات..وكثير من متابعيكم يتمنون لو تقللوا عنهم حالة ( الإسهال) في طرح الكثير من الموضوعات، وان يكون لحضوركم ( معنى ) وتحظون بـ ( الاحترام ) من زملائكم، إن قدمتم لهم مادة تشكل لهم زادا روحيا وثقافيا ومعرفيا او حتى (ترفيهيا) ..أو دراسة مهمة مختصرة تقدم خدمة للمجتمع وللانسان ووسيلة مهمة للمعرفة ، وهذه هي الرسالة التي ينتظرها منكم هذا العالم التواصلي الفريد الفيس بوك..وكلما ارتقيتم الى طموح متابعيكم كبرتم في أعينهم ، ولكي يدعوا لكم ولولديكم بالرحمة..أنها مجرد ملاحظة ليس إلا..!!