18 ديسمبر، 2024 5:26 م

الفكر الصدري/ الموقف من التطبيع ونتن_ياهو…

الفكر الصدري/ الموقف من التطبيع ونتن_ياهو…

“بعد ما شهدته بعض المدن الإسرائيلية من مظاهرات ضد ساستها وسياساتهم، سارع كبير الشر نتن ياهو) إلى اللعب على الوتر الحساس كما يعبّرون.. فأثار العنف في القدس الشريف والأقصى ليتخلص من مناوئيه ومعارضيه”.

هذا ما كتبه الصدر هذا اليوم[1]، معلنا رفضه لإرهاب نتن_ياهو ضد معارضيه من اليهود، فضلا عن الإرهاب المستمر ضد الشعب الفلسطيني من قبل هذا المتعصب. وقد طالب الصدر بإغلاق السفارات الاسرائيلية في العواصم العربية، كخطوة مضادة للتطبيع. وهذا سوف يحصل حتما في الايام القريبة، وفيه تفصيل لاحقا.

ويمكن للقاريء اللبيب، ان يلتفت الى قول الصدر، أي ما نصه:

“فأثار العنف في القدس الشريف والأقصى ليتخلص من مناوئيه ومعارضيه”

فماذا يقصد الصدر بذلك؟

أي هل يستنكر الصدر إرهاب نتن_ياهو ضد الفلسطينين أم ضد اليهود؟

وللأجابة، يفترض توضيح عدد من النقاط، هي كالتالي:

1️⃣ ان الفكر الصدري، ينطلق في مواقفه من ثوابت الإسلام وذوقه المحمدي، الرحماني والرحيمي، وبالتالي، يجد ان مسؤوليته الإخلاقية عامة، تجاه البشر كافة، وخاصة المظلومين. في أي مكان أو زمان.

أي ان الموقف الصدري هو ضد إحتلال فلسطين، وضد جرائم اسرائيل كافة.

ويمكن القول:

أن الموقف هو الى جانب الشعب، المضطهد من قبل الديكتاتور نتن_ياهو، سواءا فلسطيني او مسيحي او يهودي…

2️⃣ إن الموقف ضد نتن_ياهو ليس جديدا، فقد صرح الشهيد الصدر ضده عام 1998.

3️⃣ إن الموقف الصدري ضد نتن_ياهو تحديدا، هو ضمن الموقف العام الرافض للاحتلال.

4️⃣ إن الموقف الصدري الرافض للاحتلال، هو تطبيق لقاعدة “رفض الظلم” و “النهي عن المنكر”.

5️⃣ ان الفكر الصدري، يجد ان السكوت عن الظلم، هو مناصرة للظالم وتشجيع له. وذلك يترتب عليه عرقلة لمسيرة البشرية، نحو مستقبلها الموعود، وفقا للتخطيط الإلهي.

اي ان السكوت عن الظلم، هو ظلم أيضآ. وأن السكوت عن الاحتلال هو تشجيع للمحتل. وأن السكوت عن جرائم اسرائيل، او التطبيع معها، هو تشجيع لها، وبالتالي توريطها في جرائم اخرى، ونشر لسلوكها الإجرامي في المجتمع البشري.

والأخطر هو ان إسرائيل قد أسست لسلوك إجرامي وإرهابي، لم يتم التصدي لهذا السلوك المنحرف دوليا، بالمستوى الرادع. لذلك يتحتم ان ترفع “راية حق” ضدها، بشجاعة وإستقلالية ووضوح. كما حصل في العراق، مع الاحتلال الأمريكي، حيث نجحت “المقاومة الصدرية” في التصدي، بالمستوى الرادع لجنون العظمة والغطرسة عند بوش واتباعه.

▪️ كذلك، أن السكوت على ظلم نتن_ياهو ضد معارضيه، هو ظلم ايضا، لا يمكن السكوت عليه.

أي انه مرفوض صدريآ، لاسباب عقائدية و إخلاقية. لماذا؟

لقد ذكرنا، ان المواقف الصدرية تستند على الثوابت الإسلامية، تلك التي ترى البشرية هم “عيال الله”… وان الأهم هو تأسيس مفهوم “الدولة العادلة”. كما ورد في دعاء “المخلص الموعود”:

“اللهم إنا نرغب إليك بدولة عادلة”

▪️وهذا قد يفسر الموقف االصدري الرافض للتطبيع، كيف؟

إن الوقوف ضد الظلم، هو لإجل تحجيمه.لذلك فان “التطبيع” هو توسيع للظلم. أي أن النطبيع جريمة بحق البشرية كافة، وليس بحق الشعب الفلسطيني فقط. لإنه يؤسس لعرف وذوق منحرف، يضر بالنظام العام.

▪️أي ان مواجهة إسرائيل ورفض التطبيع معها، هو لإجل تحجيم “الظلم” و “العدوان” في المجتمع البشري. وهذا الظلم (الإحتلال) مرفوض، سواءا من اليهود او المسيحيين، او المسلمين، او غيرهم. لماذا؟

إن الظلم والعدوان يعرقل المسيرة البشرية نحو مستقبلها السعيد، الذي نؤمن به، وننتظره، بفارغ الصبر.

6️⃣ الفكر الصدر، يؤمن بضرورة التصدي للظلم، وأن تطلب مواجهة المحتل بأساليبه العسكرية.

7️⃣ هكذا، تعامل الصدر، مع المحتل، في العراق ايضا. بموضوعية، ومسؤولية إخلاقية.

ويمكن التوضيح، هكذا: بدأ الصدر بالمواجهة السلمية في 2003، وتم تنبيه الأمريكان بالرفض العراقي والصدري لبقاء القوات المحتلة. وقد استمر ذلك النشاط السلمي لمدة عام كامل. باستخدام الأساليب الإعلامية المتوفرة. وقد تم ايصال بيانات باللغة الانجليزية للجنود الأمريكان، قبل ان يتحول الصدر الى المقاومة العسكرية. تلك المقاومة المستقلة والشفافة. التي أصرت على الإلتزام بالقيم الإخلاقية، بالرغم من قذارة المحتل.

قال تعالى في سورة القلم في الآية التاسعة ” ودوا لو تدهن فيدهنون “.

أي ان الهدف الأساس من الإحتلال والعدوان هو جر “المؤمن” الى شريعة الظلم والفساد. وتخليه عن منظومة القيم والأخلاق..

كما قالوا هم أن “الهدف يبرر الوسيلة”..

واعتقد أن الصدر قد نجح في جرهم الى شريعة الاسلام، وفيه تفصيل.

▪️ وعلى سبيل المثال، تم اطلاق أسير امريكي، دون مقابل. ودون شرط. ليبين الصدر للٱخر، حقيقة الصراع الحضاري، بين المحتل، والمقاومة العراقية. وللحديث بقية.[2].

▪️▪️الهوامش▪️▪️

[1] النص المكتوب لما نشره الصدر، اليوم، وهو كالتالي:

بسمه تعالى / بعد ما شهدته بعض المدن الإسرائيلية من مظاهرات ضد ساستها وسياساتهم، سارع كبير الشر نتن ياهو) إلى اللعب على الوتر الحساس كما يعبّرون.. فأثار العنف في القدس الشريف والأقصى ليتخلص من مناوئيه ومعارضيه. ومع ذلك، فإن سلسلة الإعتداءات الإرهابية الإسرائيلية ضدّ المقدسات الدينية في فلسطين الجهاد والإباء.. لا بد من وضع حدّ لها.

لذا أقول: إن أول الحلول هو قيام الدول العربية والإسلامية بالإسراع بغلق السفارات الإسرائيلية في الدول التي فيها. سفارة الشر. فإن لم ينفع.. فلا بد من موقف جادٍ آخر. وأخيراً : أسأل الله أن يحمي مقدساتنا ويحفظ أهلنا الأحبة في فلسطين المحتلة كافة ويدفع المخاطر عن المجاهدين فيها.. وتقبل الله جهادهم وصيامهم.. والسلام./ مقتدى الصدر بتاريخ 6/نيسان/2023

[2] اعتذار: لم يسمح المقام هنا لتفصيل الادلة من البيان الشرعي والصدري. او ذكر اقتباسات تدلل على ما ذكرناه من مواقف صدرية.