“فكرة الحريّة – أساساً- دعاة الحريّة جعلوها مجملةً وغامضةً، لكي يرغب بها الناس، ويكون من المستطاع الدخول إلى عقولهم وقلوبهم عن طريقها”[1]
هذا ما قاله الصدر[2] في خطبة الجمعة ال25 عام 1998 في مسجد الكوفة.
⬛ ويمكن إجمال الموقف الصدري من الحرية، كالتالي:
▪️أولا: الحرية الرأسمالية، وتتضمن:
1️⃣ الحرية الفكرية، أو التحرر من الدين أو من الموروث. وهذا قد أنتج كوارث إجتماعية وأخلاقية. وصار واضحا، الضغط الرأسمالي نحو المثلية وغيرها من الإنحرافات العقلية.
وعلى سبيل المثال، ما يشاع اليوم عندهم من تغيير الجنس، وحرية التحول من إنسان الى حيوان.
2️⃣ الحرية الإقتصادية، أو تساوي الفرص، نظريا. الا ان الواقع العملي لا يسمح بذلك. فالفرد القوي ماديا، يسلب الٱخرين فرصهم.
▪️ثانيا: الحرية الراديكالية، وتتضمن:
1️⃣ الحرية من الإستعمار، أو التحرر من الحكم الإستعماري. وهذا جيد نظريا. لكن الواقع هو الخضوع لنوع جديد من الاستعمار.
2️⃣ “الحرية الداخلية، وهي حرية ابداء الراي وحرية الصحافة وانهم يدعون ان لكل شخص ان يتكلم بما يريد بدون حسيب او رقيب. وهذا هو الذي جعلته الدول الراسمالية من مفاخرها وادعت الدول الراديكالية السير على نفس الطريق ايضا”[1].
الا ان الواقع يختلف،، فالسلطة تتصرف بحرية ايضا، دون الالتفات الى الرأي الٱخر.
⚫ وأعتقد ان الحرية، مهما كان مفهومها، فإنها من متطلبات “الإختيار البشري” والتطور الذي تحتاجه البشرية، في سيرها، نحو كمالها، ومستقبلها السعيد.
بالرغم من المعاناة والألم الذي تعانيه، بسبب إبتعادها عما جاء به الرسل والأنبياء. الا أن البشرية، بعد هذا التخبط، سوف تهتدي الى ما ينفعها. أي تهتدي الى الحرية الحقيقية، وتكسر أغلال العبودية المادية، وتتحرر من غفلتها عما جاء به الرسل والأنبياء.
وللحديث بقية.
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] المصدر/الشهيد السيد محمد الصدر/ الجمعة 25 الخطبة الاولى. وجاء فيها: نصاً:”وفكرة الحرية اساسا جعلها الدعاة لها مجملة، وغامضة لكي يرغب بها الناس، ويكون من المستطاع الدخول الى عقولهم وقلوبهم عن طريقها. ولكننا اذا اردنا الدقة في الفهم امكن تفسير الحرية بعدة تفسيرات، نذكر منها اربعة تفسيرات، اثنان منها تدعيها الدول الراسمالية التي تدعي الديمقراطية. واثنان منها تدعيها الدول الراديكالية او الثورية التي تدعي الخروج عن ربقة الاستعمار.
اما المعنيين الاولين فكما يلي:
المعنى الاول: الحرية من الافكار المسبقة المفروضة على الفرد والمجتمع من الخارج كاحكام العقل واحكام الدين. فلا حاجة حسب مدعاهم الى ان تحكمهم اية فكرة او نظام خارج قناعاتهم ومصالحهم الدنيوية من اي دين من الاديان ومن اي عقل من العقول”
ويمكن اطلاع القاريء اللبيب على النص كاملا على الرابط ادناه:
https://al-sader.forumarabia.com/t232-topic
[2] محمد الصدر (1943 – 1999): الصدر الثاني هو الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، عالم ومرجع عراقي. معروف بأعلميته وزهده وشجاعته في النجف الأشرف. اقام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة في 1998 ولمدة 45 جمعة… وقد اسس بخطبه وكتبه ودرسه لثورة عقائدية ضد الانحراف الديني، عموما، فضلا عن نقد الانحراف السياسي في العراق. وقد رفض بشكل واضح الحكم الديكتاتوري من قبل صدام. لذلك تم إغتياله عام 1999، هو وولديه مصطفى ومؤمل. وهو والد الزعيم العراقي مقتدى الصدر.