“تنبأت الماركسية بالمستقبل السعيد، من زاوية النظرية العامة التي وضعتها لتفسير التاريخ، المسماة بالمادية التاريخية، التي جعلت خاتمة مطافها ذلك المستقبل. وتنبأت الأديان، بهذا المستقبل من زاوية البرهنة على وجود قائد معين منقذ للبشرية من المظالم ومخلص لها من المشاكل… وقد سماه الإسلام بالمهدي. والنتيجة بينهما واحدة، وهو الجزم بوجود المستقبل السعيد. وهذه هي نقطة القوة الرئيسية“
هذا ما تم طرحه في الصفحة 9 من كتاب “اليوم الموعود” للشهيد السيد محمد الصدر[1].
ويمكن تحديد ملامح الفكر الصدري بناءا على ما كتبه الصدر بعدد من النقاط هي التالي:
⚫ اولا: اهتم قادة او مؤسسو الفكر الصدر بالماركسية فضلا عن الراسمالية. فقد راجعوا ما كتبه ماركس وانجلز ولينين بدقة بالغة، وقدموا تفصيلا ونقدا في ابرز كتبهم. وهي كالتالي.
▪️ كتاب “اقتصادنا” للشهيد السيد محمد باقر الصدر. وقد راجع فيه راي الماركسيين ضد الراسمالية. ثم قدم اطروحة اقتصادية وسطية بين الاتجاهين. سوف يتم تفصيلها لاحقا.
▪️ كتاب “فلسفتنا” للشهيد السيد محمد باقر الصدر. ويطلق عليه الصدريون بالصدر الاول. وقد راجع فيه راي الماديين عموما والماركسيين خصوصا. ثم قدم اطروحة فلسفية موضوعية. سوف يتم تفصيلها لاحقا.
▪️ كتاب “اليوم الموعود” للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر. ويعتبر هو مؤسس الخط او التيار الصدري. وقد راجع فيه راي الماركسيين بالتفصيل، في موضوع مستقبل البشرية. وامتاز كتابه عن كتب استاذه (الصدر الاول) بوجود اقتباسات نصية من كتب الماركسيين.
⚫ثانيا: ان الاهتمام بموضوع “مستقبل البشرية” هو الشاغل للذهن الصدري. فقد كتب الصدر موسوعة ضخمة تتعلق بمقدمات المستقبل وملامحه، فضلا عن محاضراته وخطبه ولقاءاته.
وقد استمر ولده السيد مقتدى الصدر بهذا الاتجاه، لكونه قائدا للخط الصدري.
⚫ ثالثا: يمكن القول ان الاهتمام بموضوع “المستقبل” هو المائز الابرز للفكر الصدري. بالمقارنة بينه وبين الاتجاهات الاخرى الدينية والاسلامية، فضلا عن الاتجاهات المادية.
فما هي قراءة الفكر الصدر لملامح المستقبل السعيد للبشرية. للحديث بقية.
[1] طبعة هيئة تراث الشهيد السيد محمد الصدر.