23 ديسمبر، 2024 5:18 م

الفلسفة في بلاد الحصحصة

الفلسفة في بلاد الحصحصة

الفلسفة هي العثور على قط أسود في الظلام…والفلسفة هي إقناع الناس أن واحد أخرس گال لواحد اطرش أن أعمى گال له أنه شاف واحد بلا إيدين يريد جر واحد أصلع من شعره.
والفلسفة هي رؤية العلة.. وإحنا والعلل ما شاء الله…حتى رياض أحمد يگول ” الهوى علل” …ووكلنا كبرنا على سؤال : علل..لماذا؟ إللي ما چان أكو إمتحان نصف السنة ولا آخر السنة ولا البكالوريا ما بيه سؤال علل…كبرنا مع العلل والتعليل والمعلول والمعتل.
يعني محتاجين فلسفة حتى نفتهم راسنا من رجلينا…ونفهم الفلم إللي جاي دا نشاهده غصبن علينا…سبحان الله…هسة ندري ماكو كهرباء لعد هذا الفلم شلون دا ينعرض طول هاي الفترة، شنو شادين بطارية لو سينما دا تشتغل على التبن ؟؟
المهم..تفاجأت كلش هواية وآني دا اشوف خريجات وخريجين قسم الفلسفة في جامعة المستنصرية من سنة 2003 ولغاية 2010..مئات من الشابات والشباب تخرجوا من قسم الفلسفة مشبعين بنظريانت كانط وشوبنهاور وهيگل ونيتشه وماركس وسارتر وفوكو، بس وين راحوا؟ هذولة حالهم حال خريجي قسم الفلسفة قبل 2003، مثل ما گال واحد مسؤول بوزارة التخطيط بالزمانات…گال ما نعرف وين نعين واحد متفلسف لو وحدة دا تتفلسف…للمتفلسف ماكو غير لو يصيرون جابي مال باص، لو قارىء عداد الماي و الكهرباء لو أبو البريد قبل إختراع الإيميل والانترنت، و المتلفسفة ماكو بالتعيين المركزي غير مسؤولة عن عد الصناديق في مخازن الأسواق المركزية…هاي بالزمانات قبل ما تصير الأسواق المركزية بس توزع بطاريات قلم لو لبسان أبو اللاستيك إللي يفلت بعد عمليتين في الحمام.
من جامعة وحدة هي المستنصرية – بغداد، تخرج 360 طالب وطالبة من كلية الآداب- قسم الفلسفة من 2003 ولغاية 2008، بعز سنوات إرتفاع مؤشر طيحان الحظ بالعراق متجاوزا المستويات التاريخية لبورصة المعيشة والحياة، وبحسب التعريف ببداية هاي الصفحة، ولا باقر صولاغ من چان وزير التخطيط ولا علي بابان همين من صار وزير التخطيط گدروا يستفادون من هذولة لرفع مستوى إقناع الطرف الآخر بقبول راي الطراف المقابل للوصول إلى حل يرضي الاطراف كلها، لان بحسب التعريف ببداية هاي الصفحة، الفلسفة هي الإقناع، وظلينا لحد هاي الساعة ماكو واحد مقتنع باللاخ، لا برأيه ولا بچهرته ولا لبسه ولا قناعاته السياسية أو الدينية، وكل واحد شايف نفسه فوگ التلة والبقية جوا، لان هو البعير الوحيد إللي عرف يصعد التل، وتورط وظل هناك بس ما يريد يعترف أنو دا يحتاج مساعدة حتى يجي واحد وينزله، ودا يكابر يظل فوگ التل حتى يموت من الجوع والعزلة.
كل هذولة الخريجين كانوا مشاريع فلاسفة لو أكو واحد يفتهم الفلسفة، فلسفة حلول، كانوا مشاريع فلسفة حلول للصناعة، للتعليم، للإجتماع والإقتصاد. وللعلم بجانب خريجي فلسفة أكو نفس العدد أو أكثر خريجي الانثربولوجيا، وبعدنا حالتنا طيحان حظ، بلد أكو بيه قسم أكاديمي لتعليم الفلسفة والانثربولجيا، وكل واحد بعده دا يتصور أنو صوته هو أجمل الأصوات ولازم الكل يسمعوه، حتى لو هو من فصيلة أبو صابر ومختوم على گصته (مثل گصة علي الشلاه) انه من أنكر الأصوات ! خريجي الفلسفة كانوا ممكن يصيرون مسشتارين – أي شباب مستشارين بآراء شبابية جريئة لقيادة البلد لتقبل التغيير والتعامل وي القادم الجديد بوضع آليات فلسفية للتعامل مع الصدمة، بس المصيبة كل واحد إجى من برة وشاد حزام (دكتور) وما راد يعترف بالشباب في قيادة التغيير، هم يگولون العراق الجديد بعد 2003، بس يصرون على قيادة الجديد بأسلوب قديم، مثل قيادة سيارة فيراري ببنزين مال مصفى الدورة إللي تصمم وأنبنى سنة 1955، إذا تريدون ننطلق ونكشخ گدام الناس بفيراري، خلونا نفولها بنزين يناسب فيراري، وإذا مصرين على بنزين مصفى الدورة مال 1955، خلونا  وي لادا لو موسكوفيج لو سكودا، لو حتى فيات بولسكي إللي عبالك جايب علبة شخاط وشاد عليها أربع چروخ!
يا جماعة إحنا العلة لازگة بينا وبوزاراتنا واحزابنا وسياسيينا، الكل محتاجين فلسفة، وكل وزارة محتاجة قسم الفلسفة لتحليل المشاريع ووضع الخطط Planning and Analyzing  ، وكل حزب محتاج إلى خريجي فلسفة مستقلين ..مو منظري نفس الحزب إللي مشبعين بالشعارات ويبيعون كلام للناس هذولة شغلتهم تعبانة من منيف رزاز وإلياس فرح لحد حسن السنيد ومحمود ئوصمان، نحتاج الاحزاب تخطي خطوة جريئة وتحاول تتواصل مع مستقلين ينصحوهم بدون أي مصلحة حزبية أو إنتخابية أو مشاريع إعمار لوزارة الصناعة مثل مال أبو كرار حيدر الملا إللي قبض المقسوم والدهين.
ونحتاج نتغير، كافي القديم، نريد جرأة هذولة العتگ يجون يگولون ترى مدا نفتهم الدنيا بعصر الفيسبوك والآيباد وتويتر، مدا نعرف شنو الإيميل ولا شلون نسوي صفحة تواصل إجتماعي وي الناس، خلوهم ينطون الدور للشباب، نريد ثورة أفكار شبابية جرئية بكل المجالات، في فهم الدين ، والإقتصاد، والإجتماع، وتقبل الآخر، وهذولة ما نلگيهم إلا بخريجي قسم الفلسفة.
أما إذا ظلينا عالقديم، ترى إذا چانوا الأزلام سووا خريج الفلسفة قاري عداد الماي والكهرباء، فأعتقد بهالوكت، خريج الفلسفة ما راح يلگي غير شغلة قاري مقام…وموال…تعلل قلبي…فالهوى علل !
[email protected]