” أن التخطيط الإلهي لتكامل الكون يوازي قانون الديالكتيك الماركس”[1]
هذا ما كتبه الصدر، عن كيفية تكامل الكون والبشرية. وإطروحة الصدر هي “التخطيط الإلهي” يقدمها تفسيرا للواقع الكوني والبشري، ويقارنها بالديالكتيك والمادية، كالتالي:
“أن التخطيط الإلهي لتكامل الكون يوازي قانون الديالكتيك الماركسي، بصفتهما يمثلان الأسلوب العام لقيادة الكون وتدبيره. وأما التخطيط العام لتكامل البشرية، فهو يوازي المادية التاريخية”.
ولتوضيح الفكرة الصدرية، يمكن الإشارة الى النقاط التالية:
1️⃣ يبدو أن فلسفة “هيجل” قد بلورت فكرة الجدلية (الديالكيتكية) بخصوص الكون. بنظرية وجود، ثم عدم، ثم وجود . او “اثبات – نفي – اثبات ‘،.
ويبدو ان أفكار هيجل، قد كانت مصدر أساس من مصادر فلسفة ماركس… وفيه تفصيل.
▪️وهذا يطابق المفهوم القرآني، الذي يوضحه الصدر في محاضراته[2].
2️⃣ يبدو ان “هيجــل” يعتقد أن الفكر “يتحول إلى مادة، أي ان الطبيعة هي أصلها الفكر.
▪️وهذا يوازي الى حد ما، اطروحات مولانا الصدر. فهو يذكر في محاضراته “شذرات من فلسفة ثورة الحسين” ، إطروحة الكون الملائكي، أي المعنوي. أي أن أصل المادة هو المعنى أو الطاقة. وفيه تفصيل.
3️⃣ بالرغم من الخلاف بين ماركس وهيجل حول أصالة الفكر. أي أسبقية المعنويات على الماديات. إذا يرى ماركس ان الأصالة (الأسبقية) للمادة، وليس كما يرى هيجل.
الا ان الصدر في إطروحة التخطيط الإلهي، بالرغم من إختلافه مع ماركس، لكنه يرى أن الديالكتيك الماركسي، يوازي الى حد ما، مفهوم “التخطيط الإلهي” أي الإطروحة الصدرية.[3]
وللحديث بقية.
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] المصدر: محمد الصدر/ موسوعة الامام المهدي//ج4/اليوم الموعود/ هيئة التراث/ص 522 . قارن مولانا الصدر بين كيفية “تكامل الكون” وكيفية “تكامل البشر” وجاء ما نصه:
” من الواضح ان الخصائص البشرية فردية واجتماعية معاشة للناس وقريبة المنال إليهم بخلاف الخصائص الكونية، فإنها بعيدة عنهم
وأوسع من إدراكاتهم.
فالأساليب المحتملة لتكامل البشرية : كالعلم والدين والقانون ونظريات العامل الواحد: الجنسية أو الاقتصادية، يمكن ان نبرهن على صحة بعضها ونفي بعضها الآخر. وكل أسلوب برهنا على صحته يتعين أن يكون هو الأسلوب الأفضل والتخطيط المتبع لتكامل البشرية .
وكل أسلوب برهنا على زيفه وبطلانه في نفسه، كما أسلفنا بالنسبة إلى المادية التاريخية، يتعين عدم كونها هي السارية المفعول وعدم كونها صالحة للاستهداف .
وإذا أردنا أن نعقد مقارنة بين هذه الأفكار التي قلناها وبين الفهم الماركسي للكون والحياة، وجدنا أن التخطيط الإلهي لتكامل الكون يوازي قانون الديالكتيك الماركسي، بصفتهما يمثلان الأسلوب العام لقيادة الكون وتدبيره. وأما التخطيط العام لتكامل البشرية، فهو يوازي المادية التاريخية بصفتهما يمثلان الأسلوب العام لقيادة البشرية وتدبيرها . وهنا أود ان أشير إلى ان العناصر الثلاثة التي كانت . المغريات ونقاط القوة في الفكر الماركسي، وهي: أولاً : نظرية عامة لفهم الكون كله .
ثانياً : تقديم ن نظرية عامة لفهم التاريخ البشري.
ثالثاً : التنبؤ بيوم السعادة البشرية في المستقبل.
ويمكن للقاريء الكريم الرجوع لكتاب “اليوم الموعود” او تحميله على الرابط ادناه:
https://t.me/sadr_ideas_nadhim/90
[2] يشرح الصدر الآية 4 /يونس ومنها:
… إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ …
ويذهب الصدر الى ان الكون، يمر بالتناوب بين العدم والوجود.
كذلك، يشير الى تكليف الكون كله، او ما فيه، من مخلوقات، وحتى الجمادات. انظر الرابط:
[3] يمكن للقاريء ان يجد تعريف عن قوانين الديالكتيك الأساسية تفصيلا، لكنها بإختصار، نقلا عن موقع الهدف، كالتالي:
1️⃣قانون تحول التبدلات الكمية إلى تبدلات كيفية.2️⃣ قانون وحدة المتناقضات وصراعها ( صراع الاضداد). 3️⃣ قانون نفي النفي.
وكل قانون من هذه القوانين يعكس ناحية جوهرية ما من نواحي التطور الموضوعي، وحدّه، وشكله، وعامله. والى جانب هذه القوانين يوجد عدد وافر من المقولات أمثال العلاقة العامة للظواهر، والسبب والنتيجة، والمحتوى والشكل، والعرضية والضرورة، والجوهر والظاهر … الخ.