23 ديسمبر، 2024 12:39 ص

الفكر الصدري/ مقارنة مع الفكر المادي..

الفكر الصدري/ مقارنة مع الفكر المادي..

هل يمكن مقارنة الفكر الصدري بالمادية؟
أو مقارنته مع الماركسية والراسمالية؟
أعتقد يمكن الأجابة على هذا السؤال بأكثر من جواب، كالتالي:
⚫ الجواب الاول:
يمكن القول ان “الموضوعية” قد تكون عاملا مشتركا بين هذه الاتجاهات الثلاثة…
ونقصد بالموضوعية هي فهم الواقع.
او هي الاقتراب من الواقع البشري ومحاولة فهمه، او تغييره، وقد يلازم أو ينتج عن ذلك الحراك الثوري لتحقيق التغيير.
⚫ اما الجواب الثاني عن مبرر المقارنة بين الفكر الصدري وهذين الاتجاهين المادية، فهو “دور العقل”.
ويحتاج هذا للنوضيح، كالتالي:
▪️اولا: يمكن القول بوجود عامل مشترك بينهم، وهو “دور العقل” في ثقافة ومتبنيات هذه الاتجاهات الفكرية الثلاثة.
فما هو دور العقل؟
الجواب:
ان الموقف من القضايا اما يكون استنادا الى الموروث فقط، او يدخل العقل عاملا مهما في تحليل القضايا، ثم اتخاذ موقف تجاه تلك القضايا.
لذلك تختلف نسبة التعقل(استخدام العقل) في اتخاذ المواقف تجاه القضايا, من جهة الى اخرى.
▪️ثانيا: يمكن القول ان الادبيات والسلوك عند جهة ما، قد يستند على الاتجاه العقلي في التعامل مع التاريخ والموروث والواقع والمستقبل البشري…
او لا… أي يستند على النص الموروث دون تفكر او إستقراء.
⚫ ويبدو ان المقارنة تحتاج الى توضيح ماهية (ما هي؟) هذه الاتجاهات الثلاثة، ويحتاج التوضيح الى عدد من الملاحظات كالتالي:
⭕ اولا: يمكن القول ان الراسمالية هي واقع وتحصيل حاصل، بعد قيام الثورة الصناعية.. وهي ليست فكرا او نظرية، بل سلوك فرضه الواقع الاقتصادي.
لذلك هي لا تمتلك رؤية عن التاريخ والمستقبل والكون.
اما ما نشأ في ساحتها من افكار “ليبرالية” او “وجودية” وغيرها. اعتقد انها من متبنيات النظام الراسمالي لتلبية حاجات السوق الفكرية، ولمتطلبات ذلك النظام.
واعتقد انه لا يوجد ترابط فكري حقيقي بين الراسمالية وما تنشره او تروج له من سلوكيات وشذوذ.
⭕ ثانيا: ان الماركسية هي فكر معارض للراسمالية. او رد فعل على الواقع الغربي الامبريالي.
او هي محاولة لتقديم بديل عن الراسمالية.
او تنظير لاجل تحقيق العدالة الاجتماعية.
وبالرغم من اهتمامها الاقتصادي ، الا ان الماركسية حاولت الاجابة على اسئلة كثيرة تتعلق بالتاريخ والمستقبل والكون. وانتجت نظرية المادية الجدلية “المادية الديالكتيكية” لتفسير عدد من القضايا، او الاجابة على الاسئلة البشرية.
⭕ ثالثا: الاتجاه الديني الصدري، له مائز، وهو فاعلية العامل العقلي في فهم الدين والاسلام والشريعة. فالمؤسس له هو الشهيد السيد محمد الصدر عالم اصول (علم المنطق) وقبله استاذه الشهيد السيد محمد باقر الصدر. وكلاهما يجد ان للعقل دورا فاعلا واساسيا في تحديد الموقف الشىرعي من القضايا البشرية.
ويرى الصدر ان اهمية “العقل” في الاستنباط، قد فرضته الرسالة الاسلامية (البيان الشرعي) بتركها مساحة للدور العقلي هي “منطقة فراغ” التي تجعل من الاطروحة الالهية (الاسلام) فكرا مرنا يستند على ثوابت عموده الفقري من الايات المحكمات.
ويبدو ان الحديث يحتاج توضيح مفهوم “منطقة الفراغ”.. وما هو المائز الصدري عن بقية العناوين الدينية والاسلامية… وللحديث بقية.