عندما يغيب الضمير ومخافة الله تفقد وأموال السلطان يسمع صوت رنينها من الأكياس عندها ينطق اللسان بما يمليه عليه السلطان ويكتب القلم ما يأمر به الحاكم وهكذا يصبح صاحب القلم من وعاظ السلاطين الذين باعوا ضميرهم وعقولهم بحفنة دراهم للملوك ، فيغيروا الحقائق ويدسوا الكذب من أجل الفوز بما تحتويه خزائن السلطان ، لقد شهدت شعوب المعمورة قاطبةً على اغتصاب أرض فلسطين من قبل الصهاينة ، وأثبتت الأدلة الدامغة على أحقية الفلسطينيين بأرضهم وأصبحت هذه القضية من القضايا التي يدافع عنها كل أحرار وثوار الارض ، وحتى المحتل الصهيوني لم ينكر أن الفلسطيني هو صاحب الأرض من خلال الجلوس مع القيادات الفلسطينية من أجل الحوار ، ولكن عندما كشف زعماء النفط وشيوخ البدو عن وجوههم الحقيقية ونياتهم الشيطانية في بناء علاقات إستراتيجية مع الكيان الصهيوني فقاموا بضرب القضية الفلسطينية وضرب كل من يدافع عن فلسطين وشعبها ونعته بالإرهاب ، بل ذهب وعاظهم من الصحفيين والقيادات العسكرية والحكومية ورجال الدين بمحو أي صلة للشعب الفلسطيني بأرضهم ، وذهبوا بعيداً في الأكاذيب والتزييف من أجل خدع شعوبهم والشعوب العربية والإسلامية عندما بدءوا بتقديم الأدلة الواهية التي تثبت أحقية اليهود بفلسطين ، ولكن الحقائق تبقى تتألق في سواد ظلام الأكاذيب والتلفيق ولا يمكن للمال والسلطان و وعاظ السلاطين ان يغيروها او يخفوها الى الأبد ، نعم يستطيعون خداع بعض الجُهّال والبسطاء من الناس لفترات قليلة من الزمن ، فقد صرحت التوراة وهو الكتاب المقدس لليهود بقدم الفلسطينيين بأرضهم وقد أظهرت نصوصها أن نبي الله إبراهيم عليه السلام وهو الجد الأعلى لليهود والفاصل الزمني ما بينه وبين ظهور تسمية نسله باليهود حوالي 1000 سنة ، أنه كان لاجئاً عند الفلسطينيين عندما هاجر من أرض العراق (أور- الكلدانية) الى أرض كنعان ومن ثم الى مصر نتيجة القحط الذي ضرب ارض كنعان وبعدها عاد الى النقب التي تعتبر أحدى أراضي الفلسطينيين وكان ملك أرض الفلسطينيين (جَرارَ) ، وهذه نصوص الكتاب المقدس (التوراة) ،( وأرتحل إبراهيم من هناك الى أرض النقب وسكن بين قادش وشور وتغرب في جَرارَ …15- وقال ابيمالك (ها هي أرضي بين يديك فأسكن حيثما حَسُنَ في عينيك) …32- ثم قام أبيمالك وفيكول رئيس جيشه ورجعا الى أرض الفلسطيين 33- وبعد ذلك غرس أثلة في بئر السبع ودعا هناك بأسم يهوه الإله السرمدي 34- وتغرَّب إبراهيم في أرض الفلسطيين أياماً كثيرة )… (1) ، فقد أثبتت هذه النصوص بوجود مملكة للفلسطينيين ولها جيش ويحكمها ملك وقد لجيء إليها إبراهيم عليه السلام وقدموا له كل التسهيلات وعاش ما بينهم في أرضهم ايام طويلة وهناك نصوص كثيرة في الكتاب المقدس تثبت بوجود الفلسطينيين قبل اليهود ، علماً أن اليهود أصولهم عراقية تبعاً لأصل جدهم الأعلى إبراهيم عليه السلام وليس من أرض فلسطين ، وولادتهم مصرية حيث هاجر بني الله يعقوب عليه السلام مع أولاده الى مصر عندما اصبح عزيزها ابنه نبي الله يوسف عليه السلام ، وتكاثروا هناك ولم يعرف لهم هذا الاسم أو اللقب باليهود إلا في زمن موسى عليه السلام اي بعد نبي الله إبراهيم عليه السلام كما تنقل أكثر الروايات بألف سنة ، أي قبل الف سنة كان جدهم عليه السلام قد لجيء الى الفلسطينيين وعاش بينهم ، وبعد هذه الفترة الطويلة من الزمن ترك نبي الله موسى عليه السلام ارض مصر هرباً من ظلم فرعون الذي أستعبد بني إسرائيل وعذبهم اشد التعذيب فعبر بهم البحر وذهب بهم الى أرض فلسطين ، ولكنه مات عليه السلام قبل أن يدخل إليها ومن قبله مات أخيه هارون عليه السلام ، فاليهود هاجروا الى فلسطين من مصر التي استوطنوها لمئات السنيين بعد أن هاجر جدهم إبراهيم عليه السلام من جنوب العراق الى أرض كنعان التي كان يقطنها الفلسطينيين ، فلا يمكن لهرج البدو أن يغير حقائق النصوص وجهاد الشعوب ودماء الشهداء وستصبح القضية الفلسطينية القشة التي ستقصم ظهر آل سعود ومن يلوذ بهم من مشايخ النفط وعلماء الوهابية وحُكّام الجور من العرب والمطبلين لهم من عبدة الدرهم والدينار.
(1) التوراة – سفر التكوين 1،15،33،34