18 ديسمبر، 2024 10:44 م

الفلاح العراقي والتسويق الخائب!!

الفلاح العراقي والتسويق الخائب!!

أهم معوق يواجهه الفلاح العراقي هو مشكلة تسويق المحاصيل الزراعية , التي يتعب في رعايتها حالما بالفوز بما يستحقه تعبه من مردودات مجزية , وحالما يبدأ بجنيها , يجد نفسه في محنة تسويقية صعبة تتسبب بتأثيرات نفسية ومادية كبيرة تدفعه إلى عدم التواصل بعمله , فالزراعة تتحول إلى مأساة ومأزق مروّع , لفقدان آليات التسويق اللازمة لتوصيل المحاصيل إلى الأسواق في البلاد وخارجها.
أي أن حلقات توفير الطعام في الأسواق غير فاعلة وبالية ولا قيمة إقتصادية لها , ويقع على وزارتي الزراعة والإقتصاد تأمين وسائل التسويق , من الناقلات المبردة وغيرها من الوسائط الكفيلة بمكافأة الفلاح وتشجيعه على زيادة الإنتاج.
فمجتمعات الدنيا تهتم بالزراعة وتجتهد بآليات التسويق , وتأمين توفير الطعام في منافذه المتعارف عليها من الأسواق التي يتبضع منها الناس.
وعندنا الفلاح يعاني ولا يدري كيف يسوّق إنتاجه , ولا توجد عنده طريقة سوى الذهاب إلى العلوة المحلية التي يجد فيها مئات الفلاحين قد جلبوا بضاعتهم , وتحيّروا في طوابير إنتظار ترهقهم وتصيبهم بالخيبة والإنكسار , حتى يجدوا أنفسهم في موقف عليهم أن يتخلصوا منها بأبخس الأثمان , بل وبدون مقابل أحيانا.
وتصلني صور عن العلاوي وهي متباهية بوفرة الإنتاج الزراعي , حيث طوابير السيارات المحملة بالمحاصيل وكأنها تدعوا للفرح والبهجة , لكنها تثير الحزن والشفقة لأن الفلاح لن يجد مَن يشتري بضاعته.
فالتسويق آلية غير موجودة أو فاعلة وفقا لخطط وبرامج , تؤمّن وصول المنتجات إلى مستهلكيها كما يحصل في مجتمعات الدنيا.
وهذه المشكلة متوارثة عبر الحكومات المتعاقبة وتعقدت مع السنين , ولهذا بقي الفلاح يعاني من تسويق ما ينتجه , وما تفاعلت حكومة وإجتهدت وإنتهجت نظاما تسويقيا صالحا لتوفير المواد الغذائية للشعب في أرجاء البلاد.
فما هي فائدة الزراعة إذا فقد الفلاح قدرات بيع ما تنتجه أرضه؟
وهل سنتمكن من بناء آليات تسويقية تحقق للفلاح ما يستحقه من المردود المالي اللازم لتطوير زراعته وحالته المعيشية؟
يبقى التساؤل محلقا في ميادين الأجيال!!