انها سُنه سنتها امريكا وحليفتها في الشر بريطانيا, ضرب الانظمة العربية المستبدة بدون غطاء أممي , اذ انهما صارا الحاكم والجلاد , في نهاية الستينات من القرن الماضي امريكا وبريطانيا هما من جلبا هذه الانظمة المستبدة بقطار واحد وفي فترة زمنية تكاد تكون متقاربة وهما من دعما هذه الانظمة العربية التي بدورها قمعت القوى الوطنية وحركات التحرر في الوطن العربي وتحت انظار المجتمع الدولي واليوم وخلال سنتين مضت تغيرت نفس هذه الانظمة ووضعت محلها قوى دينية مهزوزة يعني نفس اللعبة القديمة امريكا هي من تختار نوعية النظام ونوعية القوى
كلاهما تناسوا ان حركة التحرير تحتاج الى زمن لكي تأخذ اطوارها بشكل طبيعي وبدون تدخل خارجي , التأريخ علمنا ان التدخل الخارجي يفسد حركات التحرر وقد يؤدي احيانا الى افرغها من محتوها الوطني , لانريد الان تكرار الحديث عن ما حصل في العراق وليبيا ولكننا نقول أن التدخل الامريكي في كلا البلدين ادى الى فوضى عارمة , ففي العراق عشرة سنوات من الفوضى والدمار والقتل والسرقة وكذلك ليبيا غارقة في فوضى ليس لها اول ولا اخر, وهنا نحن نحمل القوى ( الوطنية ) التي تحالفت مع امريكا وبريطانيا مسؤوليةهذا التمادي من قبل الغرب على الشعوب العربية وغالبية هذه القوى (الوطنية) ذات صبغة دينية اذ انها اجازت لهذه القوى الاستعمارية التدخل بالشؤون الداخلية
السؤال الذي نطرحه اليوم , هل تغيير الانظمة الفاسدة يجب ان يكون من خلال تدخل عسكري خارجي يحرق اليابس والاخضر ؟ وأين هو دور الشعوب في التحرر من الاستبداد والاضطهاد ؟ ولماذا امريكا وبريطانيا اذا كانا حريصان على الشعوب لماذا لم يدعما الاحزاب الوطنية والديمقراطية التي لها تأريخ مشرف في النضال والملتصقة بكادحي الشعوب والتي كانت تنضال ضد هذه الانظمة العربية الفاسدة والتي كانت تُزج في السجون والمعتقلات على مرأى من العالم كله ولعشرات السنين , أين كانت امريكا حين استعمل صدام الكيمياوي في حلبجة حسب ماتبين في محاكمات صدام العلنية واين كانت حين قصف حافظ اسد مدينة حما قبل عشرات السنين ؟ هل فجأة استفاق الضمير الامريكي والغربي الان , ام ان هنالك مصالح جديدة لامريكا في المنطقة ؟ واين امريكا وبريطانيا مما يحدث في بورما من قتل وحرق طائفة بعينها واين امريكا وبريطانيا مما يحدث في الصومال ودول افريقية اخرى من مجاعة وقتل ؟ والسؤال السرمدي اذا كانا ضد القتل والدمار والاستبداد وهما من جعلا انفسهما قضاة هذا الزمان لماذا لم يغيروا النظام الصهيوني المتمثل بالحكومة الاسرائيلية التي قتلت الفلسطينيون في اكثر من مرة ولماذا لم يدافعوا عن حقوق الفلسيطنين المسلوبة منذ اكثر من نصف قرن ويتدخلوا عسكريا مثلما تفعل اليوم في تدخلها في الدول العربية ؟
هذه الايام ترتفع اصوات طبول الحرب ضد النظام السوري القمعي المستبد , وهنالك من يؤيد التدخل الخارجي عبر ضربة عسكرية مشابهه لضربة العراق عام1991 , نعم ان بشار الاسد يشبه اباه وهو وريث العنجهية والاستبداد ولكن الشعب السوري هو وحده المخول بتغيير هذا النظام بقيادة القوى الوطنية الديمقراطية اذا كانت مستعدة لهذه المهمة , لا ان يضرب النظام ويزاح , واسراب الجراد تجتاح سوريا مثل جيش النصرة وتنظيمات ارهابية اخرى قادمة من افغانستان والشيشان لكي تعم الفوضى والقتل على الهوية , وبعدها سيتم غزو العراق ولبنان بحجة الصفوية والكفر , ترى الى اين يريدان بنا امريكا وبريطانيا الى اي مستنقع يدفعون الشعوب العربية؟
السلاح الكيمياوي لعبة مكشوفة يعاد انتاجها من جديد في سوريا , نحن لانبرئ النظام السوري ولانتهمه ولكن حدث العاقل بما لايعقل ان صدق فلا عقل له , نعم النظام السوري نظام مجرم ولن نتورع بأستخدام شتى انواع الاسلحة لكي يقضي على المعارضة , ولكننا في هذه المرة لنا رأي اخر , وهو , جاءت لجنة الامم المتحدة المكلفة بالتقصي عن حقيقة استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي في فترة زمنية سابقة وحين وصلت هذه اللجنة الى دمشق , يقوم النظام السوري باطلاق قنابل كيمياويه لكي تقتل اكثر من الف مواطن سوري في الغوطة الشرقية !!!
هل يعقل هذا ؟ انه يعقل في حالة ان بشار الاسد وطاقمه الحكومي اذا كانوا مجانين ويريدون ان يلصقوا بانفسهم هذه الجريمة
مؤتمر جنيف 2 تأخر انعقاده لحين ان تتكافئ القوى المتصارعه في سوريا , حيث قال احمد الجربا انا لن نتفاوض الا اذا حققنا نصرا على الارض لكي نتفاوض من موقع القوة , من له مصلحة بضرب بشار الاسد غير احمد الجربا وحلفائه وهنا نحن ايضا لانبرئ ولانتهم المعارضة ولكن اكيد هنالك طرف قام بهذه الجريمة الشنعاء ومن التحليل المنطقي نعتقد ان النظام السوري بريء من هذه الجريمة وبعيد عنها لأنه بأمس الحاجة لكسب لجنة التحقيق الى جانبه ولذلك نقول ان الفاعل الحقيقي هو الذي لديه مصلحه حقيقية في القضاء على بشار الاسد ونظامه لكي تقوم امريكا بتقليم اظافر النظام السوري لكي يكون مجبرا الى الجلوس الى طاولة التفاوض ويقبل بشروط المعارضة مرغما
نعود لامريكا ماذا حققت في العراق لصالح شعب العراق ؟ لاشيء سوى انها زادتهم بؤساً وضياع ودمار لكي تقضي على صدام قتلت وعوقت ويتمت الملايين من ابناء العراق بالاضافة الى تدمير البنى التحتية لاماء ولاكهرباء ولاامن ولافرص عمل وكذلك تفشى الجهل والامية في المجتمع , اذن لماذا تستمر امريكا على هذا النهج وهو نهج استبدال الانظمة العربية الفاسدة بالفوضى , نحن على يقين بأن امريكا حين تضرب سوريا ستكون النتيجة مثل ماحصل في العراق بل النتائج ستكون اكثر سوء اذ سيشتد عود التكفيرين وسيستمرون بالغزو للبنان والعراق هذا يعني ان المنطقة ستحترق من جديد ولن يتوقف هذا الغزو حتى تصل الى ايران وهي محطتها الاخيرة يعني اننا قادمون على حروب متتالية ولن تنتهي !!
انتشرت اسراب الجراد في معظم الدول العربية وهي تأكل وتدمر كل شيء , اسراب الجراد القادم من افغانستان الذي قامت بتربيته امريكا بنفسها ابان الغزو السوفياتي لافغانستان ولغرض ابعادها عن حقول الغرب العامرة بالخيرات وجهتهُ الى قارة اسيا لحين التحضير لقبر يلائم هذا الجراد ولتجد له ميتة ملائمة وحاسمة تنهي امره نهائيا وبعد ان تقضي على هذا الجراد تخلق نوعا جديدا اكثر اضرارا و اكثر تطورا في دمار الشعوب هذه هي مهمة الدول الاستعمارية
