18 ديسمبر، 2024 4:55 م

الفكر الصدري/ الثورة …

الفكر الصدري/ الثورة …

“ينحصر إنجاز ذلك في موعد آتِ تتم فيه الشرائط الخاصة بنجاح الثورة العالمية العادلة”[1]
هذا ما كتبه الصدر في موسوعته (ج5) وتبرز فيه، مفردة “الثورة” عنصرا أساساً، في “الفكر الصدري”. بل أن “الثورة” هي المرحلة القادمة، بعد تهيئة القواعد الشعبية لها. فقد كتب الصدر في ص 258، ما نصه:
“وجود البشرية جزء من الوجود الكونيّ، كما هو واضح، فيشملها تخطيطه بطبيعة الحال، ويكون قسري التأثير فيها، كقانون الجاذبية مثلاً. ووجود البشريّة من زاوية الهدف الكوني يقتضي أن تصبح البشرية بشكل معيّن وبصفات خاصة، بحيث تساهم في إنجاز الهدف أو في التقديم له، وإلا لم يكن لوجودها أساساً ، ولا لشمول التخطيط الكوني لها، أي معنى. ومن هنا كان لابدَّ للبشرية وقد وُجدت وجوداً واطئاً، أن تصبح –في لحظة معيّنة- في أعلى مراتب الكمال الممكن لها؛ لكي تستطيع أن تضطلع بتلك المهمة”[2].
ويبدو ان مسيرة البشرية، حسب الفهم الصدري، يمكن إيجازها بمراحل (تخطيطات) من التطور هي كالتالي:
1️⃣ مرحلة النشأة والوجود على الأرض، في عصر السذاجة والتعلم الإبتدائي، بطريقة التجربة والخطأ.
2️⃣ مرحلة التثقيف نحو “العدالة” بوحي الرسالات بإشراف الأنبياء والرسل.
3️⃣ مرحلة تبلور مشروع وقائد وقواعد. وقد بدأت بعد اعلان “الإسلام”, وإتمام مهمة خاتم الرسل والاوصياء. أي ما يعرف عند الصدر بمصطلح “الغيبة الكبرى”.
4️⃣ مرحلة الثورة. واعتقد إنها تتم بمقدمات، أهمها التالي:
⭕ اولا: رفع مستوى الوعي العام.
⭕ ثانيا: إصلاح المحتوى النوعي الغالبي. أي الإصلاح القيمي والفكري للمجتمع.
⭕ ثالثا: مهاجمة الظلم والفساد والفاسدين.
⭕ رابعا: مقاطعة الظالمين والفاسدين.
⭕ خامسا: اليوم الموعود للثورة، والإنقضاض على الظالمين والفاسدين.
5️⃣ تأسيس الدولة العادلة، العالمية، التي ينتظرها البشر، ويتم فيها إنجاز تطور معنوي متسارع. في مجتمع فاضل ومثالي.
6️⃣ إنتقال البشرية الى حالة تناسب واقعها المعنوي الجديد. وممارسة الإدارة الكونية.
وللحديث بقية[3].
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] محمد الصدر/ الموسوعة المهدوية/ج5/”هل الإمام المهدي السلام طويل العمر”/ ص268. وجاء نصه:
“يرتبط طول عمر الإمام المهدي الله بعصر غيبته، ذلك العصر المعاش خلال التخطيط الثالث المستهدف لإيجاد الدولة العالمية العادلة، ومن ثُمَّ يرتبط عصر يرتبط طول عمره (عج) بالتخطيط الثالث، ومن ثَمَّ بنتائجه بطبيعة الحال.
وذلك بعدة بيانات :
• البيان الأوّل: أنَّه بعد التسليم بميلاد المهدي المنتظر (عليه السلام) عام (٢٥٥ هجرية)، الذي هو معنى التسليم بأنَّ ابن الإمام الحسن العسكري هو المهدي المنتظر – كما يعتقد به المذهب الإمامي – وبعد التسليم بما برهن عليه في الكتابين الأولين من الموسوعة، من أنَّه لم يكن في الإمكان أن يقوم بمهمته في الفترة الأولى من حياته، بل ينحصر إنجاز ذلك في موعد آتِ تتم فيه الشرائط الخاصة بنجاح الثورة العالمية العادلة”.
[2] المصدر السابق.
أي: الموسوعة المهدوية/ج5.
وقد أوجز الصدر في الفصل الثاني (ص 255) التخطيط الإلهي العام. والذي يتضمن 6 تخطيطات، متتالية.
[3] هذا قبس من موسوعة الصدر الغنية علميا وثقافيا. ويمكن للقاريء ان يجد نسخ الكترونية منها على الرابط:

موسوعة الإمام المهدي (ع) ج 1