مضى على حرب المالكي على الانبار أكثر من أربعة أشهر ،دون أن تستطيع قوات المالكي المكونة من أربع فرق عسكرية عدا الميليشيات ومشتقاتها ،أن تحقق أي نصر هناك ،وبقيت الفلوجة عصية على المالكي وقواته ،مثلما عجز المجرم بوش وقواته الغازية أن ينال منها وهزم فيه هو جيشه شر هزيمة بعد أن أثخنت قواته بالجراح ،واليوم يكرر المالكي نفس خطأ المجرم بوش ،ويطوق الفلوجة بجيشه المنهار ،عسى أن يحقق ولو نصرا كاذبا يشفي به غليه على هذه المدينة الباسلة ،التي أذلت الأمريكان قبله،لذلك استخدم جيش المالكي جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق هذا الهدف ،فهل يتحقق له ،فهو استخدم التهديد والتلويح بالحرب عليها ،عندما وصفها( بالفقاعة والنتنة وانتهوا قبل أن تنهوا) ثم استخدم اللغة الطائفية لتحريض الطرف الآخر ضد أهل الانبار فقال ( الحرب بين أنصار الحسين(ع) وأنصار يزيد ) او بيننا بحر من الدم ،ولم يرف لأهل الانبار جفن ولم تهزهم لغة التهديد الطائفي الأجوف ،وعندما لم تنفع لغة التهديد ونفعت مع قسم رخيص منهم لغة الترغيب والتحقوا بقافلة المالكي مثل أبو ريشة ومحافظ الانبار وغيرهم ،قام بالتحشيد بحجة الحرب على داعش في الانبار،وذهب الجيش لمقاتلة داعش في الصحراء ،ولما وقع جيشه في كمين قتل على أثره قائد إحدى فرقه العسكرية ،استدار مهزوما إلى أهل الانبار ليحاربهم ،وهكذا أوقع نفسه عنوة في حرب خاسرة فيها كل الأطراف لان الدم الذي يسيل هو عراقي ،والرابح الأكبر من هذه الحرب أعداء العراق أمريكا وإيران ،وهاهو يغرق في مستنقع الانبار والفلوجة ،ويقدم أكثر من سبعة آلاف عسكري قتيل و17 ألف جريح ،مع مئات الهمرات والدبابات وعشرات الطائرات التي تحطمت وخرجت من المعركة ،مع انهيار كامل لقواته وفرارها من ارض المعركة كما اعترفت بذلك صحيفة الواشنطن بوست اكبر واهم الصحف الأمريكية ،ثم يقدم على صفحة أسوأ من الأولى ألا وهي إغراق المدن بالمياه وتدمير مئات القرى والاقضية والمدارس وغيرها وتهجير مئات الألوف من العوائل لإفراغها من أهلها وتدمير مزارعهم وبساتينهم ويكرر هذه الأعمال العدوانية جيشه المنهار الهارب من معركة الفلوجة لتحرق قوات سوات(البطلة) مزارع وبساتين ديالى كصفحة من صفحات الإبادة الجماعية بالأرواح والأموال والحرث والنسل كإبادة جماعية واضحة اعترفت بها منظمة حقوق الإنسان والمنظمات العالمية بأنها حرب إبادة جماعية(تهجير وغرق وحرق المدن على أهلها ) ،وبالرغم من كل هذه البطولات (بأكذوبة القضاء على داعش)،لم تستطع قوات المالكي أن تدخل ولو شبر واحد ارض الفلوجة ،واليوم تجيء الصفة الأسوأ بتاريخ حكومة المالكي وجيشه المنهار ،وهي صفحة إلقاء البراميل المتفجرة على مدينة الفلوجة تحديدا ،بعد قصفها بالراجمات والصواريخ والطائرات،وعندما نحلل هذا العمل الإجرامي المحرم دوليا ،نرى إن نظام بشار الأسد يقصف المدن السورية بالبراميل وبالكيماوي وغيره من السلاح المحرم دوليا ،وهكذا يستخدم المالكي نفس الأسلوب الإجرامي بالقتل لان مصدر البراميل ومخططها تقف وراءه إيران وحكامها القتلة ،ونذكركم ،ما صرحت به إدارة مطار الموصل بان طائرات عراقية نقلت أسلحة كيماوية من سورية إلى إيران وهبطت في مطار الموصل (تم إيقاف العمل في المطار لثلاثة أشهر بحجة الوضع الأمني) ثم فتح المطار بعد ثلاثة ايام فقط ،بعد انا نهت الحكومة نقل الأسلحة الكيماوية السورية إلى أماكن آمنة في إيران ،واليوم تستخدم كبراميل متفجرة على الفلوجة وأهلها ،بتوجيه ودعم وإشراف خبراء إيرانيين من الحرس الثوري الإيراني كما صرح بذلك أكثر من مسئول ايراني في الحرس الثوري،وربما تستخدم في هجومها المرتقب على الفلوجة سلاحا كيماويا محرم دوليا كما استخدمه النظام السوري في غوطة الشام وهذا ما حذرت منه جهات دولية ،لديها معلومات مؤكدة عن نية المالكي استخدام الكيماوي المحرم في معركته الأخيرة في الفلوجة خاصة بعد الخسائر الهائلة والهروب الكبير لقواته هناك ،لذلك وبعد الانكسار وهزائم الجيش في أكثر من مكان في العراق ديالى وصلاح الدين ونينوى وكركوك ،دخلت إدارة اوباما على خط معركة الفلوجة بوصفها بؤرة التحدي وعنوان الكبرياء العراقي ،فأرسلت قائد القوات الأمريكية لويد اوستن إلى بغداد مع وفد عسكري كبير لمعرفة أسباب انهيار جيش المالكي وعدم استطاعته تحقي نصر في الفلوجة ،بالرغم من الأسلحة والطائرات والعتاد التي زودت بها إدارة اوباما المالكي تنفيذا لاتفاقية أمريكا –المالكي الأمنية ،فاجتمع اوستن مع رئيس مجلس النواب ومع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ،وخرج لنا بتصريح واضح الأهداف والمعالم (انا دارة اوباما مع تسليح ودعم جيش المالكي حتى القضاء على الإرهاب في الانبار والفلوجة وغيرها) إذن المعركة لم تعد مع المالكي وجيشه ،وإنما مع أمريكا وإيران ،وان المالكي وجيشه هم منفذون فقط لتوجيهات ومخططات أمريكا وإيران في العراق للقضاء على ما يسمى داعش الأكذوبة الكبرى التي انطلت على الآخرين وصدقوها ،ولكن فضحتها الوقائع ونتائج المعارك في الانبار ،واعترافات جهات دولية ومحلية وشهود العيان أن داعش،ما هي إلا صناعة أمريكية –إيرانية (قبل ايام اعترفت جهات عسكرية بان سيارات داعش40سيارة مسلحة بمقاتليها عبرت إلى سوريا أمام أعين ورعاية جيش المالكي؟؟؟)،المعركة الآن في الفلوجة هي معركة أمريكية- إيرانية ،(لتصفية حسابات) كما أسموها مع الانبار وتحديدا الفلوجة ،هل فهمتم لماذا المعركة الأخيرة هناك ،إذن هي لتصفية الحسابات ،وأية حسابات يا ترى ،فلكل طرف له حساباته التاريخية مع الانبار والفلوجة ومن زاويته يقاتلها ،فمنهم من بينه وبينهم (بحر من الدم ) ومنهم من يعاقبهم على حرب ألثمان سنوات ، ومنهم من يصفي حسابه معهم في غزوه الأخير على العراق ،عندما أذلت جيشه الفلوجة وأرغمته على الفرار بعدما مرغت انفه بتراب الفلوجة ،فلا غرابة إذن من تصفية الحساب وهو الشعار الذي رفع الصهاينة عام1993 في حربهم على لبنان ،هل عرفتم الآن لماذا يضرب المالكي الفلوجة بالبراميل المتفجرة ،ولكن ليس مهما ان يضرب اهل الفلوجة بالبراميل او بالراجمات او بالصواريخ والطائرات والكيماوي وغيره،ولكن كل معركة عسكرية تقاس بنتائجها ،فهل يستطيع المالكي وأسياده في واشنطن وطهران من تحقيق نصر مزيف على الفلوجة ،رغم الالة العسكرية الهائلة التي تطوق الفلوجة ومشاركة الميليشيات الإيرانية والطائرات الأمريكية ،بالتأكيد الجواب تخبركم به الفلوجة نفسها وأبطالها الذين يسطرون أروع المواقف البطولة في مواجهة الآلة الحربية الأمريكية الإيرانية ،لأناس لا يملكون غير سلاحهم التقليدي وإيمانهم بعدالة رسالتهم ودفاعهم عن أرضهم وأعراضهم ضد طغاة متجبرون ،يحاربونهم ليس لأنهم من داعش وأخواتها ولكنهم لمواقفهم وبسالتهم وعدم خضوعهم للغزاة وعملائه، الفلوجة لم تلتفت الى براميل المالكي ولن تلتفت ،فهي ماضية في مواجهة الباطل كله أمام الحق كله ،لأنها تدرك كما يدرك كل العراقيين إنها ليست معركة الفلوجة وحدها وإنما معركة كل العراقيين الشرفاء ممن لم يرتضوا بالذل والهوان والخنوع أمام الجبروت والطغيان الامريكي-الإيراني ،فأهل الفلوجة أطلقوها صرخة مدوية بوجه الطاغوت والدكتاتورية لا نخاف براميلك الرخيصة وهم الآن يواجهونها بكل شرف وتحد لأنهم يعلمون أن النصر لا يصنعه الجبناء …ولا تصنعه البراميل المتفجرة ….؟إنها الفلوجة ولا فخر ………..