23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

ما من حدث يعصف بالعراق إلاّ ويقف خلفه قرار أمريكي وإرادةٌ أمريكية لإستثماره من أجل الانتخابات الامريكية المرتقبة ويقيناً أن ما يجري اليوم في العراق لم يتأتى حباً بالعراق أو العراقيين ولكنه يندرج ضمن قاعدة ( كلُ شيءٍ مباح في الحرب) لذا فإن التوقعات أن معركة الفلوجة ستكون سهلة لأن مقاتلوا (تنظيم داعش) انسحبوا بناءاً على الأوامر الأمريكية الصادرة على أن يتم ترك بعض مفارز التنظيم ممن غُرر بهم ولم يعد هناك من خط رجعة لهم  ليقاتلوا ثم يقتلوا لتكريس الفوضى الخلاقة بــ (تحرير الرمادي) بعد تدمير 80% من المدينة وإشغال أهلها بثارات ودماء ربما تمتد لثلاثة أجيال أو يزيد ، وما يعزز وجهة النظر هذه ما حدث في قضاء الرطبة حيث إنسحب كل مقاتلوا التنظيم بإستثناء خمسة من المقاتلين آثروا البقاء والقتال حتى الرمق الأخير وهذا ما حدث وسط تسريبات بتفاوض أطراف الصراع بصورة مباشرة أو غير مباشرة ولعلها صفقات مادية تم إبرامها فتم تحرير الرطبة بسهولة وسلاسة وصولاً إلى منفذ طريبيل الحدودي ، ليأتي (تحرير الفلوجة) بتدمير المدينة حيث أزفت ساعة نهاية دورها الذي إمتد لأكثر من ثلاثة عشر سنة في مسرحية دموية تخيم عليها الويلات والثبور والآهات والمآسي …. ولصرف الأنظار عن التداعيات التي عصفت ببغداد إثر الإقتحام الثاني للمنطقة الخضراء الذي راح ضحيته مايقارب 500 جريح وأربعة شهداء إرتفع العدد لاحقاً بسبب وفاة بعض الجرحى ، وليتم أعتقال الناشطين في تحريك التظاهرات التي يتزعمها أتباع التيار الصدري الذي يشكل السواد الأعظم من الفقراء والمعوزين حيث أصبحت التظاهرات كابوساً يؤرق المنطقة الخضراء التي يسعى ساستها (بحسب التسريبات) لإعتبار (سرايا السلام) الجناح العسكري للتيار الصدري منظمة إرهابية … وبالعودة إلى معركة الفلوجة التي ستسهم في توحيد إلتئام الصف السياسي لأحزاب حكومة المنطقة الخضراء بعد الشرخ الذي أحدثه إقتحام البرلمان والحنق الذي يملئ صدور الشارع المنتفض على المحاصصة والفقر والفساد …  الفلوجة تم قرار تدميرها لإنتهاء مفعول صلاحيتها وكعقوبة أمريكية للانتقام والثأر لجنودها ومستشاريها الذين تم قتلهم  في الفلوجة خاصة والعراق بشكل عام رغم أن قتلهم كان ( بأوامر أمريكية) فالتضحية بالجزء تجعل أميركا تربح الكل وتجني ثمار ذلك على مختلف الأصعدة والإتجاهات … ..وربما حان الوقت لاختيار مدينة جديدة و دماء جديدة ليأتي دور مدينة (الموصل وباقي مدن محافظة نينوى) حيث تعتبر الموصل الحصان الأسود في سباق الإنتخابات الأمريكية المحمومة  ويقيناً ستكون آلة الإعلام الأمريكي تدور رحاها الدراماتيكية كالتالي : سوف تعلن أمريكا انها قتلت خليفة داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي … وهو تكرار لسيناريو قتل زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن … ثم يتم الإعلان عن تولي إسم جديد في عالم التطرف الإسلامي … حيث سيعمد المُختار الجديد على تغيير إسم دولته إلى إسمٍ جديد ومؤكد سيكون غير داعش …. ليقوم الخليفة الجديد بإعلان حدود دولته الجديدة بعد أن يتم إعلان الإتحاد بين مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية …. وهنا سيتبادر السؤال عن تجهيز وتسليح هذه الدولة الإفتراضية… ؟  ما نرجحه أن تجهيزاتها ستكون أقوى مما كان عليه الأمر مع تنظيم داعش حيث سيتم تجهيزها بطائرات مسيرة وعمودية وربما مقاتلة  وتعزيز قدراتها بالسلاح الكيمائي بحيث سيكون من الصعوبة ان تحررها الجيوش التقليدية في العراق وسوريا ولبنان وحشودها ذات الولاءات المتعددة …ولعل أموال دول الخليج وترسانة الإسلحة التركية ستدعم هذا الوجود لمصالح تفرضها المعطيات المستجدة على أرض الواقع وسط مباركة الدول المهيمنة على مصدر صنع القرار ومحور رسم السياسات في الشرق الأوسط هكذ سيولد هذا الثالوث بمباركة أمريكا و الإتحاد الاوربي والصمت الروسي المطبق وتململ دول الجوار الإقليمي …..