18 ديسمبر، 2024 4:46 م

الفكر الصدري / الموقف من العلوم الطبيعية..❗❗

الفكر الصدري / الموقف من العلوم الطبيعية..❗❗

“يحتاج المجتمع العالمي إلى مستوى علمي عميق، وواسع إلى أقصى حد لينال الرفاه المعمق، إلى أقصى حد. تماما كـما قالته الماركسية في طورها الأعلى، وقد وجد الآن بشكل مركز في التخطيط العام”

هذا ما كتبه الشهيد محمد الصدر في كتاب اليوم الموعود، وكان يتحدث عن “التخطيط الإلهي” وكيفية تناغم الحراك الكوني والبشري، لتحقيق الهدف المنشود من الخلق. وفيه تفصيل [1]. فالموقف الصدري من العلوم الطبيعية يستند على فهم او إدراك للعلة الاساس (السبب) لوجود الكون والبشر. وهذا الفرق الاساس بين ما طرحه الصدر، في مقابل ما يطرح في الساحة الدينية، عموما.
أي، أن إتخاذ موقف ديني تجاه “العلوم الطبيعية”يحتاج معرفة بدورها في “التخطيط الإلهي. واعتقد ان الخطاب الديني عموما، يفتقر الى هذا المستوى الصدري العميق في فهم المنظومة الكلية، ومسارها. لذلك استطاع الصدر ان يدرك مقاصد “الماركسية. وقد ناقشها بالتفصيل.[2]
ويمكن القول، ان هذه الأسطر القليلة، لا يمكن ان توضح ذلك. لكنها تسلط ضوءا على ما موجود في الفكر الصدري، وخاصة الموسوعة المهدوية للصدر، وتحديدا كتاب “اليوم الموعود”.
فالصدر استطاع ان يقدم في الموسوعة، خارطة كاملة، تنفع من يمتلك مقدمات علمية وثقافية. واعتقد انها الفرصة الوحيدة، المتوفرة، للباحث عن حقيقة الوجود وفلسفته.
وباختصار، ان الموقف الصدري من العلوم الطبيعية، موقف ايجابي، يرى انها من متطلبات “المستقبل السعيد”. وفيه تفصيل، في الموسوعة.
وللحديث بقية.
▪️▪️الهوامش▪️▪️

[1] كتب الشهيد الصدر الثاني (محمد الصدر) في موسوعته، عن التخطيط الإلهي ودور البشر فيامجاز التخطيط. ويرى الصدر ان العلوم الطبيعية، بنشاطها السلبي والايجابي، تخدم مسيرة التكامل البشري، وتوصل البشرية الى مستقبلها السعيد، الذي يتحقق بقيام الدولة العادلة، بقيادة القائد الإلهي، اي المخلص الموعود.

[2] وفيما يتعلق بموضوعنا، نورد بعض ما كتبه الصدر:

السؤال الثالث: ما الغرض من تعمق هذه العلوم؟!…

يمثل تعمق هذه العلوم مراتب عليا من الفهم البشري العميق للقوانين التي تعبر عنها هذه العلوم. فكل الأغراض التي عرفناها لوجودها موجودة بشكل أعمق عند تعمق هذه العلوم.

ومن هنا يصدق القول: بأن الغرض من تعمقها هو الوصول إلى تعمق تلك الأغراض لأجل البناء التخطيطي نفسه. لا أقل من ان نتصور ان الغرض الأول وهو تسهيل الحياة، لا يكفي فيه المستوى الموجود فعلا من التعمق في هذه العلوم، بل يحتاج المجتمع العالمي إلى مستوى علمي عميق وواسع إلى أقصى حد، لينال الرفاه المعمق إلى أقصى حد. تماما كـما قالته الماركسية في طورها الأعلى، وقد وجد الآن بشكل مركز في التخطيط العام.