18 ديسمبر، 2024 5:25 م

الفكر الصدري/ نهاية البشرية…

الفكر الصدري/ نهاية البشرية…

“ولا دليل على ارتباط فناء الإنسان بفناء الأرض”[1]
هذا ما كتبه الصدر في كتاب “اليوم الموعود”. واعتقد أن مضمونه، هو أهم ما قدمه القلم البشري، حتى الآن. لإن الصدر قد طرح رؤية متكاملة عن مصير البشرية.
ويبدو أن هذا الكلام، قد يؤدي الى إحتمالين، كالتالي:
1️⃣ الإحتمال الأول: فناء البشرية، قبل فناء الأرض.
2️⃣ الإحتمال الثاني: بقاء البشرية، بعد فناء الأرض. وهو الأقوى. وفيه تفصيل.
▪️واعتقد أن الشهيد السيد محمد الصدر، قد قدم للقاريء، إجابات مفصلة لأخطر التساؤلات، و أن ما طرحه الصدر عن “مستقبل البشرية” وانطلاقها لادارة الكون، قد لا يجده الباحث في الفكر المادي ومنشوراته، ولا عند علماء الدين و كتبهم.
▪️ويمكن الإشارة الى مسيرة الفناء البشري، حسب فهمي المحدود، لكلام الصدر، في القسم الثالث من كتاب “اليوم الموعود” وأهم تلك النقاط هي كالتالي:
1️⃣ إن البشرية سوف تتطور، تطورا معنويا، متزايدا، حتى تصل الى مرحلة مثالية (العصمة) واكثر من ذلك. وفيه تفصيل[2].
2️⃣ إن البشرية، بعد وصولها الى مستوى معين (نصاب) من التكامل، تبدأ -تدريجيا-بإدارة الكون.
أي أن المجتمع يصل مستقبلا الى مستوى نوعي غالبي من الوعي والأخلاق، فتنفتح له نوافذ المشاركة في تمشية أمور عوالم أخرى.

وللحديث بقية.

▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] المصدر: محمد الصدر/ موسوعة الامام المهدي//ج4/اليوم الموعود/ طبعة دار التعارف/لبنان/660 وجاء ما نصه:
. وإنما يتوجه الاشكال – شكليا – بالنسبة إلى المستقبل ، كما سمعنا في الاعتراض . وهنا نستطيع القول انه لا يمكن إقامة الدليل (العلمي ) على طول عمر البشرية في المستقبل . فان العلم قد يتوصل إلى طول عمر الأرض أو المجموعة الشمسية وتعيين زمان فنائها . إلا أن هذا لا يشمل الإنسان ، ولا دليل على ارتباط فناء الإنسان بفناء الأرض . فان المهلكات الطبيعية والتخريبية عديدة . وان كثيراً من أنواع الحيوان انقرض وبعضها يكاد ان ينقرض ، قبل فناء الأرض والمجموعة الشمسية بكثير . فقد يأتي فيه الزمان الذي ينقرض فيه الإنسان . ومن غير الممكن ان
ويمكن للقاريء الكريم الرجوع لكتاب “اليوم الموعود” او تحميله على الرابط ادناه:

https://t.me/sadr_ideas_nadhim/90

[2] كتب مولانا الصدر في كتاب اليوم الموعود/ فصل التخطيط السادس المنتج لفناء البشرية. اطروحتين تخص مستقبل البشرية. وفي الصفحة 779 (طبعة هيئة التراث) جاء كالتالي:
(1). ان لفناء البشرية أطروحتبن سبق ان ذكرنا في تاريخ ما بعد الظهور ” محتملتين، نذكر مؤداهما فيما يلي :

الأطروحة الأولى : اننا لو سرنا حسب التسلسل الفكري السابق لخصائص ا لمجتمع المعصوم بدون ان نلحظ شيئاً آخر، لأنتج النتيجة التالية :

إن المجتمع ا لمعصوم يستمر في التكامل في تكامل ما بعد العصمة، الذي تصورناه وبرهنا عليه ، طبقا لخطين مقترنين :

الخط الأول : التربية المركزة الذي تمارسه الدولة باستمرار حسب حاجة كل عصر، مما ينتج ان كل جيل أفضل من الجيل الذي سبقه، وهكذا … وان كانت مشتركة في صفة العصمة.

الخط الثاني : المشاركة الكونية المستمرة التي توجد بوضوح بمجرد وجود المجتمع المعصوم وتبدأ بالترسخ والتكثر تدريجاً عاماً بعد عام وجيلاً بعد جبل.

[3] كتب الشهيد السيد محمد الصدر في المصدر اعلاه، عن مشاركة البشر -مستقبلا- في ادارة الكون. وهذا نصه:
“فاذا بلغت المشاركة الكونية نسبة عليا، وأصبحت مائة بالمائة، اندمجت البشرية بالكون العام واستنفدت أغراضها عن وجه هذه الأرض … وقد يكون التعبير الاسلامي بالملائكة صادقاً إلى حد كبير . ان الجيل الأخير يصبح كله كالملائكة تماماً، لا حاجة لهم بالبقاء على سطح الأرض، وإنما لهم الشوق الكامل إلى المشاركة في بناء الكون وانجاز أهدافه من زوايا أعظم وأهم. وبذلك يحصل الانفصال بين الأرض والبشر.
▪️وحسب فهم الكاتب للبيان الصدري (كلام الصدر) فإن البشرية تتعرض لعملية “إعادة تدوير” للفاشلين. فالانسان الفاشل، يعيد التجربة، مرارا وتكرار، حتى ينجح، لكن بعد أن يدفع ثمنا باهضا، بسبب عصيانه للحق.
▪️ويبدو ان مفردة “نعيده” فسرها المفسرون بالفناء. بل هو تكرار وليس فناء. وهكذا بقية الآيات. وللشهيد الصدر، حديث في هذا الموضوع، في محاضراته. انظر هذا الرابط:

https://t.me/sadr_ideas_nadhim/95

▪️أما الانفصال عن الأرض، سوف بكون بعد تخرج البشرية من المدرسة الأرضية، ثم انتقال البشر -بسلاسة- الى مدرسة عليا. مما يستوجب اغلاق المدرسة الأرضية، وحذفها من الوجود.