.. منذ النشئأ الاول للانسان بدأت عملية البحث والاستقصاء وتوجيه الاسئلة الى الطبيعة ومناغاتها رغم بدائيته عن الظواهر الطبيعية والمأكل والملبس والملاذات الامنة .. سمي هذا بالحوار الاول ثم اخذ شكله الطبيعي عندما بانت الحاجة ضرورية لبلورة هذه الحوارات وتحويلها الى قانون عمل وادارة في التنظيم لتلبي الاحتياجات المستمرة الى القوانيين والاليات الضرورية لتنظيم الاعمال الحياتية هنا ولدت الافكار رغم سذاجتها و عدم اعتمادها على اسي علمية وعندما عكف بعض البشر الى الدراسة والتمحيص ظهرت مستنتجات جديدة (( النتاجات الفكرية )) كان الفكر سمة عالية منزهة اغناها الباحثين بالمعلومات الثرة … ولما كانت البشرية بحاجة الى بناء فكري ثابت كأعمدة البناء وله القدرة على مواكبة المتغيرات اذن الفكر يتحمل الصواب والخطأ مادام قد كتبته انامل بشرية وكلما اقترب الفكر من بعض المسميات الصقت به احداها مثلا (( ديني ..سياسي .. علمي .. اجتماعي .. فلكي .. قانوني .. ….الخ )) ليس من الصحيح عندما ينحرف العلم نقول قد انحرف الفكر العلمي بل نقول انحرف العلم وانحرف المتدينون بالدين عن مساره الصحيح اما الفكر فأبوابه مشرعة لاعادة الحوار والتقييم ..فانحراف المسميات وخروجها عن الخط العام او اعتمادها على التشريعات والتفسيرات المنحرفة وقد اكل عليها الدهر وشرب .
سيكون انتاج العقل البشري لاساليب منحرفة اكثر ايلاما ودموية ولا يمكن ايقافه الا من خلال تقديم التضحيات الجسام فولادة السلوك المتطرف سواء كان علميا او اجتماعيا او دينيا سينتج عنه كيان متشرذمة مسخة وما نسميه اليوم بالارهاب الدولي المنظم …و عندما تغزو عقول عامة الناس الخرافة والخديعة والشعوذة وقد البست ثوب الحصانة الالهية هذه ظاهرها مقدس والغاطس منها له غايات واهداف مدمرة ويكون عمر تواجدها اطول .. خاصة اذا ارتكز على ادارة وتنظيم مع تواجد كوادر مدربة ومعدة اعداد على اعلى مستوى لتحقيق الاهداف المرجوة ….حتى الاحزاب الاممية كانت ترى في نظريات مؤسسيها ومعالجتهم لمشاكل عصرهم انموذج خرافيا غير قابل للنسخ والتأويل مما يسهم في خلق طبقة عابدة متوثنة ببغاوية منفذة كجندي في المعركة ….الكارثة الحقيقية والمدمرة عندما يسهم الشخص او الحزب في تلويث الفكر ويحاول عكس الصورة اي ان الخلل ليس بالمبادئ والاساليب او المنهج انما الخلل الحقيقي بالفكر وسوق التبريرات مثلا البيئة رافضة لوجوده وهناك ظلم ومظلوية سواء كانت خادعة او حقيقية هذا يجعل الاتباع يتقوقعون ويفضلون العزلة بأنتظار المخلص مع انتهاج طريق الحقد والخرافة والتعبير عنه بالانتقام وتخريب ما يمكن ان تصل اليه ايديهم وكذلك محاربة النظام بكل الوسائل ..
لكي نبقى في الصورة ذاتها كل من اتى بعد 2003 يحمل عقله وباء العداء للشعب والوطن وهذا ما اشرنا اليه في الخيار الاخير اي حملوا الشعب المسؤولية كاملة عن اخطاء 50 عام كانوا انفسهم سببا مباشرا فيه .. بعيدا عن اسطوانة المؤامرة وتقاذف التهم بين هذه الطائفة وتلك انما جميعهم اجرموا بحق الشعب العراقي ..ومآلت اليه اوضاع العراق لمدة 13 عام يتحمل سيئاته الجميع والشعب الذي سار خلفهم معصب العينين واعاد انتخابهم باصرار المجانين ولازال منبع من منابع تمويل احزابهم وكتلهم بالدعم البشري والدعم المعنوي ..