23 ديسمبر، 2024 1:03 ص

الفكر الصدري/ بين الماركسية والراسمالية..

الفكر الصدري/ بين الماركسية والراسمالية..

قد يبدو للقاريء ان المقارنة يفترض ان تكون بين الفكر الديني والفكر المادي، لان الماركسية والراسمالية هما تحت عنوان “المادية”…
ويفترض ان العنوان هو الفكر الديني والمادي…!
فما هو المبرر للمقارنة بين “الفكر الصدري” والماركسي والراسمالي..؟
ويمكن الاجابة على هذا السؤال باكثر من جواب، كالتالي:
الجواب الاول:
يمكن القول ان “الموضوعية” قد تكون عاملا مشتركا بين هذه الاتحاهات الثلاثة…
اي ان هذه الاتجاهات الثلاثة بينها عامل مشترك، هو تحسس مشكلة الواقع البشري.. واحتياجات الساعة.. كيف؟
الجواب: ان هذين الماركسية والراسمالية هما نتاج العقل البشري، ومحاولة لايجاد فهم لمسيرة البشرية وتوجيهها، باعتبارهما حلا للمشكلة البشرية او الاقتصادية اوبديلا عقائديا للتغيير او الاصلاح، هذا كما يعتقده مفكرو المادية…
واعتقد ان هذا الكلام ينطبق ايضا على الفكر الصدري، باستثناء انه يستند على الدين الاسلامي، ويحاول ان يقدم حلا للمشكلة البشرية او الفلسفية او الاقتصادية ويقدم فكرا بديلا للتغيير و الاصلاح، هذا كما يعتقده الصدريون. ويرى كبيرهم الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر ان ما يطرحه بعنوان “الحوزة الناطقة” هو امتداد لما جاء في “صدر” الاسلام.
ويمكن القول ان هذه السطور تعبر عن فهمي الخاص وكل انسان يعبر عن فهمه، اكيدا.
ويبدو ان هذا الفهم يحتاج الى توضيح عدد من المصطلحات والاتفاق عليها، قبل المضي في هذا الحديث. وباختصار هي كالتالي:
▪️المادية: اتجاه فكري يعتقد أن المادة هي الحاكم الأساس في الوجود، ولا معنى غيرها في الوجود. وأن الوعي هو نتاج لتفاعلات مادية.
▪️المثالية: اتجاه فكري يعتبر ان كلا من العقل والوعي هما اصل الوجود، ولهما تخضع المادة. ولا علاقة لهذا الاتجاه بالرسالات الالهية.
▪️الدين: هو المعتقد الذي يتخذه الفرد اساسا لسلوكه ومواقفه. مهما كان ذلك المعتقد، الهي او بشري. لذلك جاء في القران الكريم: لكم دينكم ولي دين. فالاديان هي المعتقدات عامة وليس الاسلام فقط، واعتقد ان اغلب الاديان هي مادية، ولا علاقة لها بالخالق، الا ما جاء به الرسل بدون تحريف.
اما الجواب الثاني عن مبرر المقارنة بين الصدرية والاتجاهات المادية، فللحديث بقية.