17 نوفمبر، 2024 2:48 م
Search
Close this search box.

الفكر الصدري/ ما وراء المعارضة…

الفكر الصدري/ ما وراء المعارضة…

 ”  أن أئمتنا عليهم السلام ، كانوا يمثلون على طول الخط ، دور المعارضة الاسلامية الصامدة ، ضد خط الجهاز الحاكم الذي يمثل الانحراف عن تعاليم دينها القويم”[1].
ويبدو أن الصدر، قد ترك “منظومة فكرية كاملة” صالحة للميدان، وللقضايا كافة، السياسية وغيرها، ولعقود قادمة، كما عبر هو عن ذلك. ومن تلك المنظومة الصدرية، إطروحة إتخاذ موقف “المعارضة” لإجل الإصلاح والسيادة والإستقلال.
⚫ أهمية المعارضة:
يمكن القول: أن إتخاذ جانب “المعارضة” يجسد فهماً، واعياً، للظروف الموضوعية، الخاصة، والعامة، بمراعاة مصالح عليا، أهمها كالتالي:
1️⃣ الحفاظ على “مشروع الإصلاح الصدري” حتى يتسنى له، توفير الظروف المناسبة للتطبيق.
 أي عدم التضحية به، مقابل مكاسب سياسية، مؤقتة.
2️⃣ أتخاذ جانب المعارضة السلمية، تجنباً للعنف. ولتأسيس قواعد الدولة المستقرة.
3️⃣ رفع المستوى النوعي الغالبي للمجتمع تجاه القضايا الوطنية، فضلا عن الانسانية.
4️⃣ إيجاد أو تخمين، تطورات إقليمية قريبة، لها أثرا في مفردة “الوحدة الوطنية” و “سيادة البلاد”. وفيه تفصيل.
5️⃣ إستشراف أحداث دولية حاسمة. قد تكون عاملا في تحديد مصير الدولة. وفيه تفصيل.
⚫ نتائج المعارضة:
يبدو أن المعارضة “الصدرية” لها أثراً إيجابياً، بإنجاهين، كالتالي:
1️⃣ الإتجاه الأول:
 بلورة “بديل” يؤرق السلطة، لكونه أحق منها، شعبيا، وإنتخابيا. هذا البديل الصدري، المفضل في مجال إدارة البلاد، وجوده -المعارض- قد يجعل السلطة الحاكمة تقف على صفيح ساخن، ويجعلها تحاول العمل لإجل النجاح، وتجنب الفشل، حفاظا على مصيرها، بمقدار وعيها وخبرتها، إن وجدت.
2️⃣ الإتجاه الثاني:
بلورة “مراقب” يدقق في أداء السلطة، ويعترض لإجل الحد من الإنحراف والفساد.

▪️ويمكن القول: أن هذا “الرقيب” قد يتدخل في اللحظات الحاسمة، بما يحفظ للدولة العراقية، أعلى مستوى ممكن، من “السيادة” والاستقلال، والعدالة الإجتماعية.
▪️ويمكن للقارئء اللبيب، أن يعي الأحداث والمواقف منذ 2003 حتى اليوم، من قبل الجهة الصدرية.

وللحديث بقية.

▪️▪️الهوامش▪️▪️

[1] المصدر: محمد الصدر/ موسوعة الامام المهدي//ج1/الغيبة الصغرى/طبعة التعارف/بيروت /ص 21 .

▪️تم اعتماد هذه الطبعة لوجود نسخة رقمية، في الرابط أدناه:

https://t.me/sadr_ideas_nadhim/93

▪️كتب مولانا الشهيد السبد محمد الصدر، حول أتخاذ الأئمة جانب المعارضة، لأسباب موضوعية، ولضمان مصالح عليا، للدولة والمجتمع. وجاء في الموسوعة ج1 ما نصه:

 ”  أن أئمتنا عليهم السلام ، كانوا يمثلون على طول الخط ، دور المعارضة الاسلامية الصامدة ، ضد خط الجهاز الحاكم الذي يمثل الانحراف عن تعاليم دينها القويم ، بقليل أو بكثير . فان الحكم وإن كان قائماً على اسم الاسلام ، ولم يكن الخليفة ليتسنم مركزه الكبير ، إلا باعتباره خليفة الرسول (ص واله) والخلفاء الراشدين من بعده. إلا ان شخص الخليفة، اذ لم يكن قد تفهم الاسلام على حقيقته، أو تشرب روحـــــه و میزان عدله، فكان يمارس الحكم على مقدار فهمه، وأفق تفكيره، مضافاً إلى سيطرة الآخرين على كثير من مراكز الدولة الحساسة، ممن لا يفضلون على الخليفة نفسه، بالوعي والروح ، وليسوا في حال يحسدون عليه من هذه الناحية .

فكان موقف أئمتنا عليهم السلام ، ضد الجهات الحاكمة رأيـــا وتطبيقاً ، موقفاً حازماً صارماً ، مستمداً من حكمة الله تعالى وقوته وتوفيقه . فكان لهم موقفان أساسيان لا ترتاح اليهما الجهات الحاكمة :

الموقف الأول :

مطالبتهم الدائمة ، نظرياً -على الأقل- بمنصب رئاسة الدولة الاسلامية وتولي الامامة في الأمة المرحومة ، وقيام كيان الائمة عليهم السلام في تابعيهم وقواعدهم الشعبية الموسعة ، على ذلك فكان هذا مما يهدد الخلافة الأموية والعباسية في الصميم ، ويقض مضاجع الخلفاء ، ويجعلهم حذرين كل الحذر مما يقوم به الأئمة من أفعال وما يصدر عنهم من أقوال ، ويجعلونهم ، دائما ، تحت المراقبة والاحتياطات المشددة، بما يملك الحكم من سيطرة ونفوذ .

الموقف الثاني :

مما يرجع إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاصلاح في أمة جدهم رسول الله (ص) ، نتيجة للظلم والانحراف والحروب المنحرفة والمصالح الشخصية، التي كانت نافذة المفعول في المجتمع ، والذي خلف – في أغلب فترات التاريخ – بؤسا اقتصادياً وتخلفا اجتماعياً مؤسفاً .

فكان الأئمة (ع) يحسون بواجبهم ، ويشعرون بمؤوليتهم ، بصفتهم الممثلين الحقيقيين لنبي الاسلام (ص واله).

[2]  مولانا الشهيد الصدر يرى أن المجتمع العراقي يحتاج جهة تتولى ترقيته والنهوض به.ويمكن مشاهدة للقاء معه في الرابط أدناه:

https://youtube.com/shorts/F0Fyx2WnuNE?feature=share3

أحدث المقالات