23 ديسمبر، 2024 6:50 ص

الفوز برجال الأنبار الفوز برجال الأنبار

الفوز برجال الأنبار الفوز برجال الأنبار

” والله أنهم من الحيوانات وأتقرب بقتلهم لربنا سبحانه وتعالى”.
جملة أطلقها احد أفراد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للكاميرا وخلفه شاحنة محملة بأسرى قاعدة سبايكر الجوية في تكريت الذين تحولت عملية قتلهم العام الماضي إلى مجزرة تُضاف إلى جملة المجازر التي ارتكبها التنظيم في المنطقة.
كان المشهد من فيلم نشره التنظيم قبل يوم من إعلان قيادة العمليات العراقية المشتركة عن بدء عمليات تحرير الأنبار. ولأن جميع ضحايا المجزرة من الشيعة الذين سالت دمائهم على أرض سنية، سؤال يفرض نفسه عن سبب اختيار التنظيم لهذا الوقت دون غيره.
المنطقة التي تغلي في مرجل المخططات الإيرانية لم يكن ينقصها غير داعش لتعلن إيران عن نفسها كقوة عظمى. رغم أن الشبهات تدور حول علاقة الإخوان المسلمين بإيران إلا أن ما قدمته داعش لها كي تعزز قبضتها على الأرض العربية يفوق في خطورته الموقف المتساهل للإخوان المسلمين وإن شمل تبادل العلاقات الدبلوماسية معها.
العلاقة بين إيران وتنظيم داعش في العراق وسوريا وربما اليمن حصاد منجزات لكلا الطرفين بغض النظر إذا كانت هذه العلاقة طفيلية قائمة على استغلال إحداهما لإستراتيجية الآخر أو تبادل منفعة ضمن لقاءات غير معلنة. بارتكاب المجازر والتعويل عليها إعلاميا تخلق داعش بيئة دسمة للصراعات الطائفية في المناطق التي تسيطر عليها وفق سيناريوهات مكررة لإنسحاب الجيش تاركاً سكانها بين سندان التكفيريين ومطرقة المليشات التابعة لإيران بحجة تحريرها.
لكن ماذا كانت الغاية من نشر فيلم لمجزرة كادت دمائها أن تجف؟ هل أراد التنظيم استفزاز الحقد الطائفي في نفوس الشيعة للانتقام من السنة وخلق فتنة تدفع بسنة العراق باتجاه التنظيم قبل بدء العمليات العسكرية في الأنبار؟ منذ احتلاله للمدينة والتنظيم يعاني من أزمة انعكست بوادرها على تغيير نهج سياسته فيها.
في لقاء له على قناة التغيير قال الشيخ علي حاتم السليمان أمير عشائر الدليم بأن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ ينسحب من بعض المناطق في الأنبار ويسلمها لأبناء العشائر، كما أن التنظيم صار يتقبل الطرف الثاني ليحكم معه على الأرض. المعروف عن الشيخ علي الحاتم رفضه لتواجد داعش في الأنبار ورفضه دخول المليشيات التابعة لإيران إليها. الأنبار التي يبلغ عدد سكانها المليون وتسع مئة ألف نسمة معظمهم من الدليم المحاربين كان احتلالها أشبه بفخ للتنظيم بسبب مساحتها الكبيرة. من الصعب على تنظيم في طور التكوين، يستهلك موارده البشرية في حرب مفتوحة، احكام السيطرة عليها.
لن تكون معركة الأنبار سهلة وسريعة لأن نتائجها تتوقف على الطرف الذي سيفوز برجالها. تجاهل قبائل الأنبار للحشد الحكومي ومبايعة تنظيم داعش يعد مغامرة مجهولة نتائجها، والقتال مع حكومة لم يتخذ رئيس وزرائها لحد الآن قرارات حاسمة تميزه عن سياسة سابقه بالتأكيد سيثير قلق ومخاوف العشائر على الحقوق التي لأجلها ثارت واعتصمت.

الفوز برجال الأنبار
” والله أنهم من الحيوانات وأتقرب بقتلهم لربنا سبحانه وتعالى”.
جملة أطلقها احد أفراد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للكاميرا وخلفه شاحنة محملة بأسرى قاعدة سبايكر الجوية في تكريت الذين تحولت عملية قتلهم العام الماضي إلى مجزرة تُضاف إلى جملة المجازر التي ارتكبها التنظيم في المنطقة.
كان المشهد من فيلم نشره التنظيم قبل يوم من إعلان قيادة العمليات العراقية المشتركة عن بدء عمليات تحرير الأنبار. ولأن جميع ضحايا المجزرة من الشيعة الذين سالت دمائهم على أرض سنية، سؤال يفرض نفسه عن سبب اختيار التنظيم لهذا الوقت دون غيره.
المنطقة التي تغلي في مرجل المخططات الإيرانية لم يكن ينقصها غير داعش لتعلن إيران عن نفسها كقوة عظمى. رغم أن الشبهات تدور حول علاقة الإخوان المسلمين بإيران إلا أن ما قدمته داعش لها كي تعزز قبضتها على الأرض العربية يفوق في خطورته الموقف المتساهل للإخوان المسلمين وإن شمل تبادل العلاقات الدبلوماسية معها.
العلاقة بين إيران وتنظيم داعش في العراق وسوريا وربما اليمن حصاد منجزات لكلا الطرفين بغض النظر إذا كانت هذه العلاقة طفيلية قائمة على استغلال إحداهما لإستراتيجية الآخر أو تبادل منفعة ضمن لقاءات غير معلنة. بارتكاب المجازر والتعويل عليها إعلاميا تخلق داعش بيئة دسمة للصراعات الطائفية في المناطق التي تسيطر عليها وفق سيناريوهات مكررة لإنسحاب الجيش تاركاً سكانها بين سندان التكفيريين ومطرقة المليشات التابعة لإيران بحجة تحريرها.
لكن ماذا كانت الغاية من نشر فيلم لمجزرة كادت دمائها أن تجف؟ هل أراد التنظيم استفزاز الحقد الطائفي في نفوس الشيعة للانتقام من السنة وخلق فتنة تدفع بسنة العراق باتجاه التنظيم قبل بدء العمليات العسكرية في الأنبار؟ منذ احتلاله للمدينة والتنظيم يعاني من أزمة انعكست بوادرها على تغيير نهج سياسته فيها.
في لقاء له على قناة التغيير قال الشيخ علي حاتم السليمان أمير عشائر الدليم بأن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ ينسحب من بعض المناطق في الأنبار ويسلمها لأبناء العشائر، كما أن التنظيم صار يتقبل الطرف الثاني ليحكم معه على الأرض. المعروف عن الشيخ علي الحاتم رفضه لتواجد داعش في الأنبار ورفضه دخول المليشيات التابعة لإيران إليها. الأنبار التي يبلغ عدد سكانها المليون وتسع مئة ألف نسمة معظمهم من الدليم المحاربين كان احتلالها أشبه بفخ للتنظيم بسبب مساحتها الكبيرة. من الصعب على تنظيم في طور التكوين، يستهلك موارده البشرية في حرب مفتوحة، احكام السيطرة عليها.
لن تكون معركة الأنبار سهلة وسريعة لأن نتائجها تتوقف على الطرف الذي سيفوز برجالها. تجاهل قبائل الأنبار للحشد الحكومي ومبايعة تنظيم داعش يعد مغامرة مجهولة نتائجها، والقتال مع حكومة لم يتخذ رئيس وزرائها لحد الآن قرارات حاسمة تميزه عن سياسة سابقه بالتأكيد سيثير قلق ومخاوف العشائر على الحقوق التي لأجلها ثارت واعتصمت.