18 ديسمبر، 2024 10:00 م

رثائنا لعراقنا في رحيل شاعرنا

رثائنا لعراقنا في رحيل شاعرنا

في مجرى حياتنا يعتصرنا الألم لفقدان احبائنا ولكن ما حالنا في مَنْ احبنا كلنا كأبٍ وأخٍ لنا… يحس بآلمنا… ويشاركنا مصابنا وفرحنا ويحكي للعالم عنا بقلبه ثم بلسانه شعراً ينزف دماً بكل معاناتنا… إنه شاعرنا المحب لعراقنا…

ما بالك وقد اوكلت لنفسك الإحساس بكل تلك الأحزان! هل لقلب إنسان القدرة على مقاومة هذا الكم مِنْ الآلام… نعم للذي عاش وتشرب بمحبة الأوطان فيضٌ مِنْ المشاعر التي لا تحتمل الكتمان ولكن مهلك على قلبك الذي لم يقوى على حمل احزان كل إنسان في عراقك الذي يبكيك حزناً على مدى الأيام.

كيف لنا أن ننسى ذلك الصوت الذي يصدح بلهجتنا التي احبها كل أخواننا في بلاد جوارنا، يحكي عن جوارحنا في بعدنا عن وطننا وهو يلقي شعره مِنْ قلبٍ عراقنا… كان يسافر بقلبه لكل بلدان مهجرنا ويسألنا عن حالنا ولم ينتظر ردنا لأنه أباً لنا ويعرف الألم الذي يعتصرنا… فيستنطق حزنا بشعرٍ يخاطب وجداننا ودموعٍ تحكي عن حبنا لوطننا بلسان شاعرنا…

يا ابا حيدر لقد آلمتنا برحيلك عنا… لقد عقدت العزم أن تحكي وتبكي كل أحزاننا وكان قلبك يناديك: ‘لا تثقلني بكل تلك الآلام.. رويدك! لن أقوى على ذلك يا إنسان!’ لكنك قلت كيف لي أن أعيش ولا أشعر بكلِ عراقيٍٍ وأن اكون له الأب والأخ شاعراً يحكي بكلِ ما يخالجنا مِن أحزان…

رحلت عنا ولكن لا زال صوتك يصدح في مسامعنا شعراً في حب بلدٍ بكيته في حياتك وبات يبكيك في غيابك عنا…

قبل سنين خلت… رثينا شاعراً وافاه الأجل وهو بعيدٌ عن عراقنا وقلنا: عزاءنا لمن فارق الحياة وهو بعيد عن عراقنا… نم هنيئاً… لاتحتاج إلى نُصبٍ يُخّلد ماضيك المجيد. إن ذكراك ستبقى نوراً لإجيالٍ وإجيالٍ به تستضيئ… “ياعراق… هنيئاً لمن لايخونك”… ستبقى لنا نوراً في مسار دربنا في غدنا الجديد.